◄◄ الطلاب كانوا يرتدون ملابس مدنية عند خروجهم فى الاجازات خوفا من الغضب الشعبى
أشبه بالانتحار الجماعى الآن.. هذا هو أقرب تعبير عن المشهد داخل كلية الشرطة.. فالطلاب الذين باتوا على أبواب التخرج ولم يتبق إلا شهور ليتولوا مهام حراسة أمن الوطن والمواطنين فى حيرة بالغة.. ماذا سيفعلون بعد نيل شرف التخرج وأين سيذهبون.. كانوا فى السنوات الخمس الأخيرة يتسابقون ليحصلوا على ترتيبات ومجاميع كبرى فى التخرج ليكون لهم حرية اختيار المكان الأفضل لتأدية مهامهم الوظيفية.. وجاءت السنوات الخمس الأخيرة ليختار الضباط الخريجون الأمن المركزى بدلا من الأمن العام الذى كان الاختيار الأول سابقا.. وكان سر الأمن المركزى لزيادة المرتبات بشكل يفوق الأمن العام بحوالى 30 %، وأيضا رفضت الغالبية الأمن العام لما له من مجهودات وأوقات كبيرة يقضيها الضابط فيها علاوة على السمعة السيئة التى لاحقت أقسام الشرطة سواء من شائعات تلفيق القضايا أو التعذيب، ولكن الأهم أنها باتت مهنة مرهقة تستغرق ساعات اليوم كله.. والشىء الذى بات مضحكا أن الضباط الأوائل الذين كانوا يذهبون إلى الأمن المركزى كانوا يجدون عروضا من زملائهم الذين تم توظيفهم فى الأمن العام للمبادلة مقابل 50 ألف جنيه يأخذها الضابط المتفوق من الضابط الذى ذهب إلى الأمن العام.. ولكن المشهد الآن بات أشبه بالانتحار الجماعى فكل هؤلاء الطلاب يشعرون الآن أن مستقبلهم فى مهب الريح، وتحديدا بعد حالة الغضب الشعبى الذى لاقاه ضباط الشرطة عقب ثورة 25 يناير النبيلة.. وبدأ هؤلاء الطلاب يبحثون عن حلول أخرى، فذهب البعض يفكر فى تحويل ملفاتهم إلى كلية الحقوق، وراحت الأسئلة تدور عن كيفية هذا الحل ودفع الغرامة المالية التى يدفعها طالب الشرطة نظير تكاليف إقامته وإعاشته وملابسه وتدريبه والتى تبلغ 70 ألف جنيه، ولذا فقد ذهب القادرون على دفع المبلغ وهم بالطبع أغلبية بعدما بات الالتحاق بكلية الشرطة له خياران لا ثالث لهما إما الوساطة الكبرى أو الرشوة الكبرى أيضا، وهذا ما أشيع أثناء الالتحاق بتلك الكلية التى كانت كبرى العائلات تتسابق لإلحاق أبنائها بها كجزء من الوجاهة الاجتماعية والعزوة والحصانة لتلك العائلات.. ويبدو أن أزمة ملاحقة ومطاردة رجال الشرطة من البلطجية بالتحديد قد لا تسفر عن حلول سريعة لإعادة السياق الأمنى فى الشارع المصرى، بعدما فتتت مفاهيم العمل الشرطى وبات الضباط غاضبين.. رافضين.. محتجين أشبه بمن يعلن العصيان المدنى، وراح الخوف يعشش داخل قلوب هؤلاء الضباط.. وراح البعض أيضا يحلل عدم انتظامه فى العمل من الخوف على حياته، بعدما زادت حالات الاحتكاك والانتقام من أصحاب البدلة الميرى، ويبدو أن تلك البدلة التى كانت مشهدا للوجاهة والخيلاء، باتت الآن مصدرا للفزع لصاحبها فخلعها الجميع، حتى طلاب الشرطة أخذوا قرارات الفترة الماضية بارتداء ملابس مدنية عادية أثناء خروجهم فى الإجازات وأثناء عودتهم إلى كلية الشرطة درءًا للمخاطر وعدم الاحتكاك بأهل الغضب الشعبى.
ولكن الاشكالية الكبرى الآن هم معظم طلاب الصفين الأول والثانى من كلية الشرطة الذين زادت طلبات خروجهم من الشرطة والالتحاق بكلية الحقوق، والأزمة الأخيرة من سيتقدم إلى كلية الشرطة فى الموسم الجديد عقب إعلان نتائج الثانوية العامة بعدما بدأ الرغى وسط طلاب الثانوية عن رغباتهم فى الالتحاق بالكلية العسكرية للقوات المسلحة بعد زيادة التضامن الشعبى بعد وقفة القوات المسلحة مع ثورة 25 يناير وحالة الود العام الذى قدمته لجماهير الشعب المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة