خالد إبراهيم يكتب: لماذا تهينوننى؟

الجمعة، 11 مارس 2011 12:13 ص
 خالد إبراهيم يكتب: لماذا تهينوننى؟ المرشد العام للإخوان المسلمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إلى من يصدعون رأسنا ليل نهار بالحديث عن حرية الرأى والتعبير والتنوير والثقافة .. إلخ إلخ إلخ ..
لماذا لا تحترمون رأيى؟! .. لماذا تحتقرون فكرى؟! .. لماذا تحجبون صوتى؟! .. تتعجبون وتسألون: من أنت؟
أنا واحد من شعب مصر الطيب، واحد من الذين لم يمدوا أيديهم إلى الحرام يوما، واحدا من الذين عملوا ليل نهار ليطعموا أطفالهم، واحد ممن لم يتلقوا إعانة الأحزاب من فوق الطاولة أو تحتها، ولم يُعَيَّنوا فى مجلس الشورى أو الشعب أو المحكمة الدستورية أو تكية الثقافة والإعلام، واحد من الذين لم يتخلفوا يوما عن التظاهر ضد الفساد والاستبداد، واحد من الذين باتوا فى العراء دفاعا عن شرف مصر، واحد ممن أَعمى أعينهم الغاز المسيل للدموع، وأُطلق عليهم الرصاص المطاطى بل والحى فقتل أحبتهم، واحد ممن رُوِّعت زوجاتهم وبناتهم قبيل الفجر، واحد من الذين أُدخلوا قلعة لاظوغلى الرهيبة معصوبى العينين، واحد من الذين ذاقوا فى أمن الدولة الأمرَّين، واحد ممن أسماؤهم على قوائم ترقب الوصول فى الموانئ الجوية والبحرية والبرية.

وأنتم .. أنتم الآن تستأثرون بالظهور فى الفضائيات وتُفتح لكم الصحف والمجلات، وتُدعون إلى الندوات، ثم تستكثرون علينا أن نجنى ثمار انتصارنا العظيم، لا تريدون أن يكون لنا كلمة أو صوت، تريدون إعادتنا إلى الورش والمزارع كالعبيد ليخلو لكم الجو، تمنعوننا من انتخاب من يمثلنا ليتحدث باسمنا، وتعلنونها صريحة بلا خجل أو وجل: نريد تأجيل الانتخابات.
أكاد أجزم أن مخترع هذه الفكرة هو أحد أزلام مبارك المخلوع أو ابنه أو حزبه أو المتربحين منهم، أؤلئك الذين يريدون تأخير التغيير عساهم يتمكنون من العودة أو تقليل خسائرهم، أو يطيب للعسكريين المقام بطول الوقت كما طاب لضباط يوليو 60 سنة، فيعود الفساد للازدهار فى ظل الاستبداد، وقد اخترعوا مبررات للتأجيل تبدو منطقية لا يختلف عليه اثنان، كإتاحة الفرصة لشباب الثورة، وتكوين الأحزاب، وبالفعل انساق وراء هذه الدعوة أُناس نحسبهم وطنيين مخلصين.

بعدما خرج منا 15 مليونًا فى المظاهرات، وأصررنا على إسقاط مبارك ثم شفيق ثم أمن الدولة، بعدما حمينا المتحف المصرى ودافعنا عن وحدتنا الوطنية، ونظفنا الشوارع والميادين، وسلمنا الوثائق الخبيثة للجيش، تأتون الآن يا أصحاب الياقات البيضاء وتنظرون إلينا نحن أبناء الشعب المصرى بازدراء، وتظنوننا قاصرين سياسيا، ومن السهل استغفالنا من حزب فاسد أو جماعة منظمة.

لقد حاول النظام البائد لحظة سقوطه إرهابنا بسلاح البلطجة ونشر الفزع فى النفوس، وأنتم الآن تحاولون إرهابنا بفزاعة الإخوان المسلمين الذين نعرفهم واحدًا واحدًا فى كل قرية وكل حى، يسارعون فى الخيرات، ويبذلون من وقتهم وجهدهم ومالهم ولا ينتظرون جزاء ولا شكورا، ويتظاهرون ضد تشويه الدستور، ودفاعا عن العدالة ممثلة فى القضاة حتى قبض على الآلاف منهم؟! .. اسألوا عنهم شباب الثورة فى ميدان التحرير الذين عاشوا معهم أياما فاصلة فى تاريخ مصر، وناموا معهم تحت الدبابات حتى لا تضيق الخناق على الشباب، وفى ليلة الأربعاء الدامى، عندما تخاذل بعض الفرسان، وأعلنوا الاستسلام، تَداعى الإخوان للميدان.. وسمع الجميع أحد شباب الثورة يعلن عبر الجزيرة أن الدكتور عصام العريان قادم من الجيزة ومعه عشرة آلاف، وقبله أعلنت إسراء عبد الفتاح عبر نفس القناة أن الدكتور محمد البلتاجى قادم من شبرا ومعه خمسة آلاف، فهل نزلتم يا أصحاب الياقات البيضاء لحماية شباب الثورة من البلطجية وقنابل المولوتوف والرصاص الحى مع الخمسة أم العشرة؟ .. وعلى الرغم من كل ما فعلوه مما عُلم أو لم يُعلم، فقد أنكر الإخوان ذاتهم فى ثورة 25 يناير ولم يرفعوا شعاراتهم بل ذابوا وسط الشعب المصرى، وتنازلوا عن حقهم فى الترشح للرئاسة، وأعلنوا أنهم لن ينافسوا فى الانتخابات البرلمانية إلا على حوالى 35% فقط إعلاء للمصلحة الوطنية، فهل تنظيم الإخوان الجيد وجماهيريتهم رغم المصادرة والسجن والتعذيب والقتل عشرات السنين يحسب لهم أم عليهم؟! .. أبعد كل هذا يُفَزَّع الناس بالإخوان أم يُوظَّف تنظيمهم لصالح الوطن بعدما رآه الجميع من صدقهم؟!

إننى أسالكم: هل منع الإخوان أحدا من تنظيم صفوفه وتقوية شعبيته؟ وما هى المدة الكافية لكى تجهز الأحزاب نفسها للانتخابات؟ وخلال هذه المدة ألن يستعمل الإخوان حقهم فى العمل على زيادة شعبيتهم، وفى ظل الانفتاح ولأنهم منظمون من قبل ولهم رصيد فى نفوس الناس؛ فمن المنطقى أن شعبيتهم قد تتزايد كمتوالية هندسية، بينما غير المنظمين قد يتزايدون كمتوالية حسابية؟!.. فهل ستعملون على إقصاء أو استئصال الإخوان بعد هذا؟! وهل سيسمح لكم الشعب المصرى بذلك؟!
وقد طالب البعض بانتخاب الرئيس أولا، وهنا يحق لنا أن نسأله: وماذا لو أساء الاختيار 51% من الشعب نتيجة تعاطف أعمى، أو وعود معسولة، أو حملات إعلانية ضخمة تعدها شركات دولية متخصصة؟ وهذا الشخص سيكون بيده صلاحيات كبيرة فماذا لو انحرف أو بدَّل بلا رادع من رقابة برلمانية قادرة على إيقافه؟ ثم ماذا لو مات فجأة أو اغتالته الكلاب المسعورة المجروحة؟ ماذا سنفعل؟ لماذا تريدون منا وضع البيض كله فى سلة واحدة؟
إذا كنتم تحترمونه بحق، أرجوكم، ارفعوا وصايتكم عن هذا الشعب الذكى المتحضر الذى بلغ سن الرشد، والذى تعلم العالم من ثورته المجيدة فى 25 يناير، فهو يعرف أهدافه جيدا، ويعرف أصدقاءه من أعدائه، ويعرف لمن يعطى صوته إذا جرت انتخابات حرة ونزيهة من حقه أن تُجرى اليوم قبل الغد، لقطع الطريق على الثورة المضادة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة