انتظرنا ثمانية شهور كاملة حتى حصلنا على الترخيص بإصدار «اليوم السابع»، ومضينا فى الإصدار وسط تحديات كثيرة، كان أهمها تراجع فرص سوق الصحف الأسبوعية، لكننا مضينا بنجاح مما دفعنا إلى حلم الإصدار اليومى، وانتظرنا أربعة شهور حتى حصلنا على الترخيص، ورغم القلق الذى كان يعترينا من تأجيل إصدار اليومى، إلا أن الفرحة به كانت كبيرة، لأنه جاء بعد ثورة 25 يناير التى وضعت مصر على طريق جديد، يسير نحو انتزاع الحقوق المشروعة للشعب المصرى فى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وتفرض التحولات الجديدة فى مصر على الصحف بشكل عام، تحديات تبدأ من أن طريق نجاحها لن يكون مرتبطا بعون حكومى كما كان فى الماضى بالنسبة للصحف الرسمية، ولن يكون بمساحات عقائدية ضيقة كما كان فى الصحف الحزبية، وإنما سيكون النجاح مرتبطا بتعميق المهنة وأصولها واحترامها للقارئ، وإذا كانت الصحف المستقلة التى بدأت فى مصر منذ أكثر من ست سنوات، وكانت «اليوم السابع» إحدى تجلياتها المحترمة، قد رفعت سقف المهنة ومساحة الحرية التى ساهمت بطريقة وبأخرى فى تهيئة الجو لثورة 25 يناير، فإن التحدى سيكون أمامها أكثر لأن سقف الحرية سيكون متاحا للجميع.
وبقدر ما كان وعى «اليوم السابع» منذ صدورها أسبوعيا قبل أكثر من عامين، وقبلها الموقع الإلكترونى بحجم التحديات المطروحة، وشقت طريها بنجاح بين الصحف المصرية، عبر رسالتها التى كان شعارها الصدق مع القارئ، نقول إن هذا الوعى هو سبيلنا أيضا فى مطبوعتنا اليومية التى نستعد لها قريبا، بعد أن حصلنا فى الأسبوع الماضى على الترخيص بها، ومع هذا الإصدار نعد القراء بمفاجأة كبيرة غير صدور اليومى، سيتم الإعلان عنها فى حينها.
كان تأخيراً فيه خير، كما يذهب المثل العامى: «كل تأخيرة وفيها خيرة»، وذلك لأن ثورة 25 يناير المجيدة أعادت الإنسان المصرى إلى أشياء كنا نظن أنه فقدها، وأهمها قراءة الصحف، ففى السنوات السابقة بدا فيها أن حيز قراء الصحف يتضاءل بشكل كبير، واستراح المعنيون بدراسة هذا الظاهرة إلى تفسيرات من نوع أن الأوضاع الاقتصادية سبب فى ذلك، حيث إن الضائقة الاقتصادية وضعت المصريين بين خيارين، إما أن يشتروا خبزهم، أو يشتروا الصحف، وبالطبع كان الخيار يأتى لشراء الخبز، لكن هذه الصيغة انقلبت تماما بعد ثورة 25 يناير، حيث أعادت الثورة خيار قراءة الصحف أولا، وفى هذه الأجواء قفزت «اليوم السابع» إلى أرقام قياسية فى التوزيع تضعها فى صدارة الصحف الأسبوعية، وذلك رغم الحروب الرخيصة ضدها، ولم يكن مجىء القارئ إلى «اليوم السابع» صدفة وإنما نتيجة مصداقيتها، وخطها المهنى الذى اختلط برقى الفكرة وأسلوب عرضها، وتصميمها على أن تكون منبرا وطنيا جامعا للتيارات السياسية المختلفة، من ليبراليين إلى يساريين، وناصريين، ومستقلين، وإخوان مسلمين، كذلك باقى التيارات الإسلامية، بالإضافة إلى أحزاب المعارضة الرئيسية.
فتحت «اليوم السابع» صفحاتها لكل هذه التيارات، مع الالتزام بميثاق شرف مهنى، وخط سياسى واضح وهو الانحياز إلى الحقيقة فى كل مكان، كما صعد «الموقع الإلكترونى» إلى صدارة المواقع العربية.
سجلنا نجاحنا بكتيبة مقاتلة من شباب الصحفيين، وإدارة واعية تحريرا وإدارة، وجموع من العاملين يقدمون خدمتهم بتفان لافت، ومحبة كبيرة، وصراحة متناهية، فما يقال سرا يقال علنا، ومضى ذلك فى نفس الوقت الذى كنا نفتح فيه الآذان باهتمام بالغ لاقتراحات القراء فى النهوض بالجريدة، وتلقينا العديد من الاقتراحات فى هذا المسار، وقمنا بتطويعها إلى أفكار صحفية لاقت نجاحا كبيرا، وحدث ذلك بإيمان يقينى يتمثل فى أن القارئ هو مفتاح النجاح، ونعتزم اتباع هذا النهج فى الإصدار اليومى إن شاء الله، وبقدر ما كان القارئ عند حسن ظننا، كنا عند حسن ظنه، حيث تلقينا منه عشرات الاقتراحات فور أن ناشدناه بتقديم اقتراحاته.
والقراءة الأولى لها تبشر بأن هناك اقتراحات عظيمة، منها ماذكره قراء عن ضرورة وجود خبر يومى لكل محافظة من مصر، وأبواب للتكنولوجيا، مساحات للرأى والرأى الآخر، وتفعيل آلية جديدة للتعليقات، والتثقيف القانونى، وإظهار الحقيقة فى الخبر، والاهتمام بالشباب والتحليلات السياسية، ومساحات للشعر والأدب، وصفحة تشمل على ما يخص الشعب المصرى من مشاكل وحلول لها، وضمن التعليقات التى تنم عن محبة لافتة، قال القارئ السيد عبدالحكيم إنه يرجونا أن نتريث فكل الصحف ستكون بعد الثورة «اليوم السابع».
مجمل الاقتراحات التى أمدنا بها القراء نضعها نصب اهتمامنا وفى أعيننا، من أجل تفعيلها حتى نضمن جريدة يومية تلبى رغبات الكل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة