وصف المفكر الكبير الدكتور جلال أمين شباب الثورة بأنهم شباب عظيم صنع معجزة لم يستطع أجدادهم أن يفعلوها موضحاً أن الشباب المصرى اكتسب صفات وخصائص جديدة وأكسبته التجربة ثقته بنفسه لافتاً إلى أن المرأة تشجعت ودخلت لتشارك الذكور فى المظاهرات العظيمة التى أسقطت النظام السابق.
وأكد أمين خلال حديثه لـبرنامج "من قلب مصر" أن الدولة أصبحت رخوة منذ السبعينيات على عكس قوتها فى الخمسينيات والستينيات وأصيبت بالضعف الذى أصبح واضحًا بشكل كبير فى بداية السبعينيات وتزايد بشكل أوضح فى الفترة الأخيرة لأن الدولة أصبحت لا تحترم القانون، حيث تخالف دون عقاب وخصوصًا من يملك المال يفعل ما يشاء فى ظل ما يسمى بـــ"تزاوج السلطة ورأس المال" والفساد الذى كسر القوانين.
وأشار أمين إلى أن الرخوة التى ظهرت على النظام كانت متمثلة فى أن تكون السلطة شديدة على الناس فى مقابل الحفاظ على بقاء السلطة مؤكداً أن الدولة الرخوة تكون غير وطنية ويكثر معارضيها لأنها فاسدة وخارجة عن القانون، كما تزيد أيضًا الديون المتراكمة عليها من الخارج لأنها ضعيفة ككيان سياسى ضعيف.
وأكد أمين أنه لا يوجد نظام فى العالم مهما عظم جهازه الأمنى يمكن أن ينتصر على إرادة الشعب عندما تصل إلى حد معين.
وقال أمين إن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة أن يكون هناك مجلس رئاسى يدير البلاد ويكون به 2 من الشباب، حيث إن ثورة 19 نتج عنها أن سعد زغلول أصبح رئيس وزارة كما تشكل دستور سنة 1923.
وأبدى أمين قلقه من بعض الوزراء الموجودين فى المجلس الحالى والذى اعتبرهم سبب المظاهرات الحالية لأنهم غير مرضى عنهم وهم الأسباب المباشرة للثورة مشيراً إلى أنه ينتظر احتمالات تتعلق بمصير الحكومة الحالية ولكنه لم يفصح عنها لأنه لديه الكثير من الاحتمالات التى يرجح بعضها على الآخر.
ورفض أمين قبول الدكتور جودة عبد الخالق وزارة التضامن الاجتماعى وهو ما اعتبره تسرعًا منه لأنه لم يدرس الحكومة الحالية، لأن الوزير ليس فقط مسئولًا عن وزارته ولكن الوزراء متصلون ببعض وكل منهم يكمل الآخر وأقرب مثال اختلاف جودة عبد الخالق والدكتور سمير رضوان بسبب فرض الضرائب التصاعدية.
واتفق أمين مع فكرة فرض الضرائب التصاعدية واعتبرها من الأشياء المهمة جداً ولكن توقيتها حالياً خاطئ لأن السوق بحاجة إلى تدعيم إحساس المستثمر بالأمان وهو ما يتعارض مع فرض أى ضرائب عليه خاصة أن السوق لم يستقر بعد.. مشداً على ضرورة تدعيم القطاع الخاص مضيفًا أن الدولة القوية تفرض نفسها على القطاع الخاص مثل الصين، حيث تفرض على الشركات توظيف عدد معين من الشباب.
وأشار أمين إلى أنه ليس مع فكرة توظيف الحكومة للكثير من الشباب بحجة إرضاء الشعب لأن هذا الأمر يزيد من حجم التضخم مؤكداً أن البطالة فى مصر تزايدت فى مصر منذ عام 1985 ويجب على الدولة فتح الباب أمام القطاع الخاص وشدد على ضرورة تغيير المحافظين الذين كانوا فى عهد الدولة الرخوة لأنهم كانوا أشداء على المواطنين.
واتفق أمين مع نظام الخصخصة ولكن ليست مثل التى كانت فى النظام السابق حيث كانت تتم خصخصة الشركات الناجحة لتحقيق المصالح الشخصية وكانت تتم خصخصة محلات ومطاعم وهذا ليس المعنى الحقيقى للخصخصة.
جلال أمين لـــ"من قلب مصر": سقوط مبارك بداية التقدم الاقتصادى
الثلاثاء، 01 مارس 2011 03:09 م
المفكر الكبير الدكتور جلال أمين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة