صدر عن المركز القومى للترجمة طبعة جديدة من كتاب "قصائد كفافيس" ترجمها عن اليونانية المترجم نعيم عطية.
تحوى المختارات مختارات شعرية من قصائد الشاعر اليونانى "قسطنطين بيتروس كفافيس" الذى قضى آخر 25 عاما من حياته، فى مدينة الإسكندرية، حيث رحل عام 1933 فى حى كوم الدكة بالإسكندرية، فى شارع " ليبسيوس" المتفرع من طريق الحرية، ويورد المترجم فى مقدمة الكتاب قصة إحدى الشاعرات اليونانيات التى زارت كفافيس فى بيته، ووجدت غرفة الاستقبال بها، شحيحة الضوء، وعرفت أنه كان قليل الاختلاط بالناس، محبا للضوء الخافت، لا يستخدم الكهرباء، ويعتمد على المصباح الغازى، ووجدته نحيفا، ضعيف البصر، أشعث الشعر.
ورغم أن كفافيس ولد بالإسكندرية عام 1863، لكنه اضطر لهجرها إلى الأستانة فى تركيا، بعد اعتداء الإنجليز الوحشى على المدينة عام 1882، ثم عاد الشاعر إلى مدينته سنة 1885، وعمل مترجما فى تفتيش الرى، وتدرج فى سلم الوظيفة، حتى أصبح فى أبريل 1892 كاتبا بمرتب سبعة جنيهات، ثم بلغ مرتبه أربعة وعشرين جنيها فى يناير عام 1913، وفى أبريل عام 1922 استقال من عمله، متفرغا لأدبه، رغم أنه لم ينشر قصائده فى ديوان، كما يفعل أغلب الشعراء، ولم ينشره أيضا فى الصحف والمجلات، وكان يكتب قصائده على قصاصات من الورق، يوزعها على اصدقائه، ومعارفه.
ويشيرالمترجم فى مقدمة الكتاب إلى أن قصائد كفافيس، يغلب عليها الحزن، والحسرة الخفية على ما فات من أيام العمر ولياليه، مؤكدا على أن الماضى والذكريات يلعبان فى شعره دورا سحريا، حيث يصغى على الدوام إلى ذكريات من مات من الأحباء، والأصدقاء والأقارب، من قصائد الذكريات التى يترجمها عطية، بعنوان " بعيدا" يقول فيها كفافيس: وددت أن أقص هذه الذكرى، لكنها قد تلاشت الآن، لا يكاد يبقى منها شئ، لأنها ترقد فى بواكير شبابى، كانت بشرة كأنها من الياسمين قد نسجت، ذات أمسية فى أغسطس، أكانت حقا فى أغسطس تلك الأمسية؟ أكاد أذكر العينين، يخيل إلى أنهما كانتا زرقاوين، آه، أجل ، زرقاوين فى لون الزمرد".
يحوى الكتاب قسمين، القسم الأول دراسة عن شعر كفافيس، حوت 13 فصل، تناولوا الإطار العام لإبداع كفافيس، والبصر والبصيرة فى شعره، والقصيدة التاريخية، وكفافيس والشرق، ورمز الإسكندرية فى شعره، ومفهوم الفن والجمال عند كفافيس، أما القسم الثانى فحوى قصائده مرتبة بالأعوام التى كتبها فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة