الصحف الأمريكية: تركيا نموذج سيئ للديمقراطية فى العالم العربى.. وأوباما يغلب البراجماتية على المثالية فى تعامله مع قضايا الشرق الأوسط
الجمعة، 11 مارس 2011 12:35 م
رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان
إعداد ريم عبد الحميد
نيويورك تايمز:
أوباما يغلب البراجماتية على المثالية فى تعامله مع قضايا الشرق الأوسط
على صفحتها الرئيسية، تنشر صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً عن سعى الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى تبنى منهج البراجماتية إزاء القضايا والأحداث التى يشهدها الشرق الأوسط. وتقول الصحيفة إنه فى أزمات الشرق الأوسط، كما فى قضايا أخرى، يوجد اثنان باراك أوباما، الأول ذلك الشخصية التاريخية التحولية، والثانى هو الرئيس الأمريكى البراجماتى. فبعد ثلاثة أشهر من إشعال بائع الفاكهة التونسى (محمد بو عزيزى) النار فى نفسه وإشعال عاصفة سياسية فى العالم العربى، فإن الرئيس يلعب بالورقة الرابحة.
فمع انتشار الاحتجاجات المعادية للحكومة من شمال أفريقيا إلى منطقة الخليح الاستراتتيجية الغنية بالنفط، فإن الرئيس أوباما يتبنى سياسة ضبط النفس. وخلص إلى أن إدارته يجب أن تشكل رد فعلها إزاء كل دولة على حدة كما يقول مساعدو الرئيس، معترفا بالحقيقة الصارخة بأن مصالح الأمن القومى الأمريكى ثقيلة مثلها مثل الدوافع المثالية. ولعل هذا ما يفسر تهدئة أوباما من لهجة دعمه للمتظاهرين فى القاهرة إلى دعوة للاحتجاج السلمى واحترام الحقوق العالمية فى كل مكان.
وهذا التأكيد على البراجماتية وتغليبها على المثالية قد جعل أوباما، كما تقول الصحيفة، عرضة لانتقادات بأنه يخسر معركة عقول وقلوب المحتجين فى الشوارع العربية. والبعض يقول إن أوباما فشل فى ربط الولايات المتحدة بالتعيير التاريخى الذى يحدث فى الشرق الأوسط بنفس الطريقة التى خلد بها رونالد ريجان اسمه فى كتب التاريخ بإنهائه للحرب الباردة بدعوته الشهيرة إلى هدم جدار برلين.
وتنقل الصحيفة عن بنجامين رودز، نائب مستشار الأمن القومى الذى كتب خطاب أوباما الشهير للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة فى عام 2009، إن الأمر مغر. فربما يكون من السهل الخروج يوما بعد يوم ببيانات شافية تجعلنا نشعر بإحساس طيب. لكن فى النهاية، فإن الأكثر أهمية هو تحقيق نتائج تنسجم مع القيم الأمريكية، لأن ما لم يحدث ذلك، فإن تلك البيانات سرعان ما يطويها النسيان.
واشنطن بوست:
تركيا نموذج سيئ للديمقراطية فى العالم العربى
علقت صحيفة "واشنطن بوست" فى افتتاحيتها على تركيا التى يعتبرها البعض نموذجاً للديمقراطية الناشئة فى العالم العربى، وترى أن تركيا هى نموذج سيئ للديمقراطية وللسلطوية.
وتقول واشنطن بوست، إنه فى اللحظة التى تظهر فيها تركيا نموذجاً للدول العربية التى تخلصت لتوها من السلطوية، فإن ما تدعيه تركيا بأنها الدولة الرائدة ديمقراطياً فى العالم الإسلامى فى خطر، وتشير الصحيفة إلى الاعتقالات التى تمت بحق تسعة من الصحفيين والكتاب، سبعة منهم على الأقل تم سجنهم لمزاعم بتورطهم فى التخطيط للانقلاب على الحكومة الإسلامية المعتدلة التى يتولاها حزب العدالة والتنمية، ولفتت إلى تصريحات الرئيس التركى عبد الله جول فى هذه القضية وقوله: "إن انطباعه لأن هناك تطورات محددة لا يمكن أن يتقبلها الراى العام، وهذا يلقى الضوء على المستوى الذى وصلت إليه تركيا والصورة التى يشيد بها الجميع".
واعتبرت الصحيفة، أن الاعتقالات الأخيرة تعد نموذجاً جيداً لما يبدو أحياناً هجوماً على القيم الديمقراطية الليبرالية، فأربعة من هؤلاء الصحفيين المعتقلين يعملون فى موقع إخبارى معارض للحكومة تم اعتقال صاحبه الشهر الماضى، واثنين أخرين من الصحفيين الاستقصائيين البارزين، وكان أحدهما يعمل على تأليف كتاب عن الاختراق المزعوم لقوات الأمن من قبل جماعة إسلامية متشددة.
ولا يوجد شك فى أن بعض الجنرالات والقضاة وآخرين كانوا يأملون فى إخراج العدالة والتنمية من السلطة بوسائل غير ديمقراطية، لكن هناك مؤشرات واضحة على وجود مبالغة من قبل جهة التحقيق فى هذه القضية، فأغلب الأدلة تبدو حتى الآن زائفة وحتى ملفقة، وعندما تحدث الصحفيين عن ضعف القضية واحتجوا على اعتقال زملائهم، اعتبر المحققون ذلك دليلاً على أنهم بدورهم انضموا إلى المخطط المزعوم.
ولا يبدو أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذى يملك السلطة الحقيقية فى تركيا، منزعجاً من هذه الاعتقالات، وأدعى أن حكومته لا علاقة لها بالملاحقات القضائية، لكنه انتقد السفير الأمريكى فى بلاده فرانسيس ريتشارد دونى لتدخله فى هذه القضية.
وختمت الصحفية افتتياحيتها بالقول، إن أردوغان الذى لا يخفى طموحه بأن يصبح قائداً إقليمياً وعالمياً يجب أن يقلق إذا توقفت بلاده عن المسار الديمقراطى بعدم وجود إعلام حر فيها، ولن يتطلع أحد إلى تركيا كنموذج للدول العربية.
لوس أنجلوس تايمز:
اختلاف تقديرات المسئولين الأمريكيين لنهاية الصراع فى ليبيا
أبرزت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" اختلاف تقديرات المسئولين الأمريكيين للنهاية المحتملة للنزاع الذى تشهده ليبيا حاليا. فبينما يرى جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية أن الرئيس الليبى معمر القذافى سيتمكن فى نهاية المطاف من هزيمة الثوار، فإن البيت الأبيض لديه وجهة نظر مختلفة.
وتقول الصحيفة إنه مع استمرار قوات القذافى فى الضغط على الثوار لإجبارهم على التراجع، فإن كلابر توقع أن يسيطر القذافى على الأرجح على المدى الطويل، فى دلالة جديدة على أن الاعتماد الحالى على الدبلوماسية من قبل الدول الغربية ليس كافياً للإطاحة به. وأوضح مسئول الاستخبارات الوطنية إن زخم المعركة قد بدأ يتحول لصالح نظام القذافى، ويعتقد أن النظام سينتصر فى النهاية بسبب قدراته اللوجستية وتفوقه العسكرى.
ويبنى كلابر تقييمه جزئياً على معلومات استخباراتية سرية تشير إلى أن وحدات عسكرية خاصة موالية للقذافى ومجهزة بالدبابات قد تمكنت من الاستمرار وتجديد أسلحتهم.
ويحذر كلابر بأنه فى حالة انتصار النظام، فإن ليبيا ربما تنقسم إلى جزءين أو ثلاثة مثلما هو الوضع فى الصومال، وهو ما يحذر أعضاء مجلس الشيوخ من أنه سيكون كارثة بالنسبة للمصالح الأمريكية.
غير أن توماس دونيليون، مستشار الأمن القومى، قال إن رؤية كلابر لم تأخذ فى اعتبارها الضغوط التى تبحثها الولايات المتحدة والدول الأخرى كالعقوبات الاقتصادية، وفرض حظر السفر وتجميد الأصول.
وأضاف دونيلون أنه تم عزل القذافى وحرمانه من الموارد، فى الوقت الذى يتم فيه الحصول على الدعم الدولى لمساعدة الشعب الليبى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز:
أوباما يغلب البراجماتية على المثالية فى تعامله مع قضايا الشرق الأوسط
على صفحتها الرئيسية، تنشر صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً عن سعى الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى تبنى منهج البراجماتية إزاء القضايا والأحداث التى يشهدها الشرق الأوسط. وتقول الصحيفة إنه فى أزمات الشرق الأوسط، كما فى قضايا أخرى، يوجد اثنان باراك أوباما، الأول ذلك الشخصية التاريخية التحولية، والثانى هو الرئيس الأمريكى البراجماتى. فبعد ثلاثة أشهر من إشعال بائع الفاكهة التونسى (محمد بو عزيزى) النار فى نفسه وإشعال عاصفة سياسية فى العالم العربى، فإن الرئيس يلعب بالورقة الرابحة.
فمع انتشار الاحتجاجات المعادية للحكومة من شمال أفريقيا إلى منطقة الخليح الاستراتتيجية الغنية بالنفط، فإن الرئيس أوباما يتبنى سياسة ضبط النفس. وخلص إلى أن إدارته يجب أن تشكل رد فعلها إزاء كل دولة على حدة كما يقول مساعدو الرئيس، معترفا بالحقيقة الصارخة بأن مصالح الأمن القومى الأمريكى ثقيلة مثلها مثل الدوافع المثالية. ولعل هذا ما يفسر تهدئة أوباما من لهجة دعمه للمتظاهرين فى القاهرة إلى دعوة للاحتجاج السلمى واحترام الحقوق العالمية فى كل مكان.
وهذا التأكيد على البراجماتية وتغليبها على المثالية قد جعل أوباما، كما تقول الصحيفة، عرضة لانتقادات بأنه يخسر معركة عقول وقلوب المحتجين فى الشوارع العربية. والبعض يقول إن أوباما فشل فى ربط الولايات المتحدة بالتعيير التاريخى الذى يحدث فى الشرق الأوسط بنفس الطريقة التى خلد بها رونالد ريجان اسمه فى كتب التاريخ بإنهائه للحرب الباردة بدعوته الشهيرة إلى هدم جدار برلين.
وتنقل الصحيفة عن بنجامين رودز، نائب مستشار الأمن القومى الذى كتب خطاب أوباما الشهير للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة فى عام 2009، إن الأمر مغر. فربما يكون من السهل الخروج يوما بعد يوم ببيانات شافية تجعلنا نشعر بإحساس طيب. لكن فى النهاية، فإن الأكثر أهمية هو تحقيق نتائج تنسجم مع القيم الأمريكية، لأن ما لم يحدث ذلك، فإن تلك البيانات سرعان ما يطويها النسيان.
واشنطن بوست:
تركيا نموذج سيئ للديمقراطية فى العالم العربى
علقت صحيفة "واشنطن بوست" فى افتتاحيتها على تركيا التى يعتبرها البعض نموذجاً للديمقراطية الناشئة فى العالم العربى، وترى أن تركيا هى نموذج سيئ للديمقراطية وللسلطوية.
وتقول واشنطن بوست، إنه فى اللحظة التى تظهر فيها تركيا نموذجاً للدول العربية التى تخلصت لتوها من السلطوية، فإن ما تدعيه تركيا بأنها الدولة الرائدة ديمقراطياً فى العالم الإسلامى فى خطر، وتشير الصحيفة إلى الاعتقالات التى تمت بحق تسعة من الصحفيين والكتاب، سبعة منهم على الأقل تم سجنهم لمزاعم بتورطهم فى التخطيط للانقلاب على الحكومة الإسلامية المعتدلة التى يتولاها حزب العدالة والتنمية، ولفتت إلى تصريحات الرئيس التركى عبد الله جول فى هذه القضية وقوله: "إن انطباعه لأن هناك تطورات محددة لا يمكن أن يتقبلها الراى العام، وهذا يلقى الضوء على المستوى الذى وصلت إليه تركيا والصورة التى يشيد بها الجميع".
واعتبرت الصحيفة، أن الاعتقالات الأخيرة تعد نموذجاً جيداً لما يبدو أحياناً هجوماً على القيم الديمقراطية الليبرالية، فأربعة من هؤلاء الصحفيين المعتقلين يعملون فى موقع إخبارى معارض للحكومة تم اعتقال صاحبه الشهر الماضى، واثنين أخرين من الصحفيين الاستقصائيين البارزين، وكان أحدهما يعمل على تأليف كتاب عن الاختراق المزعوم لقوات الأمن من قبل جماعة إسلامية متشددة.
ولا يوجد شك فى أن بعض الجنرالات والقضاة وآخرين كانوا يأملون فى إخراج العدالة والتنمية من السلطة بوسائل غير ديمقراطية، لكن هناك مؤشرات واضحة على وجود مبالغة من قبل جهة التحقيق فى هذه القضية، فأغلب الأدلة تبدو حتى الآن زائفة وحتى ملفقة، وعندما تحدث الصحفيين عن ضعف القضية واحتجوا على اعتقال زملائهم، اعتبر المحققون ذلك دليلاً على أنهم بدورهم انضموا إلى المخطط المزعوم.
ولا يبدو أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذى يملك السلطة الحقيقية فى تركيا، منزعجاً من هذه الاعتقالات، وأدعى أن حكومته لا علاقة لها بالملاحقات القضائية، لكنه انتقد السفير الأمريكى فى بلاده فرانسيس ريتشارد دونى لتدخله فى هذه القضية.
وختمت الصحفية افتتياحيتها بالقول، إن أردوغان الذى لا يخفى طموحه بأن يصبح قائداً إقليمياً وعالمياً يجب أن يقلق إذا توقفت بلاده عن المسار الديمقراطى بعدم وجود إعلام حر فيها، ولن يتطلع أحد إلى تركيا كنموذج للدول العربية.
لوس أنجلوس تايمز:
اختلاف تقديرات المسئولين الأمريكيين لنهاية الصراع فى ليبيا
أبرزت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" اختلاف تقديرات المسئولين الأمريكيين للنهاية المحتملة للنزاع الذى تشهده ليبيا حاليا. فبينما يرى جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية أن الرئيس الليبى معمر القذافى سيتمكن فى نهاية المطاف من هزيمة الثوار، فإن البيت الأبيض لديه وجهة نظر مختلفة.
وتقول الصحيفة إنه مع استمرار قوات القذافى فى الضغط على الثوار لإجبارهم على التراجع، فإن كلابر توقع أن يسيطر القذافى على الأرجح على المدى الطويل، فى دلالة جديدة على أن الاعتماد الحالى على الدبلوماسية من قبل الدول الغربية ليس كافياً للإطاحة به. وأوضح مسئول الاستخبارات الوطنية إن زخم المعركة قد بدأ يتحول لصالح نظام القذافى، ويعتقد أن النظام سينتصر فى النهاية بسبب قدراته اللوجستية وتفوقه العسكرى.
ويبنى كلابر تقييمه جزئياً على معلومات استخباراتية سرية تشير إلى أن وحدات عسكرية خاصة موالية للقذافى ومجهزة بالدبابات قد تمكنت من الاستمرار وتجديد أسلحتهم.
ويحذر كلابر بأنه فى حالة انتصار النظام، فإن ليبيا ربما تنقسم إلى جزءين أو ثلاثة مثلما هو الوضع فى الصومال، وهو ما يحذر أعضاء مجلس الشيوخ من أنه سيكون كارثة بالنسبة للمصالح الأمريكية.
غير أن توماس دونيليون، مستشار الأمن القومى، قال إن رؤية كلابر لم تأخذ فى اعتبارها الضغوط التى تبحثها الولايات المتحدة والدول الأخرى كالعقوبات الاقتصادية، وفرض حظر السفر وتجميد الأصول.
وأضاف دونيلون أنه تم عزل القذافى وحرمانه من الموارد، فى الوقت الذى يتم فيه الحصول على الدعم الدولى لمساعدة الشعب الليبى.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة