شدد المهندس خالد داوود عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين على ضرورة تفكيك جهاز الأمن وإعادة صياغة ثقافته من جديد لتكون الشرطة فى خدمة الشعب فعليًا، بالإضافة إلى تغيير الوزارة الحالية لأنها لا تصلح لقيادة هذه المرحلة الانتقالية نظرًا لتوليها أعمالها فى ظل وجود النظام السابق.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من مؤتمر "مصر تتغير" والذى تنظمه مكتبة الإسكندرية، وتحدث فيها كل من اللواء سامح سيف اليزل؛ رئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث الأمنية، وخالد داوود؛ عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، وأحمد بهاء الدين شعبان؛ عضو مؤسس لحركة كفاية وعضو جبهة مساندة ثورة 25 يناير، والصحفى أحمد الجمال؛ وحسن أبو طالب؛ مدير معهد الأهرام الإقليمى للصحافة، وأدار الجلسة الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية.
وأشار خالد داوود إلى وجود عدد من الملفات الأساسية الحاسمة فى التجربة الديمقراطية القادمة، ومنها النظام الأمنى؛ ودوره فى حماية الشعب لا النظام، والدستور؛ الذى يجب أن يوضع بطريقة تتخلص من مساوئ النظام القديم الذى همّش بعض السلطات كالقضائية والتشريعية، وأن يكون دستور مدنى بنسبة 100%.
وأكد داوود على أن التيار الإسلامى عليه أن يتعامل مع الواقع الجديد بانفتاح وشفافية، وقبول الآخر، والتخلص من الجمود الإيديولوجى وعدم السعى إلى الهيمنة على الواقع السياسى.
وقال داوود إن الشعب لا يجب أن يكون له سقف مطالب فى المرحلة المقبلة، فلا حدود للتغيير المراد تحقيقه، ويجب العمل على تنفيذ كل المطالب وتحقيق التغيير الجذرى، والحذر من الجهات التى تحاول سرقة الثورة وإجهاضها، مؤكدًا أن مصر مؤهلة لصنع شرق أوسط جديد.
وأكد سيف اليزل على أهمية وجود جهاز شرطى فى مصر رغم حساسية الموقف الأمنى وفقدان الثقة بين الشعب والشرطة، ولذلك يجب أن تعود الشرطة لعملها لكن بشكل جديد وأسلوب تعامل مختلف مع المواطنين، مع تقليل عدد أفراد الأمن المركزى الذى يصل إلى مليون و200 ألف فرد، وأن يقتصر دور مباحث أمن الدولة على الحصول على معلومات لتأمين الوطن فقط.
وتوقع اليزل أن تشهد الفترة المقبلة زيادة كبيرة فى عدد الأحزاب السياسية فى مصر، مؤكدًا على أهمية أن تكون الأحزاب الجديدة فاعلة وأن يجد الشباب حزب قوى يمثلهم.
وقال أحمد بهاء الدين شعبان إن الثورة بالرغم من كونها فريدة إلا أنها غير مكتملة لبقاء بعض رموزه.
وحذّر شعبان من الانزلاق فى تيار تصفية الحسابات فى هذه المرحلة، مشددًا على ضرورة عدم تجاهل المفسدين والتسامح مع المجرمين، وأن يتم ملاحقتهم ومحاسبتهم قانونيًا.
وقال شعبان إن الفترة الانتقالية التى تعيشها مصر الآن لا يمكن بالضرورة أن تحقق حياة ديمقراطية حقيقية، ولذلك يجب استغلال هذا الوقت لبلورة حركات جديدة وبناء الأحزاب، حتى لا يتم الاعتماد على بناء ديمقراطى متعجل، مشيرًا إلى أن مصر لديها فرصة تاريخية أن تبدأ تجربة تعددية دون إقصاء أو عزل أى طرف.
ودعا أحمد جمال إلى إحياء ذكرى عشرات المصريين اللذين كافحوا من أجل الديمقراطية، مؤكدًا على أنه من الضرورى الالتفات للعوامل الإقليمية والدولية المحيطة بمصر وبحث المدى الذى وصل إليه الاختراق الإسرائيلى للشئون المصرية فى ظل حكم النظام السابق، فى ضوء التصريحات الإسرائيلية الداعمة له.
وشدد جمال على أهمية وضع ضوابط للمرحلة الانتقالية وتطهير القوى والأحزاب السياسية وبناء وجدان اجتماعى له أبعاد ثقافية وفكرية وضوابط لخدمة الوطن.
وأشار حسن أبو طالب إلى عدد من النقاط لإدارة التحول نحو الديمقراطية، وهى الانتقال إلى الحوار الوطنى والخروج من دائرة تصفية الحسابات؛ والإيمان بفكرة التمسك بالحرية والأمن معًا وعدم مقايضة إحداهما بالأخرى، وتحديد دور الضغط الشعبى وطبيعة دور القوات المسلحة فى المرحلة المقبلة. وأكد على أهمية تحديد الهدف بالوصول إلى دولة ديمقراطية مدنية تؤمن بالحرية والكرامة الإنسانية وتقوم على مراعاة العدالة الاجتماعية ودور المؤسسات.
وتطرق أبو طالب إلى ما أطلق عليه "التطهير فى الصحافة القومية"، حيث رأى أن الصحافة القومية ظُلمت ظلمًا كبيرًا فى الفترة الأخيرة، وأن الحفاظ على هذه المؤسسات يعد مسئولية وطنية لأنها تعكس تاريخ عريق، مضيفًا "فلا يعقل أن نمحو تاريخ مؤسسة كبيرة مثل الأهرام فمثل هذه المؤسسات تضم الكثيرين من الشرفاء الذين تضامنوا
خالد داوود يطالب الإسلاميين بعدم الهيمنة على الواقع السياسى
الثلاثاء، 01 مارس 2011 01:46 م
جانب من المؤتمر