الرسالة الأولى: للشباب والشابات الأبطال الذين لم يحركوا المياه الراكدة فقط، ولكن أحدثتم أمواجا متلاطمة أزاحت كل الزبد عن البحر ورمت به إلى الشاطئ ليظهر صفاؤه وروعته وجماله، فشل فى ذلك كل من يدعى السياسة والفكر وأصحاب النظريات وقمتم به ببساطة وبدون فلسفة فتحية لكم لابد ألا نحيد عن هدفنا جميعا وهو بناء دولة ديمقراطية عصرية حديثة متقدمة سياسيا واجتماعيا وعلميا واقتصاديا وقبل كل ذلك أخلاقيا، وهذا يحتاج وقتا طويلا وجهدا كبيرا يتكاتف فيه كل أبناء الأمة بلا استثناء، هذا الطريق قد بدأ ولن تعود عجلة الزمن إلى الوراء ولكن لا يجب أن نرتبك عند أول خطوة فى تحديد الخطوة الثانية لابد أن نعرف أننا جميعا نحاول استئصال ورم سرطانى متغلغل فى كل أجزاء الجسد وليس ورما حميدا متحوصلا فى مكان وبخلعه يطيب الجسد.
هناك أصحاب مصالح من رجال أعمال وصحفيين وإعلاميين ورجال أمن ورجال سياسة وطوائف عديدة يحاولون أن يخطفوا ما أنجزتموه والأخطر أن يجهضوه يستخدمون كل الوسائل بكل استماتة مثل ترويع المواطنين وقطع أرزاقهم والتشكيك فى نواياكم وشق صفكم وحملات إعلامية ضدكم بأدوات ليس لكم سيطرة عليها، لذلك لا يجب أن نتعثر فى الفرعيات وننسى الأصول، الأصل أن ندفع فى اتجاه إصلاح شامل وليس تصفية حسابات شخصية مع أحد، الأصل متابعة ذلك بما فيها محاسبة المفسدين لا نختزل القضية على أنها الرحيل الآن أم غدا، هذه قضية فرعية الأصل كيف نفع فى اتجاه تعظيم الفرصة.
لا تنسوا أننا شعب عاطفى وأننا شعب حضارى لا يقبل الإهانة ولا تنسوا أن الشرارة التى أوقدت الثورة هو إحساس شديد بالإهانة التى حدثت فى الانتخابات لذلك لاتششتوا جهدكم فى فكرة الرحيل ولكن فى متابعة الإصلاح لأن محاولة التركيز على إهانة شخص الرئيس سيدغدغ عواطف الكثيرين ويستغله الآخرون ضدكم.
الرسالة الثانية: لكل من النائب عمر سليمان والفريق أحمد شفيق: أقول لهم أنتم أمل هذا الوطن أنتم تربيتم فى مدرسة الوطنية التى يفخر بها كل مصرى وهى القوات المسلحة المصرية وشرعيتكم لدى الأمة كلها تأتى من أنكم من هذه المؤسسة، لا تنظروا من أحد أن يدفعكم يجب أن تقودوا الإصلاح الشامل ترجموا إرادة الأمة بلا تردد، مصر تريد أن تكون دولة حديثة، مصر دولة عظيمة، الشباب قدم لكم مطالب الأمة، وفوضكم بشرعية أنكم من قواته المسلحة يثق فى كفاءتكم وإخلاصكم ووطنيتكم احذروا بطانة السوء طهروا مصر منها، نريد مصر دولة مؤسسات وحريات نريد كرامة الشعب نريد مناخا يفجر طاقات المصريين نحو الإبداع وخلق دوله حديثة.
الرسالة الثالثة: إلى شعب مصر العظيم، أقول لهم إنكم تستحقون الحرية والكرامة والفخر ببلد عظيم اسمه، مصر أم الدنيا صانعة الحضارة، لقد أثبتت التجربة أن الذهب لا يمكن أن يتحول إلى نحاس مهما طال الزمن مهما حاول البعضن دفنه فى التراب، ولكن لابد أن نعلم أن للحرية والكرامة ثمنا لابد أن يدفعه الجميع، لابد أن نصمد ونتحمل الصعاب كل بما يستطيع الشباب دفع دمه وأنتم دفعتم من أمنكن وأرزاقكم الفاسدين والمفسدين وأبواقهم يراهنون على الضغط عليكم ودغدغة عواطفكم وحاجتكم. مصر فى حالة مخاض والمخاض يكون ممزوجا بآلام مبرحة ولكنها تحتمل لأن فى نهايتها يأتى المولود الجديد الذى يمسح كل الألم ويحدث الفرحة والسرور، لا تتركوا أحدا يراهن على آلام المخاض.
الرسالة الرابعة: إلى قوات مصر المسلحة أقول لهم
أنتم فخر هذه الأمة ومصدر عزتها وكرامتها، ونحن نركن ظهرنا عليكم تحية لكم من كل أبناء مصر لا تراهنوا على أحد وظلوا دائما كما عهدناكم.
الرسالة الخامسة: لرجال الشرطة والأمن فى مصر أقول لكم سامحكم الله أليس فيكم رجل رشيد؟ أليس 25 يناير هو عيدكم كيف سيحتفل المصريون بهذا العيد فى العام القادم.
هناك لوم وجرح عميق فى قلب الوطن لابد لكم أن تعيدوا ثقة الوطن فيكم لابد أن تثبتوا لكل مصرى ومصرية أنكم جديرون بثقتهم، طوروا أداءكم، عاملوا الناس باحترام وإنسانية أشيعوا الأمن والدفء فى قلوب أبناء شعبكم اجعلوا الشعب يحبكم ويقدركم ويحترمكم لا أن يرهبكم ويتجنبكم عليكم الكثير قيادات وأفرادا أتمنى لكم كل التوفيق انظروا إلى الأمام.
الرسالة السادسة: لسيادة الرئيس حسنى مبارك لا تجزع من أبنائك وبناتك هم لهم دين كبير فى عنقك لا أحد يستطيع أن يششكك فى وطنيتك ولا فى ما قدمته للوطن، كفاك ماقدمته فى حرب أكتوبر، لكن بطانة السوء وسوء الاختيار أوقعت مصر فى كوارث تتحملها أنت سياسيا وخلاقيا شلة المنتفعين وسرطان المصالح تغلغل فى كل الجسد، وبكل أسى شاء قدرك أن كنت رأس هذا الجسد فتحملت كل أسباب مرضه، شعب مصر لن يقبل إهانتك فأنت أحد رموز هذا الوطن لكن الجرح غائر والثمن فادح.
الرسالة الأخيرة: أقدمها لمن يسمون أنفسهم بالقوى السياسية: أنتم محتاجون إلى إعادة تأهيل وأرجوكم أن تتخلوا عن الانتهازية وأن تقدموا للوطن ما يثبت جدارتكم وأقول للإخوان المسلمين مصر دولة مدنية متدينة أرجوكم أن تساهموا مع الآخرين ولا تنقضوا على الآخرين أنا اتفهم معاناتكم الطويلة، ولكن لا يجب أن يدفع الشعب فاتورة تصفية الحسابات، وظفوا جهدكم فى بناء الثقة مع الجميع وخدمة الوطن لنعيش كلنا فى كرامة وحرية.
دكتور أحمد مبارك يكتب: رسائل إلى من يهمه الأمر
الإثنين، 07 فبراير 2011 03:44 م