قبل ثلاثة أيام قالت والدة الشهيدة سالى زهران لصحيفة الأهرام إن ابنتها لقيت مصرعها بعد سقوطها من شرفة منزلها وليس من الضرب فى ميدان التحرير على يد رجال الأمن أو البلطجية كما ذكرت الصحف من قبل، ووضعت صورتها وأصبحت رمزا من رموز "ثورة 25 يناير".
وربما ليست هذه الواقعة الوحيدة وربما هناك الكثير من الوقائع والأحداث المشكوك فيها حول ما جرى فى مصر منذ الخامس والعشرين من يناير، وحتى هذه اللحظة، ظهرت بطولات، وادعى أشخاص حكايات ربما تحتاج إلى إثباتات، فى الوقت الذى يرفض فيه كثيرون ممن شاركوا وصنعوا هذه الأحداث الحديث عنها أو تسجيلها.
وأعتقد أننا بحاجة ليس فقط إلى كتابة تاريخ ما حدث فى مصر منذ 25 يناير، وإنما فى حاجة أكبر إلى معرفة كل ما دار وما يراه أصحابه مهما، وما يرونه غير مهم على الإطلاق.
وفى هذا السياق أقترح على القائمين على أمر اليوم السابع تخصيص صفحة خاصة على الموقع الإلكترونى يكتب فيها المواطنون ما عاشوه، حكاياتهم، تجاربهم، بداية من الطريق والأحداث التى صنعت 25 يناير حتى اللحظات التى نعيشها الآن.
كل من شارك.. من خرج.. من تظاهر.. من ضرب .. من أصيب.. من شاهد.. من صور، أن يكتب وينقل على هذه الصفحة الخاصة بيوميات الثورة.. وعندها يمكن تطوير المسألة أكثر ليعكف عليها فريق من علماء التاريخ وعلم الاجتماع السياسى، للقراءة والتدقيق والبحث لكتابة دراسة اجتماعية سياسية حقيقية لكل ما حدث فى مصر فى هذه الفترة المهمة.
واقترح أن نبدأ عملية تدوين وتسجيل يوميات الثورة من اليوم، على أن تشمل أيضا حكايات لمن شاهد أو شارك عمليات اقتحام السجون وأقسام الشرطة ومديريات الأمن، كيف جرت ومتى ومن شارك فيها.. وهل جرت فى توقيت زمنى واحد، أم عملية متتالية منظمة تنتقل من مكان لآخر وفق مخطط زمنى، هل شارك تيار سياسى معين فى القضاء على جهاز الشرطة.. أم تم بذلك باوامر من داخل الجهاز، أو من قيادة الداخلية.
أتمنى على اليوم السابع أن تتبنى هذا الاقتراح على الفور.. وأتمنى من كل من شارك أو شاهد أو سمع أن يكتب حتى ندون تاريخنا الحى، قبل أن تضيع الشهادات الحقيقية، ويجرى تزوير وتزييف التاريخ كما هى العادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة