سهام ذهنى

معركة التحرير

الإثنين، 07 فبراير 2011 07:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث فى مصر الآن يشبه ما حدث من الإقطاعيين قبل ترك الأرض التى تمت مصادرتها منهم مع ثورة يوليو عام 1952، حيث كانوا يقومون بحرق المحاصيل وتسميم المواشى.

فإذا كان فتح أبواب السجون لينطلق منها المجرمون ينهبون ويسرقون ويروعون الآمنين فى مساومة للناس بين الكرامة وبين الأمن والتى طالب الكثيرون بضرورة محاكمة حبيب العدلى ومحاسبته عليه ، فإن ما جرى فيه ضد المعتصمين المسالمين فيما يمكن تسميته بمعركة "التحرير" هو جريمة خيانة عظمى أخرى لا بد من محاسبة المسئولين عنها الذين أطلقوا بلطجية الانتخابات بتصرفاتهم المحفوظة وأساليبهم المعهودة كى يعتدوا على المتظاهرين المسالمين فى الميدان الذين واصلوا فيه التظاهر السلمى على مدى أسبوع دون أن يبدر منهم أى تصرف قبيح مثل ما قام به البلطجية الذين سبق اتهام الحزب الوطنى باستخدام أمثالهم خلال الانتخابات الأخيرة.

وإذا كان الإقطاعيون مع بداية ثورة 1952 قد حرق بعضهم المحاصيل وقاموا بتسميم المواشى، فإن ما يحدث من أمثالهم اليوم هو نوع من حرق الاقتصاد وتسميم البشر. فالاشتباكات بين أبناء الوطن الواحد والدم الذى سال قد تسبب فى تسمم انتشر بين البشر المصريين، ولا بد من محاكمة رجال الحزب الوطنى الذين سبق لهم استخدام هذه الأساليب فى الانتخابات، وإذا ثبت الاتهام عليهم فلا بد من العقاب السريع لردع من يعملون ضد السلام الاجتماعى وسلامة الوطن.

أما ميدان مصطفى محمود فجزء كبير من المتظاهرين الذين وقفوا فيه لتأييد مبارك هم جماعة من المصريين الشرفاء الذين تعاطفوا مع الرئيس مبارك بعد إلقائه كلمته التى قال فيها أنه لن يترشح بعد انتهاء فترة الرئاسة الحالية فخرجوا ليعبروا عن رأيهم، وهذا أمر له احترامه حتى لو كان مختلفا مع رأى آخرين، وحتى لو كان تأثرا بالدعاية الشبيهة بدعاية"جوبلز" وزير الإعلام النازى فى عهد هتلر الذى انتحر عقب سقوط هتلر، أما الذين توجهوا إلى ميدان التحرير ومعهم الأسلحة البيضاء واعتدوا على المسالمين فهم جماعة يختلفون تماما عن الذين أرادوا التعبير ببراءة عن رأيهم المتعاطف مع الرئيس مبارك. وهناك شهادات عديدة أشارت إلى الأدوار السابقة لأمثالهم فى منع الناس من الوصول إلى المقار الانتخابية خلال الانتخابات التشريعية وإلى تقاضيهم الأموال مقابل أعمال البلطجة.
إن الشرفاء الذين اعتصموا على مدى إسبوع بميدان التحرير دفاعا عن الكرامة والعدالة فوق أرض هذا الوطن هم مصريون رفعوا رؤوسنا عالية. أما البلطجية وأبواق الدعاية الكاذبة التى روجت لإظهارهم بمظهر أنهم مجرد مؤيدين لمبارك هم وصمة عار فى جبين هذا الوطن.

حين اعتدت الشرطة على المتظاهرين المسالمين فى مظاهرات جمعة الغضب كان الشعار المرفوع عقب ذلك هو "يادى الذل ويادى العار مصرى بيضرب أخوه بالنار" .

وها هو العار يتجدد بصورة أبشع، حيث العار يتم ارتكابه بيد مواطنين مشبوهين، بعد ارتكابه على يد بعض رجال الشرطة تنفيذا للأوامر.

هل هذا السيناريو من استخدام البلطجية والمأجورين ضد المتظاهرين المسالمين كان مخططا له أن يتم اتخاذه ضد مظاهرات يوم 25 يناير ، ثم تم الامتناع عن اللجوء إليه لعدم توافر بلطجى لكل مواطن مع خروج أعداد هائلة من المتظاهرين الغير متوقع كميتهم، فتم تأجيل ذلك السيناريو الردئ واستخدامه مؤخرا . هذه أمور لا بد من التحقيق فيها، وإلا فإن ما جرى ضد المسالمين فى ميدان التحرير لن يمر، فلقد جرت دماء، والدم لا يتحول إلى ماء.

الترويع الذى تم على يد المجرمين ضد الممتلكات والسكان فى البيوت ، ومن بعده الاعتداء بالأسلحة البيضاء ضد المعتصمين المسالمين فى ميدان التحرير إذا لم يتم محاسبة المسئولين عنه سريعا بتهمة الخيانة العظمى فإنه سيترتب عليه ما لم يعمل له حسابا الذين قاموا به، لأنهم قد أوصلوا الذين اعتادوا إيثار السلامة إلى حال لم تعد فيه السلامة مضمونة سواء لمن يؤثرها أو لمن لا يؤثرها. فلا أمن مضمون مائة بالمائة فى الشارع، وحتى الذى يدخل بيته فهو ليس بآمن، إذن فإن شرف المواجهة هو الأقرب إلى إرضاء الغاضب، وإطفاء النار التى اشتعلت فى الصدور، حيث أصبح الكثير من الشباب حتى الذين لا يتمتعون بالقوة الجسدية يميلون إلى الدفاع عن أخوتهم الذين اعتصموا سلميا فى ميدان التحرير مهما كان الثمن، إعتمادا على أن الله وحده هو الحافظ، وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة