مصلحة وأمن مصر فوق الجميع والحكمة والعقل هى الخيار الأنسب لانتقال مصر لعهد جديد فالمشهد الآن فى مصر خليط بين المتربصين بمصر وبين المصلحين الذين يمكنهم أن يساهموا فى الإصلاح الحقيقى.
أخطاء من الحكومة وأخطاء من المتظاهرين الحكومة تدافع عن الأمن العام وتعطيل المصالح بعنف وهمجية وخوف خاصة بعد القبض على عناصر مخربة تنتمى لجنسيات وجماعات غير مصرية والمتظاهرين يصرون على رحيل ليس هو الأنسب لمصر الآن فبالله عليكم فلا تضيعوا مكاسب الثورة وتضيعوا مصر فقد استجاب صوت الحكمة فى خطاب الرئيس مبارك لمطالب الشعب ومطالب المعارضة فى خطاب إنسانى وعقلانى وإن كان ذلك متأخراً، ولكنه يعد خطوة بداية هامة فى طريق الإصلاح والديمقراطية فيها تتشكل مصر جديدة سياسياً واجتماعياً فقرار استمرار الرئيس مبارك فى الحكم حتى انتهاء مدته الرئاسية هو القرار الأنسب لمصلحة مصر لعدة أسباب وقد أشار مبارك لذلك قائلاً "نسعى لانتقال آمن للسلطة فى أجواء تحقق الأمن لمصر والمصريين" فوضع مصر كأهم دولة فى الشرق الأوسط سياسياً وعسكرياً لا يسمح بالفوضى والفراغ السياسى ووقوع مزيد من القتلى والانهيار الاقتصادى فخسائر مصر تقدر بالمليارات وحتى لايحدث ما لا يحمد عقباه بحدوث فتنة بين الشعب المصرى فتخسر الثورة مكاسبها وندخل فى دوامة من الشك فى المتظاهرين الشباب خاصة بعد خطاب الرئيس هل هم موجهون أم غير مدركين للأضرار التى أصابت مصر أم حالمون بتغيير حقيقى؟
أم خليط بين هذا وذاك فى مشهد ملىء بالغموض والتوتر فلا نعرف من المصلح ومن المفسد من الضحية ومن الجانى؟
ومن وجهة نظر تاريخية وإنسانية فلا يليق بدولة بقيمة وتاريخ مصر أن تطرد رئيسها الأب والقائد خاصة بعد أن طلب الرئيس أن يموت على أرضها فحسنى مبارك سيظل رمزاً من رموز انتصارات أكتوبر ولو اختلفنا معه ولو حكمنا غيره فالمتربصون بمصر يريدون إسقاط رموزنا ليقول العالم إن من رموز المصريين فى
حرب أكتوبر السادات ومبارك" واحد قتلوه والثانى طردوه والبقية تأتى" لتصبح مصر بلا رموزفلن نسمح أن يقال ذلك أبداً فهذا القرار رسالة للأعداء أن النظام المصرى قوى لا يتفكك فى أيام ولكن ينقل السلطة فى هدوء وأمان وأهلاً بمصر الجديدة سياسياً ودستورياً وأهلا بمصر الجديدة بشعب يعرف حقوقه وواجباته شديد الوطنية فى وقت المحن فقد أثبت الشعب أنه كان أكثر صدقاً وأكثر تأثيراً من أحزاب المعارضة الذين اقتصر دورهم على إصدار البيانات من قاعات مغلقة فى محاولة للسطو على ثمار ثورة الشعب المغير الحقيقى فى حين كان فئة من الشعب يتظاهرون فى الشوارع والآخرون يحرصون الممتلكات العامة والخاصة فى لجان شعبية للقيام بدور الشرطة التى خذلتهم مرتين مرة عند إطلاق الرصاص الحى عليهم ومرة عند ترك البلد للبلطجية واللصوص وهناك رموز المعارضة من اعترف بأن ذلك نجاح جزئى هام فى تاريخ مصر.
ونحن نتفق معهم وهناك عقول أغلقت أبوابها أمام هذه الإصلاحات رغم إعلان الرئيس بعدم نيته للترشح لفترة رئاسية قادمة مصرين على رحيل مبارك وكأن ما قام به من تعديلات للمادة 76 و77 لايعد فى عرف هؤلاء نجاحاً ولو حتى جزئياً فظلوا
يحلمون عقوداً بذلك والآن يرفضون وكأنهم أصحاب الثورة ألم يستطيعوا أن يصبروا الأشهر القليلة الباقية على حكم مبارك.
لمصلحة مصر؟ فأى منطق هذا وأى إصرار على إشعال الفتنة والعناد بين الشعب؟ وهذا البرادعى الذى اعتبر القرارات حيلة من النظام للبقاء وطلب من الرئيس مبارك الرحيل فوراً بعد دقائق من خطاب الرئيس فهل اطلع البرادعى على رأى الشعب
المصرى ورأى المتظاهرين فى هذه الدقائق المعدودة بعد الخطاب ولماذا لم يعترف بأن ماحدث يعد خطوة مفيدة لتهدئة الوضع فماذا تريد أيها البرادعى تريد أن تضيع مصر وتغير الحكم فى أيام كما ضيعت العراق من قبل بحجة لجان التفتيش عن الأسلحة النووية بل أرحل أنت أيها البرادعى فنحن لم نعرفك ولم نفوضك ولم نفقد عقلنا وإنسانيتنا كى نطرد رئيسنا بطريقة مهينة رغم أننا نريد انتقال السلطة لأجيال جديدة.. فعلى المتربصين بمستقبل مصر العابثين بفكر وإرادة شبابها الحذر
لأن مصر والشعب المصرى حالة خاصة عن أى دولة ولا يمكن إسقاط هيبتها وتصبح فريسة للمخابرات المعادية وعلى المصلحين والكوادر العلمية والشخصيات المؤثرة فى المجتمع فى جميع المجالات من أبناء مصر تجهيز مقترحاتهم وأفكارهم للمساهمة بها فى المرحلة الجديدة فى تاريخ مصر وعلى الشعب والأحزاب تجهيز برامجهم الانتخابية من الآن والفيصل هو صناديق الانتخابات وعلى الشعب انتظار تنفيذ قرارات مبارك التى وعد بها وعدم التخريب أوالتجمهر لتسير الأمور طبيعية فى الشارع المصرى فلن يخسر من ذلك إلا المواطن البسيط حفظ الله مصر من كل المتربصين والمنافقين.
عمرو عماد يكتب: مصر جديدة بين المتربصين والمصلحين
الإثنين، 07 فبراير 2011 12:16 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة