صحف سعودية: مصر أكثر ثباتا وتماسكا وقادتها يملكون شجاعة

واصلت الصحف السعودية اهتماماتها بالأحداث التى تمر بها مصر حاليا، مشيرة إلى أن الأزمة فيما يبدو تتجه إلى الحل، وذلك فى ضوء الحوارات التى جرت بين القيادة المصرية والفعاليات السياسية والفكرية والتى تهدف إلى تخلص مصر من الشلل والعودة إلى الحياة من جديد.

وأكدت صحيفتا "المدينة" و"اليوم"، فى افتتاحياتها اليوم "الاثنين"، أن مصر بدت أكثر تماسكا وأكثر ثباتا مما يظنه كثير من الذين هللوا لتوسيع الاضطرابات والتخريب فى كل أنحاء مصر ومدنها، كما ثبت أن القيادة المصرية تملك من القدرة والشجاعة والذكاء لإدارة الظروف الصعبة بحيث تحرم قوى الظلام والمتدخلين من جنى أى مكاسب يحلمون بجنيها من اضطرابات الدول.

وأشارت الصحيفتان إلى أن مصر تعنى الكثير لكل مواطن عربى يعى جيدا دورها الحضارى وثقلها الاستراتيجى وموقعها العبقرى وسط العالم وما قدمته من عطاء سخى للإنسانية جمعاء عبر العصور منذ فجر التاريخ.

فمن جانبها، قالت صحيفة "اليوم" إن القيادة المصرية استطاعت امتصاص الصدمة الأولى، وأدارت الأمور بحكمة، كما أن كثيرا من المتظاهرين قد عادوا إلى منازلهم بعد أن اكتشفوا أن هناك من حضر نفسه لمصادرة جهودهم، وأراد أن يرقى التاريخ على أكتافهم، وبعد أن لاحظ متظاهرون أن قوى دولية وقوى ظلامية تحاول اختطاف الانتفاضة والمتاجرة بها.

ونبهت اليوم إلى أنه مما ساعد على أن يفتح المتظاهرون عيونهم هو الهجمات التى تعرضت لها السجون المصرية لتفرج عن معتقلين تابعين لحزب الله وحماس وغيرهما من الجماعات المسلحة وكذلك العمليات التخريبية التى تعرض لها أنبوب الغاز فى شمال سيناء، لافتة إلى أن ما تخشاه القيادة المصرية والمخلصون سواء فى ميدان التحرير أو فى منازلهم أن تستغل جماعات مسلحة حالة الاضطراب فى مصر لتنفذ عمليات تخريبية لحساب قوى ظلامية إقليمية تعمل ليل نهار على ضرب مكامن القوة العربية لتعيث فسادا فى كل الوطن العربى.

من جهتها، رأت صحيفة "المدينة" أن مؤشرات انفراج الأزمة التى بدأت تتوالى تباعا عبر الحوارات والمشاورات بين مختلف مكونات الشعب المصرى وتنظيماته ونائب الرئيس المصرى السيد عمر سليمان، تثبت أن الشعب المصرى يتحلى بالقدرة على ضبط مشاعره فى اتجاه تغليب مصالح الوطن، وتؤكد من جديد على قدرة هذا الشعب على استشراف مستقبله وقدرته على صياغة ذلك المستقبل وفق أمانيه وآماله الوطنية من خلال رؤية شاملة للخروج من الأزمة.

ولفتت إلى أن الأهم من ذلك هو عدم انصياعه للأصوات الخارجية المغرضة التى تحاول دس أنفها فى خصوصياته تحت مبررات واهية لا يمكن تمريرها على شعب واع لا تنطلى عليه تلك المحاولات للاصطياد فى الماء العكر.

وقالت "المدينة" إنه من المستغرب أن تواجه مصر هذا السيل الطافح من النصائح والمواعظ من أطراف إقليمية ودولية عدة لا يخفى على أحد ما يحمله الكثير منها من أحقاد وسموم لا سيما عندما تتخذ شكل التحريض بما يعتبر فى لغة السياسة تدخلا فى الشأن الداخلى المصرى الذى يخص الشعب المصرى وحده.

ونوهت "المدينة" إلى أن عظمة مصر تجلت عبر التاريخ فى رفضها الهزيمة وإصرارها على الانتصار وفى الانحياز لقيمها والدفاع عن كرامتها ومجدها والتصدى نيابة عن الأمة كلها للغزاة والعدوان وكذلك تضحياتها فى الدفاع عن عروبة الأرض ورفعة الإسلام، مشيرة إلى أن عظمة الشعب المصرى تجلت بنهوضه كلما جار عليه الزمان وإثباته دوما بأنه شعب لا يهين ولا يحنى الجبين.

وأكدت أن بلدا بهذه المزايا وتلك الخصائص لا يمكن أن تنال منه الخطوب وشعب بهذه الخصال، وتلك السجايا لا يمكن أن يهون.