لا تزال أصداء الحريق الهائل الذى نشب منذ أيام قليلة فى أصغر محميات مصر الطبيعية ألا وهى محمية الجزر النيلية سالوجا وغزال جنوب مدينة أسوان التى تقع تحديدا على بعد 3 كيلو مترات شمال خزان أسوان، ذلك الحريق الذى تسبب فى تدمير أكثر من 300 شجرة من الأشجار المعمرة والمتوسطة العمر وذات القيمة البيئية والطبيعية والتى تسبب توازنا بيئيا، فضلا عن النفوق والهروب الجماعى لمئات من الطيور النادرة المهددة بالانقراض، ومنها طائر أبو منجل الأسود وطائر العقاب النسرى بعد امتداد ألسنة اللهب إلى أعشاشها.
فى البداية يقول المهندس محمود حسيب، مدير إدارة المحميات الطبيعية بأسوان، إنه جارى تقدير قيمة الخسائر البيئية والثقافية التى لحقت بمحمية الجزر النيلية سالوجا وغزال، وكذلك الأثر البيئى للحريق على مستقبل المحمية، وأشار حسيب إلى أن اندلاع الحريق حدث بشكل طبيعى، مستبعدا وجود أسباب جنائية تقف وراءه، لافتا إلى أن محمية جزر سالوجا وغزال يتردد عليها زائرون، وتنشط حولها حركة النقل النهرى والصيد وحركة اللنشات والفنادق العائمة، كما تقع جزر نيلية لا تتبع المحميات توجد بها كميات ومساحات كثيفة ومخلفات تهذيب الأشجار، مما يجعلها معرضة لاندلاع أى حريق.
كما قال المهندس محمود حسيب، مدير إدارة المحميات الطبيعية بأسوان، أن انخفاض منسوب المياه فى هذا التوقيت يجعل الجزر النيلية مرتبطة مع بعضها وكأنها جزيرة واحدة لانحسار المياه عنها، وأقرب الاحتمالات هو انتقال النيران بفعل قوة الرياح من حريق محدود فى تشوينات للبوص بأحد الجزر خارج زمام المحمية الطبيعية لجزر سالوجا وغزال غرب جزيرة غزال وامتد إلى جزيرة غزال ومنها إلى جزء من جزيرة سالوجا.
ويضيف الدكتور ذكى مصطفى، خبير فى مجال البيئة، أن مصر من الدول الموقعة على اتفاقية دولية تلتزم من خلالها الحفاظ على الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض مثل التماسيح والغزلان والحيوانات البرية، وكذلك الأشجار النادرة والمعمرة وهى من الدول التى تحترم هذه الاتفاقيات.
بينما يكشف الخبير البيئى فتحى صالح أن الحكومة المصرية ووزارة البيئة تتلقيان منحا دولية للحفاظ على المحميات الطبيعية، كما يتلقى العاملون بالمحميات دورات تدريبية تحت إشراف منظمات بيئة لرفع مستواهم المهنى والتى تقوم ببناء قدرات المشرفين فى مجال المحميات الطبيعة، وهو ما يؤدى إلى إحراج موقف مصر الدولى فى الحفاظ على البيئة.
وتقول منى عوض ناشطة بيئية محمية الجزر النيلية سالوجا وغزال أصغر محميات مصر الطبيعية وهى محمية ذات طابع خاص ومسئوليتها تقع على عاتق قوى المجتمع، وكذلك الحكومة ونترك الفرصة للخبرات الأجنبية لمساعدتنا فى حماية تلك الثروات البيئة بدلا من إهدارها، وضياع الطيور النادرة الأصيلة ونلتزم بالبروتوكولات الإقليمية والدولية بشأن حماية الطيور وحظر صيد الأمهات والتى تضم أشجار وطيور استوائية مهاجرة ومهددة بالانقراض
جزر بالنيل – صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة