أصابتنى حالة من الإحباط الشديد منذ عدة أيام عقب متابعتى الحوار الذى أجراه كل من يسرى فودة وريم ماجد على شاشة"on tv" والذى كان أطرافه الفريق أحمد شفيق والمهندس نجيب سويرس والإعلامى حمدى قنديل وطبيب الأسنان علاء الأسوانى.
فمن ناحية، أرى أن هناك استمراراً لفكرة التضحية بكبش فداء فالمجلس العسكرى وضع رئيس الوزراء السابق فى وش المدفع! فقد ضحوا به وصدروه للناس وحملوه كل مشكلات المجلس العسكرى والنيابة العامة والدستور، فضلاً عن تحمله مسئولية سوء الأوضاع فى الداخل والخارج.
ومن ناحية أخرى، هناك الكثير من الشخصيات التى كبرت وعلا اسمها فى أروقة النظام السابق لم نسمع عنهم شيئاً قبل عشر سنوات، ومن هؤلاء "علاء الأسوانى" ... والأسوانى بلا أدنى شك شخص لا تؤهله كتاباته للتعبير عن المجتمع المصرى ... حيث يمارس الديكتاتورية فى الرأى للمطالبة بالديموقراطية، فهو يبحث عن المكانة الشعبية ولكن للأسف بطرق رخيصة، وهذا بخلاف الإعلامى حمدى قنديل الذى تحلى بالموضوعية والأدب فى حديثه حيث عبر عن المطالب ذاتها ولكن على نحو أفضل!.
إلى متى ستظل الإهانة والهجوم هى أسلحتنا ضد من نختلف معهم فى الرأى؟.. فهذا فى حد ذاته يسلبنا الأمل فى تحقيق الديموقراطية المنشودة لأن من الواضح أن المطالبين بها هم أول من سيأكلون ثمارها قبل أن تُطرح!
من جهتى أرفض أن يتكلم باسم ثورة مصر هذا الذى ينتهج فى كتاباته بشكل واضح مساراً يتسم بالخلل الموضوعى والأخلاقى.. فهو مثلاً يتكلم فى روايته "نيران صديقة" عن عبث الإله بأقدار الخلق، وعند سؤاله يقول: "ده رأى بطل الرواية مش رأيى أنا"! ... يا أخى ما تخليك شجاع واحمِ آراءك! وهذا فضلاً عن استخدامه للألفاظ النابية السوقية فى رواياته بشكل عام وذلك طبعاً للوفاء بمتطلبات السوق!!.. ولكن ولأنه كان من أهداف النظام السابق إحداث صدمة ثقافية وفكرية واخلاقية لدى الناس فبالطبع كان الأسوانى أحد مَن تسببوا فى ذلك!..
لا أرى ثمة بطولة فى أن شخصاً يتحدث إلى خصمه السياسى بهذه الطريقة الفجة وإليكم بعض ردود الأسوانى المستفزة على شفيق أثناء الحوار:
"أنت بتتكلم غلط ... لا أنت إللى بتتكلم غلط"
"أنت مش فاهم ... لا أنت إللى مش فاهم "
"أنت بتنام فى بيتك ... لا أنت إللى بتنام فى بيتك"
وعندما سأل المذيع شفيق عما إذا كان وقته يسمح بإطالة الحوار أم لا، رد الأسوانى قائلا: "لا لو وقتنا إحنا كمان يسمح ورانا مواعيد وارتباطات"، وذلك دون الالتفات إلى أن رئيس الوزراء كان محور هذه الجلسة!..
والآن وبعد استقالة شفيق أخشى أن ينال علاء الأسوانى على المستوى الشعبى شرف الإطاحة بحكومة شفيق!!.
