هانى عزيز

جيش الأخلاق

الإثنين، 07 فبراير 2011 07:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الله الله يا جيش مصر العظيم.. حميتم العرين وصنعتم ملحمة إنسانية وأمنية أضافت حبة جديدة لحبات عقد انتصاراتكم الثمين، كنتم جاهزين لحظة أن ناداكم الوطن فلبيتم النداء وسطرتم صفحة فى سجل نجاحاتكم وأضفتم مجدا لسلة أمجادكم.

ما قمتم به منذ بداية أحداث يناير إنما يجب أن يدرس فى كيفية العمل العسكرى فى أوقات السلم، أما الحرب فأنتم سادتها باعتراف العالم أجمع منذ أن عبرتم حاجز اليأس فى أكتوبر 1973 وأما فى السلم فلكم فى تاريخ الحفاظ على الدولة المدنية المصرية الحديثة أمجادا وأمجادا، ما قمتم به ليس غريبا عليكم فنحن حتى اليوم نعيش على إرث ما قمتم به فى يوليو 1952، ليس هذا فحسب، فمن منا يمكن أن ينسى وقفتكم الرائعة فى أحداث 1977 أو فى أزمة الأمن المركزى 1986 ثم ما مرت به مصر خلال الأيام القليلة الماضية وفى كل مرة كنتم عند حسن الظن بكم، حفظتم شرف الجندية وأعليتم قيم العسكرية فاستحققتم نيل وسام الشرف.

إن ما مرت به مصر خلال الأسابيع الأولى من هذا العام هو فعلا جد خطير، دولة بتعداد الثمانين مليونا ويزيد، ستة وعشرون محافظة متناثرة على مساحة المليون كم مربع، ثورة شباب تسيطر على مختلف المدن، حالة من التحفز المحموم، فشل أمنى غير متوقع، هروب مساجين، تخبط فى كل مؤسسات الدولة، ظروف إقليمية محتقنة تحيط بالبلاد من كل جانب، موقف سياسى دولى مرتبط بوضع اقتصادى عالمى يراقب بقلق كل ما يحدث بالبلاد، فضائيات لا تغمض عينيها عن أية شاردة أو واردة، صراعات وقوى داخلية تتربص بنظام الحكم، كل هذا و أنت وحدك ، أيها الجيش العظيم، المسئول عن إدارة دفة الأمور، أى عظمة تلك التى تجعلك تقوم بكل المهام بدءا من توفير رغيف العيش مرورا بتوصيل الدواء وإغاثة الملهوف ونجدة المستغيث ووصولا لركوب الدبابة وحراسة البيت والمصنع والهيئة والمنشأة... أجل إنكم تستحقون أيها الجنود أن نقبل جباهكم، فقد حفظتم لنا وطنا كاد أن يضيع ورفعتم عنا شماتة المتربصين.

جرت العادة، عن حدوث مثل هذه الاضطرابات أن تستغل القوى العسكرية الفرصة فتعتلى سدة الحكم وكم من دول دخلت جيوشها قصور الحكم على فوهات الدبابات ولكن لأنك جيش مصر العظيم، مصنع الرجال، أبيتم إلا أن تحفظوا لمصر قيمتها وقدرها بين الأمم و تصونوا لها ديمقراطيتها بل وأفرزتم لها من بين جنباتكم رجالا يحملون راية المسئولية فى وقت عثراتها.

وعلى عكس الدنيا كلها، فمشهد مرور المدرعة فى المناطق المأهولة يثير فى نفوس الناس خشية و هلعا، لكن مدرعاتكم عندما تمر بالناس فى شوارع مصر المحروسة كانت تبعث فى النفوس الطمأنينة، نعم لقد حفرتم فى نفوس المصريين صورة مجيدة ستظل راسخة فى نفس كل طفل شعر بالرعب فى تلك الأيام الأليمة وكانت مدرعاتكم هى مبعث الأمان له.

إن مصر عن بكرة أبيها تدين لكم بالعرفان على هذا الجميل الكبير، فقد حفظتم قدر الكبير ولم تهينوا الصغير وتحملتم مهاما ليست مطلوبة منكم فى الأساس بصبر وأناه و حرص على إخراج الوطن من أزمته ولعل ما قالته وكالات الأنباء والفضائيات العالمية عن أدائكم الرفيع أثناء تلك المحنة ما يجعل قلمى عاجزا عن إضافة أى جديد.

لقد شهدت الأيام القليلة الماضية حالة من الانصهار بين الجنود والمواطنين تتعارض تماما وطبيعة المهمة التى تقومون بها ودقة الظرف الذى تعملون فيه ولكن، ولأنها عبقرية الجيش المصرى العظيم نجحتم وأظن أن هذه التجربة ستدرس فى الأكاديميات العسكرية كمنهاج لكيفية عمل الجيوش عند إدارة الأزمات حفظكم الله درعا و حصنا لهذا الوطن وعلينا كلنا أن نقف لكل فرد فيكم من أدنى رتبة إلى أعلى قيادة لنقول لكم جميعا "تعظيم سلام".

* أمين عام جمعية محبى مصر السلام






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة