قال وليام هيج وزير الخارجية البريطانى فى مقال له إنه منذ اندلاع الأحداث المروعة فى ليبيا، عملت المملكة المتحدة على إدانة الأعمال المرتكبة من قبل نظام القذافى، وقد تعاظمت المخاوف فى الأيام الماضية فى ظل تزايد الضغط الدولى الممارس على القذافى ومن حوله.
وأضاف أن نظام القذافى يعمل على شن هجمات عسكرية مضادة ضد قوات المعارضة، وأن هناك تقارير ذات مصداقية تؤكد قصف المدنيين باستخدام طائرات مروحية تابعة للقوات الحكومية، إضافة إلى شن اعتداءات خطيرة ضد مدينتى الزاوية ومصراته فى الغرب، والكثير ممن نقلوا إلى مستشفى المدينة كانوا مصابين بالرأس والعنق والصدر، كما أن إمدادات الغذاء والوقود والأدوية باتت شبه منقطعة. أما فى طرابلس فهناك أنباء مقلقة حول اختطاف رهائن، إلا أن سلطته تواجه التحدى فى مناطق واسعة من ليبيا حيث تراجعت القبائل المحلية عن دعمها له.
وأكد أن موقف بلاده واضح ويتمثل بضرورة وضع العقيد القذافى نهاية فورية لاستخدام القوة المسلحة ضد المدنيين، وتسليم السلطة دون أى تأخير لحكومة تحترم تطلعات الشعب الليبى وتكون ممثلة لمختلف الأطراف فيه وتخضع للمحاسبة والمساءلة.
وأوضح أن المملكة المتحدة تتعاون مع دول أخرى لعزل النظام وضمان أن يعلم كل مسئول عن أى انتهاكات، بأنه سيواجه يوما يحاسب فيه عن أعماله. والعمل الذى يقوم به المجتمع الدولى لا سابق له.
وأعرب عن ترحيبه بقرار المدعى العام فى المحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضى بالتحقيق بجرائم زُعم ارتكابها فى ليبيا، وأكد أن بريطانيا ستبذل كل جهدها لتقديم المساعدة، وأضاف "كما أننا نرحب بالقرار الهام الذى اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد إحالة مجلس حقوق الإنسان الأمر إليها، بتعليق عضوية ليبيا فى المجلس".
وقال إن بريطانيا بصدد وضع خطط طوارئ لمواجهة الاحتمالات كافة فى ليبيا، فقد جرى تكليف حلف شمال الأطلسى (الناتو) بالنظر فى عدد من الخيارات، بما فيها تشكيل منطقة حظر جوى، وإخلاء المدنيين، وتقديم مساعدات إنسانية دولية، ومساندة الحظر الدولى على تصدير الأسلحة لليبيا. وسيعقد حلف الناتو المزيد من الاجتماعات خلال الأسبوع الجارى.
وأكد أنه من الضرورى مواصلة معالجة تطورات الوضع الإنساني، حيث أرسلت المملكة المتحدة بطانيات تكفى 38,000 شخصا وخيما لإيواء أكثر من 10,000 شخص، إضافة إلى إرسالنا طائرات لإخلاء 6 آلاف مواطن مصرى و500 مواطن بنغلادشى انقطعت بهم السبل على الحدود. ما زالت هذه حالة لوجستية طارئة، لكن من الضرورى السماح للهيئات الدولية الدخول من دون عراقيل لتساعد فى الحد من تدهور الأوضاع لتصل إلى كارثة إنسانية. لقد دعت البارونة آموس، بدعم منا، إلى عقد جلسة خاصة فى جنيف اليوم للمطالبة بالسماح لهيئات الإغاثة الإنسانية بدخول ليبيا دون عراقيل.
وأعرب عن تطلعه إلى الجلسة الطارئة للمجلس الأوروبى التى ستعقد فى 11 مارس، معتبرا أنه من الضرورى أن يدفع الاتحاد الأوروبى - ليس فقط للضغط باتجاه اتخاذ المزيد من الإجراءات ردا على الأوضاع فى ليبيا- بل أيضا تغيير الاتحاد الأوروبى تفكيره بشكل جذرى تجاه الدول المجاورة. لقد آن الأوان، للدول الأوروبية أن تكون أكثر وضوحا وطموحا، وأن تبين بأنه بينما أوروبا لا تسعى إلى إملاء على هذه الدول كيفية إدارة شئونها الداخلية، فإننا سنبقى.
وقال "إن الأحداث التى شهدتها مصر وتونس كانت تاريخية وعلينا الترحيب بالتطور الذى حصل بما فى ذلك الإعلان عن إجراء استفتاء عام على إصلاح دستورى فى مصر، وإعلان موعد الانتخابات فى تونس."، وأضاف أن استقالة رئيسى الحكومتين فى كل من مصر وتونس يظهر أن تحديات كبيرة ما زالت تكمن على الطريق. إن المملكة المتحدة ستستمر بالطلب من الحكومات كافة فى أرجاء المنطقة كلها احترام حقوق الإنسان، ومنها الحق فى الاحتجاج السلمي، وتجنب استعمال القوة والاستجابة للتطلعات المشروعة نحو مزيد من الانفتاح السياسى والإصلاح الاقتصادى.
وأضاف "إذا أمكن تحقيق التغيير والتنمية فى الشرق الأوسط بشكل سلمى فسيكون هذا أعظم تقدم فى الشؤون العالمية منذ التغير الجذرى الذى عرفه وسط وشرق أوروبا قبل عشرين عاما، حيث دخل الكثير من دول المنطقتين فى عضوية الاتحاد الأوروبى "محذرا من أنه فى حالة عدم تحقق المذكور فمن شأن ذلك أن يؤذن ببداية مرحلة أكبر من عدم الاستقرار فى المنطقة. من الحيوى لشعوب هذه الدول ودول سائر العالم أن تلعب الأسرة الدولية دوراً منسقا وطموحا فى دعم تطلعاتها".
وليام هيج يكتب: عدم تحقيق التغيير السلمى يعنى مرحلة من عدم الاستقرار بالشرق الأوسط
الخميس، 10 مارس 2011 05:40 م
وليام هيج وزير الخارجية البريطانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة