قد لا تكون صدفة أن يواجه بعض الناس مشكلات مختلفة فى الحياة، وخصوصاً فيما يتعلق بالعمل، وقد يكون معظم هذه المشكلات بسبب خلافات على الطرق التنظيمية والإجراءات الروتينية فى القيام بالأعمال، حتى أن البعض قد يشعر أنه كالترس فى آلة أى أنه هام، ولكن على مستوى محدود مفيد، ولكن يقع تحت أغطية وتروس أكبر منه تستفيد من حركته الدائرية فى دعم حركتها الذاتية، وتعظيم فوائد أكبر، وهذا المذهب قد لا ينطبق على العمل فقط، بل على شتى مناحى الحياة التى تتسبب فى خروج الواحد منا عن مسار أراده فى الحياة، ومن هنا تظهر أهمية مقولة لوليام بليك.
كان وليام بليك شاعر ورسام إنجليزى، وقد وضع نظام حياتى هام حين قال: "يجب أن أخترع نظاماً وإلا فسوف يستعبدنى نظام رجل آخر"، إن هذه المقولة تضع معياراً هاماً من معايير الحياة، بل إنها القاعدة الأولى فى تخطيط الحياة الشخصية والعمل على تحقيق نجاحات شخصية والاستفادة من الحياة بصورة أكبر، لأنه ببساطة كل منا يمشى على نظام ما فى الحياة بقصد أو بدون قصد، ولكن النابهين فقط هم من يهتمون بالتخطيط البعيد، ويرمون إلى أهداف كبيرة وذات أهمية، وقيمة مُعتبرة، ولكنهم فى طريقهم لتحقيق أهدافهم، والتى لا يجب بالضرورة أن تكون مالية، قد تظهر لهم بعض الصعوبات فى سبيل تحقيق تلك الأهداف، فمثلاً قد يمتهن أحد منا مهنة أو حرفة ما من خلال نظام عمل يستولى على قسم كبير من وقته، ولكن هذا الوقت المستقطع من الحياة للكسب والعمل قد يتعارض مع هواية أخرى أو عمل شخصى آخر، قرر صاحبه أن يعمل عليها كجزء من خطته الحياتية لتحقيق هدفه فى مجال ما، ومن هنا تبرز قيمة وجود نظام شخصى يعمل على تفادى التقصير فى العمل، ولكنه فى نفس الوقت يعمل على تحقيق الهدف الشخصى وبصورة منظمة ومنتظمة، فمثلا قد يعمل أحد الأشخاص سائق تاكسى، ولكنه يحب القراءة والثقافة، مثلاً أو قد يدرس فى أحد الكليات أو الجامعات وبوسائل بسيطة مثلاً قد يحصل على كتاب مسموع يستمع إليه أثناء القيادة، وقد يعمل فى أوقات فراغه على تسجيل بعض المواد التى قد يستمع لها أثناء القيادة، مما تساعده أكثر على الاستذكار وقد جربت هذه الطريقة بنفسى، برغم أنى لم أكن سائق تاكسى، وكانت نافعة جداً وساعدت على فهم بعض الأمور والتركيز عليها، على أى حال فهذا مثال بسيط يبين كيفية التحايل على القيام بالأعمال وقهر الظروف مهما كانت.
والعبرة هنا بالشعور بأهمية الهدف وبالرغبة فى الوصول لخطة النهاية، والتفاؤل بأن القادم أحسن وبأنك لن تجعل لأحد الفرصة بأن يتحكم فى حياتك بل إن الشعور بلذة العمل على الهدف الشخصى تزيد بزيادة الصعوبات، حيث إن التقدم ولو لخطوات قليلة يمنحك شعوراً بالثقة فى النفس، وبأنك فى الطريق الصحيح مما يدعم مسارك ويجعلك بحق تتولى قيادة حياتك.
حسام محمد كامل يكتب: غير حياتك.. تولى أنت القيادة
الثلاثاء، 01 مارس 2011 03:11 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة