سعيد سالم يكتب: متى تكون المشكلة فى الشعب؟!

الأربعاء، 09 فبراير 2011 03:50 م
سعيد سالم يكتب: متى تكون المشكلة فى الشعب؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انطلاقاً من مبدأ أن الشعب هو صاحب السيادة، وهو صاحب الأمر فى تسيير شئونه، وفى تصحيح أخطائه بعد أمر الله عز وجل، فاسمحوا لى أن أدعى أن أحداث 25 يناير وما تلاها من أيام عصيبة، وأحداث مؤسفة أثبتت أن الشعب المصرى وضع نفسه فى أزمة عنيفة ما كان ينبغى له أن يضع نفسه فيها، وهو يملك دستوراً قائماً واجب احترامه حتى تغييره بالطرق الشرعية، ويملُك قوانين وتشريعات عديدة مُنبثقة من هذا الدستور من شأنها تصحيح الأخطاء أولاً بأول، ويملك كذلك هذه القوة الأمنية التى ساعدت حتى قبل يوم 28 يناير على الاستقرار الأمنى والاقتصادى لمدة ربع قرن أو يزيد بمنتهى الحزم وكثيراً من الأمانة! ناهينا عن ملكيته لهذه القوات المسلحة الباسلة التى يفخر أى شعب بوجودها معه سواء على حدود الوطن أو بين أفراد الشعب كما هو حادث الآن!

ومن وجهة نظرى - وأتمناها خاطئة - أن المشكلة التى يحياها الشعب المصرى الآن هى وليدة تصرفات بعض (بعيض) من أفراده ولو تجاوز عددهم 250 ألف مواطن، فهذا البعض البعيض هو الذى ورط قوات الشرطة فى الاعتداء عليه بالقنابل المسيلة للدموع وبالهروات والرصاص الحى بعد إصراره على رفض مناشدات وتوسلات قوات الأمن بضرورة إقرار الشرعية والعودة إلى منازلهم، وبعد تبنى هذا البعض الفوضوية بعناده غير المسئول وتمسُكه باحتلال ميدان التحرير ليلة 28 يناير مُشترطاً إسقاط الرئيس أو إسقاط النظام، وهى دعوة فوضوية لا يقرها قانون ولا دستور ولا منطق، ثم أرغم القيادة السياسية على استدعاء الجيش من ثكناته لتحقيق أمناً قد فُقّد! وإذا كان أمر هذه الاحتجاجات يتعلق بتحقيق نهضة، فهل ما نحن فيه الآن من شأنه إحداثها؟!

وإذا كان أمر هذه الاعتصامات يتعلق بإحداث التغيير، فهل ما حدث من قرارات أو (تنازلات) على لسان رأس الدولة ليس بتغيير كان منشوداً ومأمولاً؟!

وإذا كان أمرنا قد تعلق بضرورة محاكمة الفساد على أعلى المستويات، فهل قرارات السيد المُستشار النائب العام بمنع كبار الوزراء من السفر وتجميد أرصدتهم لا تشفى غليلنا حتى إثبات فسادهم من عدمه؟!

مشكلة شعب مصر يا سادة هو أنه قد امتلك هذا العدد الوافر والمتنوع من إصدارات الصحافة ورغم ذلك صمم على عدم تنوع قراءاته واكتفى بقراءة كل ما يُحبط وكل ما يثير على التشاؤم، ومازلت عند رأيى أن ما تحقق من إنجازات فى مصر مازالت باقية وصالحة لبناء النهضة المأمولة.

وأنه قد امتلك هذا العدد الوافر والمتنوع من قنوات التليفزيون، إلا أنه صمم على مشاهدة برامج بعينها، وهى البرامج التى طعنت فى هذه الإنجازات وسممت الكثير من الأفكار، وما زلت عند رأيى أن هذه البرامج كانت أحد أسباب نشر الأحباط والتشاؤم بين المصريين.

وأن غالبية كثيرة منه رفضت المشاركة فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فاستطاع الحزب الوطنى اكتساحها بما ملّك من مؤيدين جاوزا فى أحيان كثيرة 6 ملايين مواطن أو أكثر فى مختلف المحافظات، ثم نأتى اليوم لعتاب أحمد عز (قبل المنع من السفر) لتفوقه فى إدارة الانتخابات بعقليته الاقتصادية الرقمية التى نجحت – للأسف - فى الحصول على الأغلبية الكاسحة، فاشتاط الساقطون غيظاً بعد غيظ.

مشكلة شعب مصر يا سادة هو أن غالبية كثيرة منه حسبت أن مصر هى الوحيدة بين الدول تعانى من الفقر، وأنها الوحيدة بين الدول تعانى من البطالة، ومن سوء توزيع الدخل، وأنها الوحيدة التى تعانى من الفساد، وهو أمر غير صحيح، فجميع دول العالم تعانى مما نعانيه، والفرق بيننا وبينهم أنهم يستطيعون تغيير الحاكم ونظامه بثقافتهم الانتخابية التى يفتقدها شعب مصر، ورغم كل ما حدث.

فهيا بنا شعب مصر نتماسك ونتواصل ونتوحد كما كُنا دوماً مصدر حسد لدول العالم أجمع فى تماسُكنا وقوتنا ووحدتنا الاجتماعية.

هيا بنا شعب مصر نرفض العنف ونُدينه، ونرفض الجهل ونُحطمه، وهيا بنا إلى طريق رفض الانتهازية السياسية، ورفض الفوضى والفوضوية، وهيا بنا إلى التمسك بالشرعية الدستورية.

هيا بنا نتذكر أن مصر الوطن مازال بخير وأمان وسلام وقوة يشهد عليها إنجازاته التى مازالت باقية من حجم إنشاءات مدن صناعية عملاقة ومدن سكنية لا تقل عملقة، ومن حجم إيداعات البنوك العائلية، واحتياطى البنك المركزى، وحجم الصادرات، وعدد السيارات الخاصة، وعدد مصايف ومشاتى، وهذا التنوع فى وسائل المواصلات السلكلية واللاسلكية، ناهينا عن ماشهدناه من طفرة غير مسبوقة فى وسائل الرفاهية فى الحياة الشخصية والعائلية.

هيا بنا شعب مصر إلى العودة إلى ديارنا وترك مسئولية عقاب المُفسدين للقانون الذى يجب أن يسود.

هيا بنا شعب مصر العودة إلى ديارنا وأعمالنا ومدارسنا وجامعاتنا ومصانعنا ومزارعنا، ولنترك مسئولية الأمن فى أيدى سبق وأن أثبتت جدارتها فى تحقيق الأمن والأمان.

هيا بنا شعب مصر بجميع أطيافه وفئاته غنى وفقير، شاب وكهل، رجل وامرأة، مؤيد ومُعارض، إلى التحلى بالحكمة والعقل والمنطق فى تسيير شئوننا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة