"مسيحى مسلم دوت كوم" هو عنوان الكتاب الجديد الصادر للكاتب الصحفى محمد بركة، عن دار العين، والذى جمّع فيه بركة مقالاته التى نشرها على موقع جريدة اليوم السابع، وزودها أيضا بالتعليقات التى تلقاها على المقال.
يقول بركة عن هذه التجربة فى مقدمة الكتاب إن عصر الإنترنت وثورة الاتصالات سهل التفاعل وجعل كاتب المقال يتلقى نبض القراء فورا على مقاله من خلال تعليقا، يسمح به الموقع الإلكترونى الذى نشر الخبر، ويضيف بركة: "لأننا نعيش سنة أولى حرية تعبير بلعبة التعليقات الفورية، خصوصا أن الصديق خالد صلاح، رئيس تحرير اليوم السابع، يؤمن بصراع الأفكار، ويرفع شعار القارئ دائما على حق، وللأسف الشديد لم يتعامل الكثيرون بنضج مع هذه المساحة غير المسبوقة من الحرية، وتحولت تعليقات كثيرة إلى هجوم شخصى وسباب جارح حتى أن كثيرين أخرجونى من الملة، وأقسموا بأغلط الأيمان بأننى تنصرت واستخدم اسمى القديم " محمد" من باب التمويه".
ويؤكد بركة على أن عددا كبيرا من التعليقات التزم بآداب النقاش الهادئ، وحين اختلف أصحابها معه لم يحتموا وراء اسما حركيا، ليكيلوا له الشتائم، مضيفا: "كثير من التعليقات جاءت بمثابة دراسات أو مقالات تتسم بالثراء المعلوماتى والتحليل الذكى، والقراء تنوعت خلفياتهم الثقافية والعمرية، وكثير منهم أساتذة جامعيون وباحثون وخبراء".
مقالات الكتاب التى كتبها بركة على "اليوم السابع" ويجمعها فى الكتاب تدور حول موضوع الوحدة الوطنية، حيث يؤكد بركة أنه كتبها تحت وطأة إحساس عارم بالحسرة والإحباط، مشيرا إلى أن مصر التى عرفت قبل 80 عاما حالة من التعدد والتنوع فى الجنس والعرق والدين، ورفعت شعار عاش الهلال مع الصليب فى ثورة 1919، هو نفسه البلد الذى يعيش فى الألفية الثالثة على برميل من بارود الاحتقان الطائفى، وينظر البعض من مسلميه إلى مسيحييه على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
يذكر أن محمد بركة يشرف على صفحة أدب ساخر الأسبوعية بالأهرام، وصدر له رواية "الفضيحة الإيطالية" فى طبعتين، كما صدر له مجموعتان قصصيتان هما "كوميديا الانسجام" و"ثلاثة مجندين وعاشق، وكتاب بعنوان "لماذا كرهت المثقفين".