تبدل الحال فى الشركة المصرية «لصناعة النشا والجلوكوز»، حيث خيم الهدوء على الشركة وسيطر السكون بعد أن كان يعلو صوت الماكينات ويسمعه من كان على بعد أمتار، وحل مكان العمل البطالة.
تعد شركة المصرية لصناعة النشا والجلوكوز فريدة من نوعها فى منطقة الشرق الأوسط وكان العمال يعملون ليلا ونهارا، حيث إن وقت العمل فى مصانع الشركة كان 24 ساعة فى اليوم، كانت منتجاتها تغزو كلا من ليبيا، والسودان، وتونس، وسوريا، والجزائر، وكوت ديفوار، والصومال.
حل الخراب على الشركة بعد أن تمت خصخصتها عام 2003 وبيعها لرجل الأعمال الكويتى ناصر الخرافى، والذى يمثله فى مصر أحمد الخياط ومعتز الألفى، واشترى الخرافى الشركة فى عهد دكتور عاطف عبيد بمبلغ 160 مليون جنيه دفع منها 126 مليون جنيه، رغم أن أصولها تزيد على 400 مليون جنيه.
أصول الشركة مصنعان أحدهما بمنطقة طرة البلد على كورنيش النيل مساحته 8 أفدنة سعر المتر يساوى 12.5 ألف جنيه، والآخر بمنطقة مسطرد مساحته 14 فدانا، ومخازن بالإسكندرية، وبولاق، بالإضافة إلى شقق بمنطقة وسط البلد وعمارة سكنية بمصيف جمصة، فضلا عن قطعة أرض بجوار ترعة المحمودية بعد عملية الخصخصة تم اكتشاف أنها تتبع أصول الشركة، تزيد مساحتها على 120 مترا يبلغ سعر المتر الواحد 3128 جنيها.
أرباح الشركة كانت تقدر بحوالى 25 مليون جنيه، وكانت تضم 800 عامل تم تصفيتهم حتى الآن إلى 165 عاملا، دأبت إدارة الشركة على خلق المشاكل لهم عن طريق إرهابهم بكل من اللواء عصام الدين مدير جهاز أمن دولة سابقا، واللواء مصطفى عبدالقادر وزير الإدارة المحلية.
تقوم إدارة الشركة وبالتحديد منذ أربعة شهور بتخريب مصنع طرة وتفكيك معداته التى تبيعها على أنها خردة، حيث قام مقاول يتبع إدارة الشركة بتقطيع صوامع «الذرة» واشتراها بسعر 1.5 مليون جنيه رغم أن سعرها يزيد على ذلك.
ورغم توقف مصنع طرة عن الإنتاج قام العضو المنتدب للشركة أحمد الخياط بمخاطبة العاملين به عن طريق مستند رسمى حصلت «اليوم السابع» على نسخة منه يؤكد لهم «أنه رغم توقف العمل بمصنع طرة فإن الشركة حريصة كل الحرص على العاملين بمصنع طرة ولا توجد لدى الشركة أية نية للاستغناء عن أى منهم لحاجة العمل»، وإدارة الشركة تحصل على منحة من وزارة البيئة تقدر بـ 2 مليون جنيه، حيث حصلت ـ«اليوم السابع» خلال جولتها فى مصنع طرة على مستندات تؤكد أن مدير المصنع المهندس محمود سليمان قام بمخاطبة وزارة البيئة بعمل القياس الثانى للانبعاثات من مداخن الغلايات لمصنع طرة، وذلك لاستكمال شروط الحصول على منحة قرض مشروع تحويل الوقود من مازوت إلى غاز طبيعى.
وتؤكد إدارة الشركة أنها فى حاجة لعمال المصنع، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما حيث قامت بتصفية العمال من خلال الضغط عليهم، كما تقوم بصرف علاوة 40 % لعمال مصنع مسطرد وصرف 10 % لعمال مصنع طره، الأمر الذى أدى لنقص عمال المصنع من 800 عامل إلى 165 عاملا يعتصمون حاليا داخل المصنع لمنع خروج المعدات التى يقوم مقاولو الخردة بتفكيكها وحملها خارج المصنع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة