يتحدث الكثيرون من المعارضين لإقامة انتخابات برلمانية مبكرة حول قدرة أعضاء الحزب الوطنى الديمقراطى وجماعة الإخوان المسلمين فقط على تأمين أكبر عدد من المقاعد، ذلك لأنهما الجماعتان الوحيدتان المنظمتان على الصعيد الوطنى والقادرتان على مواجهة التحدى والمنافسة.
ولكن وبعد أسابيع من الهجوم الشعبى الموجه ضد رموز الحزب الحاكم السابق، علاوة على الاتهامات الموجهة للعديد من أبرز ممثليه، ما هو الباقى من ذلك من تنظيم وقدرة على التعبئة والمنافسة؟!.. وهكذا تتساءل مجلة فورين بوليسى الأمريكية هل يمكن إصلاح الحزب الوطنى الديمقراطى أوتصحيح صورته فى الشارع المصرى؟
وبمجرد أن اندلعت شرارة الثورة الأولى يوم 25 يناير بدا من الواضح أن الحزب الوطنى الديمقراطى أحد الأهداف الرئيسية للغضب الشعبى.. وفى محاولته تهدئة الثورة، أقال الرئيس السابق حسنى مبارك بإقالة جميع الشخصيات التى تعد عقلا مدبرا للسياسات الاقتصادية التى عانى تحت وطأتها الشعب فى السنوات الأخيرة ومعظمهم كانوا على مقربة بنجله جمال.
ورغم استقالة جميع أعضاء المكتب السياسى وتعيين د. حسام بدراوى أمينًا عامًا للحزب لكن لم تتوقف موجة الاحتجاجات حتى سقط الحزب الحاكم بتنحى مبارك. ومنذ ذلك الحين تشير المجلة الأمريكية يعيش الحزب فترة اضطرابات ولم يتضح بعد كيف سيتمكن أعضاؤه الخروج من الأزمة.
وبعد تنحى الرئيس، الذى على الرغم من أن اسمه لا يزال يتصدر بنية الحزب التنظمية إلا أنه من الجانب الفعلى فإن مكانه شاغر، واستقالة د. حسام بداروى نفسه بعد أيام قليلة من ترشحيه الأمين العام علاوة على موجة الاستقالات غير المسبوقة من أعضائه فى جميع أنحاء البلاد بما يعد ضربة قوية له.
لذا فإنه بالنسبة لكثير من المصريين لن يكون هناك منفعة للانتماء أو تأييد مرشحى الحزب الذى لم يعد حاكما، وبالتالى فلن يملك الكثير ليقدمه من حيث خدمات أو فرص عمل أو غيرها من موارد الدولة.
وترى المجلة الأمريكية أن هناك تحديات ضخمة تنتظر الحزب الأكبر فى مصر، فأولا يحتاج إلى تأمين هيكل تنظيمى جديد ولو كان مؤقتا وجزئيا.. وكانت القيادة الجديدة متمثلة فى الأمين العام محمد رجب والمساعد وأمين الإعلام محمد عبد اللاه، قبل التقدم باستقالته اليوم، وماجد الشربينى، قد حاولت إنقاذ ما يمكن إنقاذه حيث بدأت النظر فى الإصلاحات الداخلية ولاسيما اختيار اسم وشعار وهيكل تنظيمى جديد بالإضافة إلى وضع إستراتيجية لزيادة مشاركة الشباب على جميع الأصعدة.
فلابد للحزب أن يتأسس على بنية متماسكة وموثوق بها وهو أهم كثيرًا من عدد الأعضاء.. كما يحتاج الحزب بالتأكيد إلى إصلاح الصورة التى شوهت بفعل فضائح الفساد وتجاهل الفقراء وإهمال الطبقة الوسطى.. يحتاج إلى الفكر الجديد ولكن ليس على طريقة جمال مبارك وأعوانه عام 2002، فالحزب سيبدأ من نقطة الصفر دون القادة الذين فشلوا فى مهمتهم.
ولكن تختم فورين بوليسى مشيرة إلى أنه نظرا للسمعة السيئة التى بات الحزب الوطنى يوصم بها، فإنه سيتعذر عليه المنافسة فى انتخابات مبكرة.
فورين بوليسى: سيتعذر على الحزب الوطنى المنافسة فى انتخابات مبكرة
الخميس، 10 مارس 2011 06:51 م
الحزب الوطنى الديمقراطى صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة