محمد حمدى

كاتب تحت الطلب

الثلاثاء، 08 فبراير 2011 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ بدأت الكتابة فى هذا المكان قبل عام وعدة أشهر، مارست حريتى الكاملة فى الكتابة، دون قيود أو حدود أو أسقف، وتعرفت على الكثير من القراء وتفاعلت معهم، منهم الكثير من بادلنى الرأى باحترام، ومنهم من يحاول جعلى أكتب ما يريده، ومنهم من يواصل التهجم علىَّ وسبى لمجرد أننا نختلف فى الرأى، ونتواجه بالكلام، وليس بالرصاص أو السنج والشوم.

ومن بين من يصرون على توجيه الاتهام لى الصديق الذى أعرفه من تعليقاته معاذ محمد حسن، وحينما تساءلت عن الشفافية أمس فى عدد القتلى، رد قائلاً: "ما هى إلا موجات الكل يريد أن يركب قبل أن ينطلق القطار.. قبل أن تسأل الأسئلة لما لا تسأل أين ذهب المال؟ وأين تلك الثروات التى نسمع عنها بالمليارات وأناس قد لا تملك العشاء، وأناس باعت أعراضها من أجل حفنة فلوس تعيش عليها؟

وفى مرات عدة أصر على اتهامى بأننى كاتب السلطة، ولم أعرف من أين أتى الصديق معاذ بهذه الصفة، رغم أننى لست عضواً فى الحزب الوطنى أو غيره، وما زالت أنتمى إلى اليسار المصرى المنفتح على كل الآراء والاتجاهات، وقد حذرت قبل الانتخابات من تزويرها، وانتقدت التزوير بعدها، ومارست حريتى فى انتقاد الحزب الوطنى والوزراء على صفحات اليوم السابع وغيرها من الصحف التى أكتب فيها، بل إننى كتبت فى هذا المكان فى الثالث والعشرين من فبراير 2010 أدعو الرئيس مبارك إلى اعتزال السلطة.

لست فى مجال الدفاع عن نفسى فلست متهماً، ونحن نعمل على الهواء، وكل ما نكتبه موجود على المواقع الإلكترونية، لكن ما يهمنى أكثر هو العلاقة بين الكاتب والقراء.

فى تعليقه أمس سأل الصديق معاذ لماذا لم أكتب عن المال والثروات؟ رغم أننى كتبت عنها فى هذا المكان عدة مرات، لكن بعض القراء ربما لا يميز بين الصحافة كخبر وتقرير وتحقيق، ومقالات الرأى، ففى الخبر ينشر الصحفى الخبر مجرداً، أى المعلومات الموثقة التى يحصل عليها، بينما حين يكتب رأيه الشخصى، فهو يعبر عن فكرة معينة يريد توصيلها إلى القراء، قد تتعلق بجزء من الصورة، أو تتعامل مع كافة عناصر الموضوع.

الصحافة تعمل لدى القراء، مهمتها الأولى توصيل الحقيقة، دون تزييف أو تزويق، لكن الكاتب يعمل عند ضميره، يكتب ما يمليه عليه، وما يعتقده، ويعبر عن وجهة نظره الشخصية فيما يتفاعل فى المجتمع، أو ما لا يزال حتى قيد التفاعل أو تحت السطح، وبالتالى فليس مطلوباً من الكاتب أن يكتب ما يريده القراء، سواء بشكل شخصى أو جماعى، لأنه لا يترشح فى انتخابات ولا يأمل فى أصوات قرائه.

من حق الصديق معاذ حسن أن يعلق كما يشاء، ويكتب وجهة نظره فيما يقرأه، فنحن نعيش عصر الإعلام التفاعلى، حيث يتفاعل مقدم الخدمة مع متلقيها، لكن ليس من حقه أن يملى علىَّ أو على غيرى كتابة ما يريده، وأعتقد أن الكاتب الذى يحترم نفسه جيداً لا يجب أن يكون تحت الطلب، لا تحت طلب القارئ، ولا مسئول أو وزير أو جهة أو جماعة، وإنما يكون تحت طلب أفكاره ومعتقداته وضميره.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة