كرم أبوسحلى يكتب: "الودعاء الطيبون" يمتطون الجياد!!

الإثنين، 07 فبراير 2011 01:07 ص
كرم أبوسحلى يكتب: "الودعاء الطيبون" يمتطون الجياد!! مظاهرات التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من سمات المتظاهرين المعارضون لأى نظام حكم فاسد أنهم يتحلون بقدر من الجرأة تمكنهم من الإعلان صراحة عن معارضتهم للنظام دون خوف من أجهزته الأمنية. أما المتظاهرون المؤيدون فهم غالبا مباركون من قبل النظام وأجهزته إما لأنهم هتافون مأجورون يجدون مصلحة لهم فى التأييد أو "ودعاء طيبون"، اعتادوا على وجود النظام فصار هناك ارتباطا عاطفيا به وعشرة أبوية لا يجب أن تكون موجودة فى عالم السياسة.

ما رأيناه فى ميدان التحرير من صدام عنيف بين المؤيدين والمعارضين لنظام الرئيس هو أمر غريب من الناحية النفسية. فكيف يعقل أن يمتطى بعض المؤيدين من "الودعاء الطيبين" جيادهم وفى أيديهم أسلحة بيضاء للاعتداء على المعارضين الذين من المفترض أن يكونوا هم الذين لديهم قدرا من الجرأة لأن يموتوا فى سبيل قضية؟!! كيف يتحول "الودعاء الطيبون" إلى هجانة وخيالة يحملون السيوف؟ لابد هنا أن نستحضر المشهد كاملا.
فى البدء كانت العبارات المعروفة لأقطاب الحزب الحاكم، حيث قيل إن المتظاهرين "قلة مندسة". وعندما كثرت القلة قارنوها بتعدداد سكان مصر حتى يقولوا إن المتظاهرين لا يعبرون عن جموع الشعب المصرى. والمعروف أن المظاهرات تقيم بما تطرحه من مظالم لا بعدد متظلميها. وعندما ازداد العدد وصار انكاره عمى سياسى، لم يكن أمام قادة الحزب الحاكم غير المواجهة الأمنية. وفشل الأمن هذه المرة رغم كل اعتداءاته الغشيمة ضد المعارضين. وبما أن الحزب الحاكم براجماتى التوجه أى أنه دوما ما يرفع شعار المصالح تتصالح، وجدنا انسحاباً مفاجئا للأمن تزامن تزامنا واضحا مع هروب المساجين وانتشار البلطجية. ومن هنا يختلط الحابل بالنابل ويتم تلطيخ وجه المعارضين المقدس فى محاولة لتجريمهم والنيل منهم طالما أنهم "يخربون البلد." ولكى تلصق التهمة بهم تم تدمير معاقل النظام الحاكم نفسه. ولمزيد من الحبكة الدرامية هوجم المتحف المصرى لإلصاق التهمة بالإخوان المسلمين، فمن غيرهم فى هذه البلد يرى فى وجود التماثيل كفرا؟!! لكن صمود الشباب واصرارهم على النزاهة أسقط الأقنعة فاستمرت الثورة.
سارت محاولات الاحتواء دوما فى اتجاهين: إما إثبات أن المتظاهرين مخربون ويجب ضربهم بشدة دون تعاطف من أحد أو اثبات أن المتظاهرين بصمودهم الشريف يهددون أمن البلد وسلامته، وبالتالى سيخسرون تعاطف "الودعاء الطيبين" مع حركتهم. وفيما يبدو أن المحور الثانى كان جزءا منه فاعلا وجزءا آخر تم تفعيله. فالجزء الذى كان فاعلا تجلى فى تعاطف عفوى مع رأس الدولة المصرية. هذا الجزء المتعاطف مع الرئيس تم تعبئته بالعديد من الأغانى الوطنية التى تستعرض تاريخ الرئيس وحسناته وتجاهلت أن الحدث الإعلامى الأساسى والتاريخى هو المعارضة وليس التأييد. أما الجزء الذى تم تفعيله فيتمثل فى الذين ذهبوا للاعتداء على المتظاهرين المسالمين فى الميدان. فمن هؤلاء ومن وراءهم. هل هم "ودعاء طيبون" حقا أم "قلة مندسة" ردت إليهم؟ فمن أراد التظاهر لصالح الرئيس فليفعل وهذا حقه. لكن نحن أمام مشهد فى غاية الدلالة: المعارضون للرئيس مسالمون وبعض من محبى الرئيس يهاجمون ويعتدون!!
قد نما إلى مسامعى أن البلطجية كانوا يستفزون "الودعاء الطيبين" من الباعة فى الأسواق وغيرهم بقولهم أن المتظاهرين فى ميدان التحرير يقبضون بالدولار ويأكلون من "كنتاكى" وأنتم أيها البسطاء تعيشون فى أزمات بسبب ما يفعله المحتجون الآن. تجلت تهمة العمالة فى القبض بالدولار والأكل من "كنتاكي" لما لهما من دلالات أمريكية. وعلى النقيض أيضا وجدنا بعض القنوات المصرية تقول أن القرار فى ميدان التحرير لم يعد فى يد شباب 25 يناير "العظيم" بعد أن سيطر الإخوان المسلمون على الوضع هناك. ومن هنا نرى أن ما يحدث فى ميدان التحرير هو إما بسبب عملاء أمريكيين أو بسبب إخوان مسلمين، ومسيحيين إذا لزم الأمر!! وكلاهما يستفز مشاعر "الودعاء الطيبين" فيحدث الانقسام الذى يريده النظام، ومن ثم يصير الحديث عن الفوضى مشروعا.
لماذا لم يعلن حتى الآن عن الاتهامات الموجهة للذين قرر النائب العام منعهم من السفر؟ ولماذا لم يعلن عن الذين دبروا الصدام الشعبى بين المحتجين المسالمين والودعاء الطيبين؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة