بين الجزيرة والمصرية والعربية والنيل والعالم والـCNN والقنوات الغربية والغريبة والداخلية والداخلة! التفت متحيراً أتابع مندهشاً! أتنقل فيما بينهم متفائلاً تارة وأخرى متشائمًاً، التصق (الريموت) بيدى واشتكت أصابعى من الضغط على أزراره! صرت أحاكى نفسى وأتحدث إلى الريموت كالمجنون، كيف لا وهو الآن الصديق اللدود الذى لا يفارقنى ليلاً ونهاراً ، أتساءل وأسأله أين الحقيقة؟ من الصادق ومن الكاذب؟ من الباكى ومن الحاكى؟ من المتآمر ومن المتآمر عليه؟ ولكن وأسفاه فلا مجيب فلا الريموت أجابنى ولا وجدت ضمير ظل مستيقظاً حتى يجيب.
فما حدث طوال الأيام الأخيرة يدعو للقلق ويسبب الأرق، فالإعلام صار مريضاً بمرض مزمن ومعدى، والدواء عند الحكومات التى تبث سمومها، كل على حسب أجندته وأفكاره وأهوائه، وبالطبع مصالحه، ولكن لا عجب فى ذلك لأن الإعلام أنواع، فهناك إعلام "يحرِّر" وآخر "يقرر"، وآخر "يغرر" وآخر "يبرر"، وآخر يحاول جاهداً أن "يمرر" وآخر "يكرر".
هناك إعلام يجلب كل بلوى وآخر هو سلوى ومذاق أحرفه كأطيب حلوى، يوجد إعلام يصقل مواهبه وإعلام يلصق مقالبه، هناك فكر تشعر إزائه بالتحضر وآخر تشعر إزائه بالتحسر، وآخر تشعر إزائه بالتحجر، هناك إعلام مشبوه وآخر لا يشابه أو يشابَه، وآخر لا تشوبه شائبة وآخر مشبه وآخر مشبه به.
وهناك إعلام يحاول أن "يستفز" وآخر "يزف" وآخر "يفز" وآخر "يفزع" وآخر "يعزف".. وهناك إعلام يخرج من قلب "حاسد"، فما يسعى إليه "فاسد"، وما يروج له "كاسد".. فما تناقض انتقض.. هناك إعلام متفجر وآخر متعجرف وآخر منجرف، وآخر يتفرج وآخر يرتجف.
وهناك إعلام ظاهر وآخر قاهر وآخر ساهر وآخر ماهر وآخر طاهر وآخر (عـ...).. هناك إعلام متطور وآخر متورط.. هناك إعلام جديد وآخر شديد وآخر صلبٌ كالحديد، وآخر قوله سديد وآخر عمره مديد وآخر أخباره صديد.
هناك إعلام مطلوب وآخر مقلوب وآخر مسلوب وآخر مغلوب وآخر مجلوب.. هنالك إعلام ممتع وآخر معتم.. هناك إعلام "ممنوع" وآخر "مصنوع" وآخر "مصنّع" وآخر "مقنَّع".. وهناك أعلام كـ"السيف" وآخر كـ"الضيف"، وآخر أحرفه كألوان "الطيف"، وآخر تتساءل: من أين له أن يصبح إعلاما و"كيف"؟
يوجد أعلام حرٌ حذر وآخر غِرٌ قذر، وهناك إعلام قوى وآخر غير سوى.. وهناك منطقٌ مغفل وآخر مغلف.. ويوجد إعلام يبعث الضوء وآخر من أهل السَّوء، وهناك أعلام صالح وآخر وجوده تحصيل "حاصل".
وبعد أن إحمرت عيناى من التحديق بالأخبار والتدقيق فى التفاصيل ومقارنه كل ما قيل وتوجعت أصابعى من التنقل عبر القنوات وتلفت أعصابى وأصبت باكتئاب اكتشفت أخيراً أنى الخاسر الوحيد، لأنى استسلمت لأهواء الغير ووضعت وطنى ومصير أبنائى تحت مجهر الآخرين، فقررت أن أكف وأكتفى بما أراه صائباً لمصلحتى ومصلحة وطنى وأبنائى.. فهل يا عزيزى القارئ شعرت بما أشعر؟
بيتر صفوت يكتب: بين إعلام "يعزف" وآخر "ينزف"
الأربعاء، 09 فبراير 2011 09:18 م
طبق دش
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة