رفيق جريش

لا للانتقام

الخميس، 10 مارس 2011 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعلمنا التاريخ أن الثورات حتى البيضاء منها سريعاً وبعد أيام الفرح والنشوة من الانتصار تدخل فى منطقة رمادية لتصفية حسابات والانتقام من النظام القديم خاصة النظم القمعية الديكتاتورية، جرى ذلك مع ثورة 23 يوليو، حيث أنشئت "محكمة الثورة" لتحاكم رموز النظام الملكى القديم حتى الذين كانوا يعارضونه، وما سمتهم الإقطاعيين وغيرهم.

وفى الماضى القريب جداً حصل نفس الشىء فى دول شرق أوروبا وكأن مرحلة الانتقام مرحلة لا يمكن للثورات الإفلات منها، وها هى ثورة 25 يناير أراها تدخل فى هذه المنطقة الرمادية رغم أن شباب الثورة ينفى قيادته لهذا الانتقام المنظم.

هذا لا يعفى من مساءلة الذين قمعوا الشعب جسدياً ومعنوياً ومادياً، ولكن كل ما أخشاه أن تخطف طهارة الثوار الشباب ويتلوث بالرمادى، والأخطر أن يتلوثوا بالأحمر بعد الاحتفال بالانتصار وتحقيق أغلب المطالب. علينا كشعب وثوار وحكومة جديدة أن نترك الانتقام جانباً، فالمحاسبة من اختصاص الأجهزة القضائية ولتطوَ هذه الصفحة لكى نواجه التحديات التى أمامنا تحديات إعادة البناء، وأهمها بناء الإنسان المصرى الجديد المتجدد بعيداً عن الانتقام وتصفية الحسابات، فأمامنا بناء مستقبلنا الديمقراطى، وعلينا أن نتعلم قيماً فقدناها مثل الحوار العميق مع الآخر والمشاركة والتضامن واقتسام الخيرات هذا التعليم سيأخذ وقته.

ونحن لا نستطيع أن نسمح لأنفسنا بأن نضيع وقتاً ثميناً كهذا حتى الانتقام. يقول القديس بولس كلمة جميلة يا ليتنا نجعلها شعاراً: "لذا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام" (فى 3/13).





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة