لم يكن يتخيل أبدًا ما يجرى على أرض مصر، فالظلم والفساد لم يكن له نهاية ولكن الله شاء أن يأتى يوم يذل فيه كل ظالم وكل فاسد.
فرحت جداً ككل المصريين الشرفاء الذين فاض بهم الكيل من ظلم النظام وأعوانه الذين تفننوا فى نهب وسرقة مال الشعب حتى امتلأت بطونهم بالمال الحرام وظنوا أنهم بعيدون لا يستطيع أحد أن يحاسبهم وضربوا بكل القوانين والقرارات عرض الحائط ولم يحن قلبهم يوماً عند رؤية مواطن فقير لا يجد قوت أولاده ولا من رؤية امرأة عجوز مريضة لا تجد ثمن دوائها ولا من حال شاب بائس لا يجد عملا شريفا، والمشاهد كثيرة ولكن قلوبهم أصبحت كالحجارة التى لا تلين أبداً.
وجاء يوم الخلاص، يوم الحرية، يوم الغضب، وبغض النظر عن من دعا إليه فإننا نشكره لأنه أشعل بداخلنا شرارة لن تنطفئ أبداً، تلقف الشباب الدعوة بحماس وكأنه يشعر أن الله لن يخذله وسيكون معه لأنه لا يرضى بالظلم ولكن فى نفس الوقت كان هناك خوف كامن من الفشل وهو الذى جعل جميع الأحزاب والقوى السياسية فى البداية تكتفى بالتأييد والمشاهدة ومراقبة الوضع من بعيد انتظارًا لمعرفة النتائج ورد فعل النظام الذى لم يكن يتخيل أن مجموعة من الشباب كما وصفهم بعضهم بالقلة
(شوية عيال) سوف يضعون نهاية لظلمهم.
اندلعت الشرارة فى جميع أنحاء المحروسة وبدأت الاشتباكات بين الشعب والشرطة وكان الوضع خطيراً لا تستطيع أن تتوقع نتيجته، من سينتصر الشعب أم النظام؟
وجاء يوم الجمعة 28 يناير (جمعة الغضب) واعتبر هذا اليوم نقطة تحول خطيرة فى تاريخ مصر وبداية نجاح الثورة، فما شاهدته بعينى من خروج لجميع طوائف الشعب وبأعداد رهيبة جعلنى أقول إن النصر حليفنا بإذن الله، وسأظل أتذكر ذلك اليوم عندما أردت أن أشارك إخوانى وقطعت مئات الكيلو مترات من صعيد مصر للذهاب إلى القاهرة لأعبر عن رأيى، وستظل الصور التى ألتقطها أمام عينى وسأشاهدها باستمرار لتيقظ ضميرى، وسأحكى لأولادى بإذن الله عن تلك الملحمة التى تجسدت فيها عظمة الشعب المصرى وكانت شوارع وميادين المحروسة التى رويت بدماء الشباب شاهداً عليها.
تحية لهذا الشعب العظيم الذى لم يرض بالظلم والفساد وأراد أن يعيش حياة كريمة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة