جاءت الثورة، وجاءت معها أخلاقيات كانت غائبة من فترة، وقد اشتقنا إليها جميعاً، وقد لاحظت فى أعقاب هذه الثورة الطريقة التى أصبحنا نتعامل فيها مع بعضنا البعض من تسامح وسكينة.
من يقود سيارة يقف لمن يسير لكى يجعله يعبر الطريق، وقلت المشاكل والمضايقات، أحسست أن كل شخص لم يعد يقف على الواحدة لغيره كما كنا فى الأوقات الأخيرة، ولعل ما كنا فيه من ضغط نفسى وكبت مما كان يحدث لنا من المسئولين قد أوصلنا لما كنا عليه من طريقة عدوانية فى التعامل فى السنين الأخيرة قبل اندلاع الثورة، هذه الثورة التى تذكّرنى بأيام الاحتلال وحرب أكتوبر زمان فهناك أحداث قريبة من ملامح هذه الفترة السابقة، احتلال داخلى وممثله قوات وزارة الداخلية ومقاومة شعبية فى ميدان التحرير، وغيره من أماكن النضال، لجان شعبية وشباب 25 يناير، وكأنهم ضباط أحرار إلى غير ذلك، وما أحذرك منه أن تكون سبباً فى أن تعود مصر إلى ما كانت عليه قبل الثورة بسببك أنت نعم بسببك أنت، وتكون بذلك قد أضعت ما فعله غيرك، وضيّعت ما فعله من أجلك الذين ضحوا.
بأرواحهم لتعيش أنت وأهلك فى رخاء وحرية وتقدم، أحذر لأنك تمثل جزءاً من الدولة التى كما هى دولة مؤسسات ووزارات وكيانات مادية فهى دولة نفوس، فالوزارات والمؤسسات ككيان مادى لا تخطئ ولا تصيب، فأنت بأفعالك تكون السبب فى تقدم الدولة، وأنت أيضاً قد تكون سبباً فى تأخرها وفسادها، أرجوك إذا كنت تخطئ قبل الثورة حاول أن تصلح من نفكر الآن وتأمل وفكر جيداً فيمن ضحوا من أجلك ومن أجل البلد، وأعتقد أن تضحيتك الآن بالرشوة التى كنت تأخذها قبل ذلك لتأدية عمل ما أو تزوير أو غيره، لا تقارن أبداً بتضحية من ماتوا لكى تتغير البلد للأفضل، تأمل وفكر جيداً، واحمد الله على أنك ما زلت على قيد الحياة، وأمامك فرصة للتوبة والتغيير.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة