أعرب الروائى الكبير بهاء طاهر على شعوره بالحزن الشديد للمأساة المروعة التى تعرض لها شباب مصر الذين خرجوا يعدون للحرية، فقابلهم النظام بالرصاص الحى والمطاطى.
وقال طاهر اليوم الأربعاء خلال حديثه لبرنامج "صباح دريم": باسمى وباسم كل الشرفاء أنحنى أمام الشهداء وأقول إن المصاب مصابنا.
وتابع طاهر: الثوار لا يمكن أن يتوقفوا فى منتصف الطريق، وقديما قال الروائى جابرييل جارثيا ماركيز، إن الثوار الذين يقفون فى منتصف الطريق، يحفرون قبورهم بأيديهم، لأنهم لم يحققوا الهدف الرئيسى.
وأكد طاهر على أن مصر صارت مصرين، مصر الحرية التى يمثلها هؤلاء الشبان الثوار فى ميدان التحرير، ومصر السلبية التى يمثلها أصحاب دعوات السلبية، الذين يطالبون الثوار بالاكتفاء بما حصلوا عليه من مكاسب، ويوهنون فى عزمهم.
وأضاف طاهر: أقول لهؤلاء إن الشهداء الذين سقطوا، والذين أصيبوا بجروح خطيرة، فعلوا ذلك من أجل أن يحققوا شيئاً ما لكم، بينما أنتم تشكون من توقف أشغالكم، ومصالحكم، لابد الآن أن نكمل هذه المسيرة.
وأوضح طاهر أنه لا يمكن أن يكون لدينا مصران الآن، مشيرا إلى هناك دولة "بقالها" عشرات السنين، لديها أعوان مستفيدون من طول بقائها، وهؤلاء الأعوان لديهم أعوان آخرون، يتمنون أن تستمر مصالحهم، التى تتلخص فى النهب، وأضاف طاهر: بعض المثقفين تحمسوا لاستمرار الأوضاع السلبية، ومن المؤسف أن المشهد تصدره الأدعياء، فى مجالات كثيرة، فنجد "سين" حلّ محل محمد حسنين هيكل، و"زين" حل محل طه حسين، أما المثقفون الحقيقيون، مثل عبد الرحمن الأبنودى، فكتب قصيدته العظيمة "الميدان" وكذلك سيد حجاب والكتاب الشرفاء، ستجدونهم فى الميدان يشاركون الناس مطلبهم إسقاط النظام.
كما أكد طاهر على أن مطلب الشباب وكل المصريين إسقاط النظام، وهو أهم من إسقاط الأفراد، مشيرا إلى أنه يؤيد طبعا إسقاط أنس الفقى وزير الإعلام، كمثال على إسقاط الأفراد، مضيفا: لكن إسقاط وزير الداخلية مثلا لا يكفى، بدون تغيير منظومة القمع، فماذا يفيدنا تغيير الأفراد فى الحزب الحاكم، بدون أن نحقق الديموقراطية فعليا؟
وتطرق بهاء طاهر إلى نشاط الثوار فى الأسبوع الماضى، مؤكدا على أنه لم ير مصر وقتاً من الأوقات، أجمل مما رآه بعد اختفاء الشرطة، والدولة، وقيام الشباب بإرساء الأمن بواسطة اللجان الشعبية اللاتى كونوها، مضيفا: قامت السيدات بكنس الشوارع فى الزمالك، كما رأيت أطباء ينقلون كل ما لديهم من معدات فى عياداتهم إلى ميدان التحرير، وقال طاهر: ومن أجل هذه الصور الجميلة، أرسلوا إليهم الجمال فى موقعة الجمل الشهيرة بالأربعاء الدامى.
ووجه طاهر نداء لمبارك طالبه فيه أن يفوض من يشاء من أهل الثقة لكى يجرى تعديلات لمدة عام، قائلا: "مع كل الاحترام لك، سيظل الشعب يتذكر إنجازاتك، وما فعلته لشعبك فى حرب أكتوبر، لكنى أرجوك أن تحل هذا الموقف الذى أصيبت فيه الدولة بالشلل".
وأشار طاهر إلى الرئيس الفرنسى الراحل شارل ديجول، الذى حارب من أجل فرنسا فى الحرب العالمية الثانية، ودافع عنها، وحررها، ثم عاد، واقترح عمل دستور لفترة انتقالية، فرفض الفرنسيون، بعد أن رغبوا فى دستور برلمانى، فقدم ديجول باستقالته، ثم عاد الفرنسيون ولجأوا إليه مرة أخرى إبان الحرب فى الجزائر فلبى النداء وخدم بلده مرة أخرى، ثم قدم استقالته مرة ثانية، ولم يتحدث أحد وقتها عن المهانة، مؤكداً على أنه كان قد فقد الأمل فى أن تحدث هذه الثورة فى مصر، إلى أن أطل علينا هذا الفجر الجميل.