يحيى مرزوق يكتب: لا تجعلنى أكرهك

الأربعاء، 09 فبراير 2011 10:33 ص
يحيى مرزوق يكتب: لا تجعلنى أكرهك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما بدأت انتفاضة الشباب فى الخامس والعشرين من يناير، فرحت كثيراً باستيقاظ البعض منا والمطالبة بحقوق الشعب، والتى أبطلت مع مرور الزمن، فرحت لأن الشباب لم يعد مغيباً وفاقداً للأمل مثل حال ملايين المصريين من الفساد الذى أصبح مثل العثة التى تنهش فى نسيج المجتمع يوما بعد يوم، حتى أصبح مرقعاً لا يريد أحداً أن يرتديه، وكما هى الحال توقعت أن يتم القضاء على هذه الانتفاضة فى مهدها، ولكنى وجدت شباباً لا يعرف اليأس ولا يخاف الموت فى سبيل وطنه، ووجدت أيضا صمتاً غريباً على الجانب الآخر من السلطة، وبينما تعالت صرخات الألم من الظلم والقهر والفساد المستشرى، وجدت إصرارا على الصمت من السلطة التى ظنت أن حركة الشباب مجرد زوبعة فى فنجان لا يستحق أن ينظر إليه، وجدت غباءً سياسياً لم أتوقعه بعد ثلاثين عاماً من السلطة الملكية المطلقة.

وبعد مرور بضع ليال وبضع حرائق وعشرات المصابين والشهداء، وجدت خطاباً من الرئيس لم يحسن صياغته ولم يزد الشارع إلا التهابا وغيظاً وألماً فى ذات الوقت، وبعدها صمت رهيب مع المزيد من الشهداء والمصابين وغياب أمنى ورعب فى الشوارع، وخسائر بالمليارات، وكلما زاد الصمت زاد الغضب الشعبى، وكلما زاد عناد فرد زاد معه عزة الملايين من الشعب، وليس من يمثلهم من الشباب فقط.

وإذ بالرئيس يطل علينا بعد عدة أيام أخرى بخطاب حاول أن يضحك به على شعبه، والذى لا يعرف غيره ليخبره أنه لم يكن يوماً طالباً للجاه والسلطة بعد ثلاثين عاماً من السلطة والقمع السياسى للآخرين، والتمسك بكرسى العرش كأنه يتعامل مع شعب من الأميين والجهلة، والذكاء السياسى ظهر فى أنه لعب على عاطفية الشعب العظيم بأنه سيعيش ويموت على أرض مصر، ففوجئت بعشرات البكَّائين على الفضائيات تطلب منه البقاء مدى الحياة على كرسى الرئاسة!!! وبينما يتعامل النظام مع الشعب بمنتهى السذاجة لا تزال المطالب واحدة ولا يختلف عليها اثنان من الشباب المتظاهر، وهى تنحى الرئيس بينما أصبح الحليم حيران فى المنزل والشارع أصبح الصوت يعلو يوماً تلو الآخر وأصبح الناس أوعى بمطالبهم، وبينما الشباب ثائر والآخر حيران، وهو متمسك بكرسيه أصبحت أبحث له عن أعذار حتى لا أكرهه، فبعد كل ذلك لا يزال رئيسى ورمز لوطنى، ورغم ذلك من الواضح أنه لا يقدر شعبه حق قدره واستهان به واستخف بقوته.

لا زلت أبحث له عن أعذار، وكلما وجدت له عذراً وجدت ذنوباً أعظم لتمحى كل شىء.. فالرجل له ما له وعليه ما عليه، ولا أستطيع أن أنكر ما فعله للوطن من خير كثير، ولكن شره أكثر وأكبر وإلا لما كان هذا حالنا.. فلترحل ولتحتفظ بآخر قطرة حب واحترام وتقدير لك فى قلوب الملايين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة