دأب التليفزيون الحكومى والجرائد القومية الذين هم نماذج من المفروض أن تكون عاملة لصالح الشعب لصالح الوطن لا لمداهنة أى نظام فى العالم أنها لا تمثل الحكومات ولا تقف فى صف الرؤساء والوزراء والحزب الحاكم بل إنها لابد أن تكون مرآة لهذه العناصر السابق ذكرها توضح لها أوجه القصور وتظهر لهم أين السلبيات لتكون نقطة فى الطريق الصحيح لتشكرهم فى النهاية الحكومات لأنهم كانوا الدليل لهم على تقدم الخدمات وإلقاء الضوء على أوجه القصور ليتلاشوها فى خططهم القادمة وبالتالى تستطيع الحكومات أن تفتح لهم أبواب ومساحات الحرية لتشجعهم على مزيد من الجرأة ليستطيعوا أن يكونوا أكثر إلقاءً للأضواء على السلبيات أكثر من التطبيل والتزمير للإيجابيات لأن ذلك يساعدنا على التغلب على الصعاب.
كل ما سبق ذكره لا ينطبق علينا فى مصرنا الحبيبة فنحن نمتلك أقوى وأقدم وسائل إعلام فى الدول العربية ومع ذلك لا نلمس منهم رد الجميل الآن لأننا تدهورنا وفشلنا حتى فى اختيار من يدير هذه المؤسسات العملاقة فنحن نمتلك الأهرام والأخبار والجمهورية هذه المؤسسات مازالت قائمة من ضرائبنا ندفع رواتب صحفييها من دمائنا أنشئت وأقيمت ومن أجلنا كبرت وتعملقت وترعرعت ومع ذلك فهى لا تمثلنا ولا تخدمنا ولا تعمل من أجلنا، إنها تدافع عن الحكومة وحزب الحكومة مهما فعل ومهما ارتكب أبشع الجرائم فى حق هذا الوطن لا تنشر الحقائق بل تنشر الزيف وسلب إرادة الحقيقة وتلوحها حسب صالح ومصلحة وتجميل هذا النظام وهذا الحزب وأصبحت وظيفة معظم كتابها هى المداهنة ولى الحقائق وتحويل السلبيات إلى انتصارات والانكسارات إلى معجزات وهمية حتى أنهم ساعدوا فى انهيار النظام لأنهم أوهموه أننا فى تقدم ورقى وأننا فى عداد الدول العملاقة أو شبه العملاقة المتكاملة والتى لا يبقى على أن تكون فى مرتبة الدول الإسكندنافية فى رفاهيتها وسعادة الشعب تفوق سعادة الأمريكيين أنفسهم إلى أن حدثت الانتفاضة لتظهر الأمور فى نصابها ويعرف النظام الحقيقة بحذافيرها وبأدق تفاصيلها ويصدم النظام ويصعق النظام ليجد أن من كان يطبل هم السبب هم من ضللوه هم من أضحكوه ليتحقق ويؤمن النظام بل يؤمن الجميع بأن الحقيقة لا تموت والصراحة والمواجهة هى السبيل للإنجازات وتقدم الأوطان والرقى.
محمد الحفناوى يكتب: متى نتخلص من نكبة الإعلام الحكومى؟
الأربعاء، 09 فبراير 2011 10:36 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة