الصحف الأمريكية: كاتبة أمريكية تنتقد سياسة بلادها الخارجية التى تقول ما لا تفعل.. ومبارك يشعر بالغضب والخيانة ويحاول مقاومة الضغوط والحفاظ على الوضع الحالى
الإثنين، 07 فبراير 2011 04:05 م
إعداد رباب فتحى
نيويورك تايمز:
فى تغير جديد للهجتها.. واشنطن تحذر من فوضى إثر خروج مبارك الفورى
وقالت الصحيفة إن تصريحات كلينتون كانت أكبر مؤشر على سعى الإدارة الأمريكية لتجنب الزج بمصر نحو حافة عدم الاستقرار، حتى وإن كان هذا على حساب مطلب المظاهرات الرئيسى والمتمثل فى رحيل مبارك الفورى.
وأشارت كلينتون إلى مواد الدستور المصرى، التى تقول إنه فى حالة تنحى الرئيس مبارك، ستعقد انتخابات لاختيار رئيس للبلاد فى غضون 60 يوما، وهو وقت قصير لا يسمح للحكومة ولا حتى للمعارضة بتنظيم عملية تصويت ذات مصداقية.
ورأت "نيويورك تايمز" أن تعليقات وزيرة الخارجية الأمريكية، والتى أدلت بها فى طريق عودتها إلى الوطن من مؤتمر موينخ، عكست ما يتردد خلف الأبواب المغلقة بين مسئولى الإدارة، وأيدت رأى فرانك ويزنر، المبعوث الأمريكى للقاهرة وهو أن مبارك أغلب الظن سيبقى فى السلطة لمزيد من الوقت.
النظام ضحى بعز لتجنب غضب المتظاهرين
* ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أن النظام المصرى ضحى بأحمد عز، رجل الأعمال الشهير وأمين تنظيم الحزب الوطنى السابق وتخلى عنه فى محاولة لتهدئة المتظاهرين لاسيما بعد أن وجه آلاف المصريون غضبهم ضد رموز الدولة أواخر الشهر الماضى، وأشعلوا النيران فى مراكز الشرطة، ومقرات الحزب الحاكم، ومبنى شركة عز، الذين أشعلوا فيه النار ثلاث مرات.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن عز، وهو صديق لمبارك الابن، مثل لسنوات طويلة تزاوج المال والسياسة والسلطة، فهو تحكم من ناحية، فى ثلثى سوق الحديد، وكان أمين تنظيم الحزب، وعضو فى البرلمان وأدان بالولاء للحزب الحاكم، وذهبت إلى أن الاستياء العام حيال الثروة التى استحوذ عليها هؤلاء الذين تدعمهم السياسة، كان المحرك الرئيسى الذى أشعل فتيل الانتفاضة التى تعيد بالفعل تشكيل معالم القوة.
ورأت "نيويورك تايمز" أن عالم عز سرعان ما انهار، بعدما ألقى النظام بطائلة اللوم عليه فى محاولة لإنقاذ نفسه من غضب المتظاهرين الجم، ويخضع الآن للتحقيق لاتهامه بالفساد، وتم تجميد أرصدته، وحرم من السفر. ورغم أنه أنكر الاتهامات الموجهة إليه بالفساد فى الماضى، إلا أن مكان وجوده لم يكن معلوما حتى أمس الأحد. وأشارت الصحيفة إلى أن اسمه كان محط للهتافات الساخرة فى ميدان التحرير، لأنه رمز لكل ما هو خطأ فى حكومة الرئيس مبارك.
"أحمد عز امتص دم الناس، فهو الرجل الوحيد الذى يستطيع بيع الحديد فى مصر، ويبيعه بثمن أكثر مما قد نستطيع الحصول عليه من الصين مثلا" هكذا أكد أسامة محمد عفيفى، وهو طالب انضم للمتظاهرين فى الميدان أمس الأحد.
وأضافت أن مصر فى عهد الرئيس مبارك كانت دولة تستطيع الثورة من خلالها شراء السلطة السياسية، وتستطيع السلطة السياسية شراء ثروات عظيمة، ومع صعوبة الحصول على الحقائق، رأى المصريون صعود طبقة ثرية ووجدوا أن الفساد والمحسوبية والتعامل الذاتى بدأ يستشرى كالوباء، وبات يمثله مجموعة من رجال الأعمال الأغنياء متحالفون مع جمال مبارك، إلى جانب مجموعة من أبرز الوزراء فى الحكومة، وأعضاء الحزب الحاكم.
"المجموعة التى أحاطت بجمال مبارك أصبحت الأكثر ثراءا فى الدولة بأكملها، فهم احتكروا كل شئ"، هكذا قالت هالة مصطفى، أستاذ العلوم السياسية التى استقالت من الحزب قبل أعوام، مشيرة إلى أن الأخير لم يكن ملتزما بإجراء الإصلاحات السياسية.
مبارك يشعر بالغضب والخيانة ويحاول مقاومة الضغوط والحفاظ على الوضع الحالى
* ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المسئولين المصريين والعرب والأوروبيين الذين تعاملوا مع الرئيس مبارك، يؤكدون أن مشاعره تفاوتت طيلة الأسبوع الماضى بين الغضب والتعرض للخيانة والألم دون الإفصاح عما يدور فى خلده، وقالت إن الرئيس الذى يعرف بتفضله للاستقرار عن أى شئ آخر، استجاب لدعوات المنادية باستقالته من قبل المسئولين الغربيين الذين طالما أعتقد أنهم على الأقل حلفاء إن لم يكونوا أصدقاء، بنفس طريقته المعتادة فى مقاومة التغيير، أو مثلما وصفها مسئول عربى "تمسكه بالوضع الراهن".
ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذا النفور العميق لإحلال التغيير، جنبا إلى جنب مع شعور الرئيس بالفخر واليقين أنه الشخص الوحيد القادر على توفير الاستقرار الذى يفضله كثيرا فى الدولة، باتا يحتلا مركز الصدارة فى الأزمة المصرية؛ الدراما النفسية مقابل الاشتباكات فى الشوارع.
وقال من ناحية أخرى، الرئيس الأمريكى، باراك أوباما فى مؤتمر عقد يوم الجمعة المنصرم إنه يعتقد أن الرئيس مبارك أقدم على "انفصال نفسى" من قبضته على منصبه، عندما أعلن أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن مسألة ما إذا كان الرئيس مبارك سيتخلى عن السلطة عن طيب خاطر، أو كيف ومتى سيفعل ذلك، دفعت فريق الأمن القومى فى الإدارة الأمريكية إلى إعادة تقييم إستراتيجيتهم فى أسلوب التعامل معه، لاسيما وأنه الآن مراقب باهتمام من قبل المتظاهرين المنددين بحكومته فى القاهرة، والعالم العربى، وحتى أعضاء حكومته.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين والمسئولين الأمريكيين والغربيين ليسوا متأكدين إلى أى مدى سيكون الرئيس مبارك قادرا على الاحتفاظ بمنصبه، فهناك تكهنات فى الولايات المتحدة والقاهرة تقول إن عمر سليمان، الذى عينه الرئيس نائبا له قل تسعة أيام هو المسئول الآن، خاصة بعدما أجرت الإدارة الأمريكية مفاوضات معه، وفقا للمسئولين الأمريكيين.
ومع ذلك، أكد سليمان والمسئولون المصريون أن كل ما يقومون به يفعلونه بناء على طلب من الرئيس، حتى وإن بدا أنه يدير أزمة البلاد.
تركيز "الجزيرة" على الأحداث فى مصر هدفه إتاحتها للمشاهد الأمريكى
* ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه برغم كل ما تعرضت له قناة "الجزيرة" القطرية لمنع بثها أمام المشاهد المصرى، ورغم إغلاق مكتبها فى القاهرة وسحب تراخيص كل العاملين بها، وتعرض مراسليها للاعتقال والمضايقات أثناء تغطيتهم للمظاهرات المندلعة فى القاهرة، إلا أن بث القناة المباشر لم يتوقف، ونقلت كلا من الجزيرة العربية والإنجليزية الأحداث التى اهتزت لها أرجاء الشرق الأوسط فى تونس ومصر، وبدرجة أقل اليمن والأردن والسودان إلى العالم، وذهبت الصحيفة الأمريكية إلى أن القناة ستستفيد كثيرا من وراء تغطيتها للمظاهرات، وهى الحقيقة التى لا تنكرها الشبكة.
وقالت الصحيفة إن الجزيرة تنشر إعلاناتها فى كبرى الصحف الأمريكية، وتعزز التقارير المباشرة قبضة الشبكة المحكمة بالأساس على الجمهور المتحدث بالعربية، فضلا عن أنها تدعم حجتها بأن موزعى الكابلات والأقمار الصناعية فى الولايات المتحدة الأمريكية ينبغى عليهم إتاحة النسخة الإنجليزية من القناة للمشاهد الأمريكى.
ورأت "نيويورك تايمز" أن الشعور بأداء مهمة عظيمة، وبملاحقة الفرصة، يهيمن على مبنى الجزيرة الذى يقع على مشارف الدوحة، ويدرك العاملين بها جيدا أنهم يواجهون تحديا كبيرا، سواء من الخصوم الذين يرغبون فى اختفاء القناة من على الهواء، أو من هؤلاء المتشككون فى موضوعية الشبكة التى تحظى بدعم أمير قطر.
ويعتقد الكثير من المراقبين أن توثيق المظاهرات على شاشة التليفزيون، يمكن الجزيرة من التأثير عليهم، ومن ثم توجه الشرق الأوسط نحو نسخة من الديمقراطية أثناء هذه العملية.
ومن جانبه، اعترف وضاح خنفر، المدير العام لفضائية الجزيرة، أن تغطية المتظاهرين طوال الوقت "يمنحنا زخما"، وأكد أن مهمة الشبكة هى دعم الديمقراطية، ولكنه أضاف قائلا "نحن لا نتبنى الثورة".
واشنطن بوست
كاتبة أمريكية تنتقد سياسة بلادها الخارجية التى تقول ما لا تفعل
* تحت عنوان "أفعال الولايات المتحدة لا تتسق مع كلمات الولايات المتحدة فى مصر"، انتقدت الكاتبة الأمريكية الشهيرة آن أبلبوم المسلك الذى تبنته سياسة بلادها الخارجية مع مصر فى ظل عهد إدارة الرئيس السابق جورج وبوش وإدارة الحالى باراك أوباما، وقالت إنه رغم استخدام وزيرتى الخارجية كوندليزا رايس وهيلارى كلينتون لخطاب حاد اللهجة للضغط على الحكومة المصرية مرة لإحلال الديمقراطية والأخرى لتطبيق بعض الإصلاحات السياسية، إلا أن ما يتبع الخطاب من أفعال لا يتسق دائما مع الكلام.
ودللت الكاتبة على هذا بالإشارة إلى خطاب رايس الشهير بشأن "الديمقراطية" أمام الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى يونيو عام 2005، الذى أعلنت خلاله أن "الولايات المتحدة لاحقت على مدار 60 عاما إحلال الاستقرار على حساب الديمقراطية فى الشرق الأوسط، ولكننا لم نحقق أى منهما..ولكن الآن ستتغير الأوضاع، فالانتخابات المصرية، وتشمل البرلمانية، ينبغى أن توفى بالمعايير الموضوعية التى تعرف كل الانتخابات الحرة. جماعات المعارضة يجب أن يشعروا بالحرية للحضور والمشاركة والتحدث إلى وسائل الإعلام، والتصويت ينبغى أن يجرى دون عنف أو ترهيب"، مشيرة إلى أن "الحرية والديمقراطية تعدا الأفكار الوحيد القادرة على التغلب على الكراهية والانقسام والعنف".
ومضت أبلوم تقول إن كلينتون صاغت خطابها بشكل مختلف فهى الأخرى تحدثت عن الانتخابات الحرة، و"الإدارة الجيدة وسيادة القانون واستقلال النظام القضائى، وشفافية وحرية الصحافة، وقوة الأحزاب السياسية، وحماية جميع حقوق الأقليات". وأشارت وزيرة الخارجية إلى أن بعض الزعماء فى المنطقة "يخشون من أن السماح بالمزيد من الحرية سيؤدى إلى الفوضى والمصائب". ولكن شأنها شأن رايس، تحدثت كلينتون عن العكس "إذا أثبت أحداث الأسابيع الماضية أى شئ، فهو أن الحكومات التى تحرم شعوبها باستمرار من الحرية والفرص، هم من يفتحون فى النهاية الباب إلى عدم الاستقرار".
ورأت الكاتبة أن ما تلى الخطابين يعكس كيفية مجرى السياسة الخارجية الأمريكية، فبعد وقت ليس بطويل من خطاب رايس، بدأت الإدارة الأمريكية تغض الطرف عن "أجندة الحرية"، على الأقل علنيا، وبعد خطاب كلينتون، قبلت هى وأوباما، لاسيما وأنهما يريدان الابتعاد عن سياسة نظرائهما المثيرة للجدل، الانتخابات المزورة فى نوفمبر الماضى دون أى تعليق من جانبهما.
ودعت الكاتبة فى نهاية مقالها، الإدارة الأمريكية إلى ملاحقة المسار العربى، مشيرة إلى أن هذا ليس فقط صحيحا من الناحية الأخلاقية، وإنما لأنه عملى وبراجماتى "تعالوا إلى الثورة، فربما تؤتى ثمارا".
لوس أنجلوس تايمز
الحياة تعود جزئيا إلى طبيعتها فى القاهرة
* ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أنه برغم استمرار المظاهرات المناوئة للنظام المصرى فى ميدان التحرير، عادت الحياة جزئيا إلى أوصال العاصمة بعد أن توقفت لأكثر من أسبوع تزامنا مع مظاهرات "الغضب" التى اجتاحت شتى أنحاء البلاد.
ورصدت الصحيفة الأمريكية كيف جلس الرجال يحتسون الشاى أمام متاجرهم، وعادت السيارات تتنافس فى الشوارع المكتظة، وفتحت المقاهى أبوابها التى امتلأت بدخان الشيشة ورائحة الشاورما الشهية، ونزلت الفتيات إلى الشوارع وقد انهمكن فى حديث جانبى، وتوجه كثيرون إلى البنوك التى فتحت أبوابها مؤخرا.
ونقلت الصحيفة عن محمد محمود، أحد الشباب فى منطقة الدقى "الناس بدأت تعود إلى ما كانت تفعله قبل حدوث كل هذا" مشيرا إلى أنهم اعتادوا على ما يبدو على وجود المتظاهرين فى ميدان التحرير مطالبين بتنحى الرئيس مبارك.
وأضاف قائلا "يذهب بعض الأشخاص إلى المظاهرات، وآخرون يذهبون إلى العمل، وهذا لا يعوق على الإطلاق أى شئ، ولكن فى نهاية المطاف، سيبقون هناك وحدهم، وسيكونون بمعزل عن باقية الدولة".
وأشارت "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن شوارع القاهرة عادت نسبيا إلى طبيعتها، ورغم أن معظم المدارس والجامعات لا تزال مغلقة، إلا أن مئات البنوك فتحت أبوابها وعاد أعداد كبيرة من الناس إلى عملهم، وذهبت إلى أن الكثير من المواطنين خارج الميدان، المتخوفين من العنف وعمليات السلب والنهب التى انتشرت الأسبوع الماضى، بدوا وأنهم على استعداد للسماح للرئيس مبارك بالبقاء فى السلطة حتى سبتمبر المقبل إذا كان هذا معناه عودة أمن واستقرار البلاد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز:
فى تغير جديد للهجتها.. واشنطن تحذر من فوضى إثر خروج مبارك الفورى
وقالت الصحيفة إن تصريحات كلينتون كانت أكبر مؤشر على سعى الإدارة الأمريكية لتجنب الزج بمصر نحو حافة عدم الاستقرار، حتى وإن كان هذا على حساب مطلب المظاهرات الرئيسى والمتمثل فى رحيل مبارك الفورى.
وأشارت كلينتون إلى مواد الدستور المصرى، التى تقول إنه فى حالة تنحى الرئيس مبارك، ستعقد انتخابات لاختيار رئيس للبلاد فى غضون 60 يوما، وهو وقت قصير لا يسمح للحكومة ولا حتى للمعارضة بتنظيم عملية تصويت ذات مصداقية.
ورأت "نيويورك تايمز" أن تعليقات وزيرة الخارجية الأمريكية، والتى أدلت بها فى طريق عودتها إلى الوطن من مؤتمر موينخ، عكست ما يتردد خلف الأبواب المغلقة بين مسئولى الإدارة، وأيدت رأى فرانك ويزنر، المبعوث الأمريكى للقاهرة وهو أن مبارك أغلب الظن سيبقى فى السلطة لمزيد من الوقت.
النظام ضحى بعز لتجنب غضب المتظاهرين
* ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أن النظام المصرى ضحى بأحمد عز، رجل الأعمال الشهير وأمين تنظيم الحزب الوطنى السابق وتخلى عنه فى محاولة لتهدئة المتظاهرين لاسيما بعد أن وجه آلاف المصريون غضبهم ضد رموز الدولة أواخر الشهر الماضى، وأشعلوا النيران فى مراكز الشرطة، ومقرات الحزب الحاكم، ومبنى شركة عز، الذين أشعلوا فيه النار ثلاث مرات.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن عز، وهو صديق لمبارك الابن، مثل لسنوات طويلة تزاوج المال والسياسة والسلطة، فهو تحكم من ناحية، فى ثلثى سوق الحديد، وكان أمين تنظيم الحزب، وعضو فى البرلمان وأدان بالولاء للحزب الحاكم، وذهبت إلى أن الاستياء العام حيال الثروة التى استحوذ عليها هؤلاء الذين تدعمهم السياسة، كان المحرك الرئيسى الذى أشعل فتيل الانتفاضة التى تعيد بالفعل تشكيل معالم القوة.
ورأت "نيويورك تايمز" أن عالم عز سرعان ما انهار، بعدما ألقى النظام بطائلة اللوم عليه فى محاولة لإنقاذ نفسه من غضب المتظاهرين الجم، ويخضع الآن للتحقيق لاتهامه بالفساد، وتم تجميد أرصدته، وحرم من السفر. ورغم أنه أنكر الاتهامات الموجهة إليه بالفساد فى الماضى، إلا أن مكان وجوده لم يكن معلوما حتى أمس الأحد. وأشارت الصحيفة إلى أن اسمه كان محط للهتافات الساخرة فى ميدان التحرير، لأنه رمز لكل ما هو خطأ فى حكومة الرئيس مبارك.
"أحمد عز امتص دم الناس، فهو الرجل الوحيد الذى يستطيع بيع الحديد فى مصر، ويبيعه بثمن أكثر مما قد نستطيع الحصول عليه من الصين مثلا" هكذا أكد أسامة محمد عفيفى، وهو طالب انضم للمتظاهرين فى الميدان أمس الأحد.
وأضافت أن مصر فى عهد الرئيس مبارك كانت دولة تستطيع الثورة من خلالها شراء السلطة السياسية، وتستطيع السلطة السياسية شراء ثروات عظيمة، ومع صعوبة الحصول على الحقائق، رأى المصريون صعود طبقة ثرية ووجدوا أن الفساد والمحسوبية والتعامل الذاتى بدأ يستشرى كالوباء، وبات يمثله مجموعة من رجال الأعمال الأغنياء متحالفون مع جمال مبارك، إلى جانب مجموعة من أبرز الوزراء فى الحكومة، وأعضاء الحزب الحاكم.
"المجموعة التى أحاطت بجمال مبارك أصبحت الأكثر ثراءا فى الدولة بأكملها، فهم احتكروا كل شئ"، هكذا قالت هالة مصطفى، أستاذ العلوم السياسية التى استقالت من الحزب قبل أعوام، مشيرة إلى أن الأخير لم يكن ملتزما بإجراء الإصلاحات السياسية.
مبارك يشعر بالغضب والخيانة ويحاول مقاومة الضغوط والحفاظ على الوضع الحالى
* ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المسئولين المصريين والعرب والأوروبيين الذين تعاملوا مع الرئيس مبارك، يؤكدون أن مشاعره تفاوتت طيلة الأسبوع الماضى بين الغضب والتعرض للخيانة والألم دون الإفصاح عما يدور فى خلده، وقالت إن الرئيس الذى يعرف بتفضله للاستقرار عن أى شئ آخر، استجاب لدعوات المنادية باستقالته من قبل المسئولين الغربيين الذين طالما أعتقد أنهم على الأقل حلفاء إن لم يكونوا أصدقاء، بنفس طريقته المعتادة فى مقاومة التغيير، أو مثلما وصفها مسئول عربى "تمسكه بالوضع الراهن".
ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذا النفور العميق لإحلال التغيير، جنبا إلى جنب مع شعور الرئيس بالفخر واليقين أنه الشخص الوحيد القادر على توفير الاستقرار الذى يفضله كثيرا فى الدولة، باتا يحتلا مركز الصدارة فى الأزمة المصرية؛ الدراما النفسية مقابل الاشتباكات فى الشوارع.
وقال من ناحية أخرى، الرئيس الأمريكى، باراك أوباما فى مؤتمر عقد يوم الجمعة المنصرم إنه يعتقد أن الرئيس مبارك أقدم على "انفصال نفسى" من قبضته على منصبه، عندما أعلن أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن مسألة ما إذا كان الرئيس مبارك سيتخلى عن السلطة عن طيب خاطر، أو كيف ومتى سيفعل ذلك، دفعت فريق الأمن القومى فى الإدارة الأمريكية إلى إعادة تقييم إستراتيجيتهم فى أسلوب التعامل معه، لاسيما وأنه الآن مراقب باهتمام من قبل المتظاهرين المنددين بحكومته فى القاهرة، والعالم العربى، وحتى أعضاء حكومته.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين والمسئولين الأمريكيين والغربيين ليسوا متأكدين إلى أى مدى سيكون الرئيس مبارك قادرا على الاحتفاظ بمنصبه، فهناك تكهنات فى الولايات المتحدة والقاهرة تقول إن عمر سليمان، الذى عينه الرئيس نائبا له قل تسعة أيام هو المسئول الآن، خاصة بعدما أجرت الإدارة الأمريكية مفاوضات معه، وفقا للمسئولين الأمريكيين.
ومع ذلك، أكد سليمان والمسئولون المصريون أن كل ما يقومون به يفعلونه بناء على طلب من الرئيس، حتى وإن بدا أنه يدير أزمة البلاد.
تركيز "الجزيرة" على الأحداث فى مصر هدفه إتاحتها للمشاهد الأمريكى
* ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه برغم كل ما تعرضت له قناة "الجزيرة" القطرية لمنع بثها أمام المشاهد المصرى، ورغم إغلاق مكتبها فى القاهرة وسحب تراخيص كل العاملين بها، وتعرض مراسليها للاعتقال والمضايقات أثناء تغطيتهم للمظاهرات المندلعة فى القاهرة، إلا أن بث القناة المباشر لم يتوقف، ونقلت كلا من الجزيرة العربية والإنجليزية الأحداث التى اهتزت لها أرجاء الشرق الأوسط فى تونس ومصر، وبدرجة أقل اليمن والأردن والسودان إلى العالم، وذهبت الصحيفة الأمريكية إلى أن القناة ستستفيد كثيرا من وراء تغطيتها للمظاهرات، وهى الحقيقة التى لا تنكرها الشبكة.
وقالت الصحيفة إن الجزيرة تنشر إعلاناتها فى كبرى الصحف الأمريكية، وتعزز التقارير المباشرة قبضة الشبكة المحكمة بالأساس على الجمهور المتحدث بالعربية، فضلا عن أنها تدعم حجتها بأن موزعى الكابلات والأقمار الصناعية فى الولايات المتحدة الأمريكية ينبغى عليهم إتاحة النسخة الإنجليزية من القناة للمشاهد الأمريكى.
ورأت "نيويورك تايمز" أن الشعور بأداء مهمة عظيمة، وبملاحقة الفرصة، يهيمن على مبنى الجزيرة الذى يقع على مشارف الدوحة، ويدرك العاملين بها جيدا أنهم يواجهون تحديا كبيرا، سواء من الخصوم الذين يرغبون فى اختفاء القناة من على الهواء، أو من هؤلاء المتشككون فى موضوعية الشبكة التى تحظى بدعم أمير قطر.
ويعتقد الكثير من المراقبين أن توثيق المظاهرات على شاشة التليفزيون، يمكن الجزيرة من التأثير عليهم، ومن ثم توجه الشرق الأوسط نحو نسخة من الديمقراطية أثناء هذه العملية.
ومن جانبه، اعترف وضاح خنفر، المدير العام لفضائية الجزيرة، أن تغطية المتظاهرين طوال الوقت "يمنحنا زخما"، وأكد أن مهمة الشبكة هى دعم الديمقراطية، ولكنه أضاف قائلا "نحن لا نتبنى الثورة".
واشنطن بوست
كاتبة أمريكية تنتقد سياسة بلادها الخارجية التى تقول ما لا تفعل
* تحت عنوان "أفعال الولايات المتحدة لا تتسق مع كلمات الولايات المتحدة فى مصر"، انتقدت الكاتبة الأمريكية الشهيرة آن أبلبوم المسلك الذى تبنته سياسة بلادها الخارجية مع مصر فى ظل عهد إدارة الرئيس السابق جورج وبوش وإدارة الحالى باراك أوباما، وقالت إنه رغم استخدام وزيرتى الخارجية كوندليزا رايس وهيلارى كلينتون لخطاب حاد اللهجة للضغط على الحكومة المصرية مرة لإحلال الديمقراطية والأخرى لتطبيق بعض الإصلاحات السياسية، إلا أن ما يتبع الخطاب من أفعال لا يتسق دائما مع الكلام.
ودللت الكاتبة على هذا بالإشارة إلى خطاب رايس الشهير بشأن "الديمقراطية" أمام الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى يونيو عام 2005، الذى أعلنت خلاله أن "الولايات المتحدة لاحقت على مدار 60 عاما إحلال الاستقرار على حساب الديمقراطية فى الشرق الأوسط، ولكننا لم نحقق أى منهما..ولكن الآن ستتغير الأوضاع، فالانتخابات المصرية، وتشمل البرلمانية، ينبغى أن توفى بالمعايير الموضوعية التى تعرف كل الانتخابات الحرة. جماعات المعارضة يجب أن يشعروا بالحرية للحضور والمشاركة والتحدث إلى وسائل الإعلام، والتصويت ينبغى أن يجرى دون عنف أو ترهيب"، مشيرة إلى أن "الحرية والديمقراطية تعدا الأفكار الوحيد القادرة على التغلب على الكراهية والانقسام والعنف".
ومضت أبلوم تقول إن كلينتون صاغت خطابها بشكل مختلف فهى الأخرى تحدثت عن الانتخابات الحرة، و"الإدارة الجيدة وسيادة القانون واستقلال النظام القضائى، وشفافية وحرية الصحافة، وقوة الأحزاب السياسية، وحماية جميع حقوق الأقليات". وأشارت وزيرة الخارجية إلى أن بعض الزعماء فى المنطقة "يخشون من أن السماح بالمزيد من الحرية سيؤدى إلى الفوضى والمصائب". ولكن شأنها شأن رايس، تحدثت كلينتون عن العكس "إذا أثبت أحداث الأسابيع الماضية أى شئ، فهو أن الحكومات التى تحرم شعوبها باستمرار من الحرية والفرص، هم من يفتحون فى النهاية الباب إلى عدم الاستقرار".
ورأت الكاتبة أن ما تلى الخطابين يعكس كيفية مجرى السياسة الخارجية الأمريكية، فبعد وقت ليس بطويل من خطاب رايس، بدأت الإدارة الأمريكية تغض الطرف عن "أجندة الحرية"، على الأقل علنيا، وبعد خطاب كلينتون، قبلت هى وأوباما، لاسيما وأنهما يريدان الابتعاد عن سياسة نظرائهما المثيرة للجدل، الانتخابات المزورة فى نوفمبر الماضى دون أى تعليق من جانبهما.
ودعت الكاتبة فى نهاية مقالها، الإدارة الأمريكية إلى ملاحقة المسار العربى، مشيرة إلى أن هذا ليس فقط صحيحا من الناحية الأخلاقية، وإنما لأنه عملى وبراجماتى "تعالوا إلى الثورة، فربما تؤتى ثمارا".
لوس أنجلوس تايمز
الحياة تعود جزئيا إلى طبيعتها فى القاهرة
* ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أنه برغم استمرار المظاهرات المناوئة للنظام المصرى فى ميدان التحرير، عادت الحياة جزئيا إلى أوصال العاصمة بعد أن توقفت لأكثر من أسبوع تزامنا مع مظاهرات "الغضب" التى اجتاحت شتى أنحاء البلاد.
ورصدت الصحيفة الأمريكية كيف جلس الرجال يحتسون الشاى أمام متاجرهم، وعادت السيارات تتنافس فى الشوارع المكتظة، وفتحت المقاهى أبوابها التى امتلأت بدخان الشيشة ورائحة الشاورما الشهية، ونزلت الفتيات إلى الشوارع وقد انهمكن فى حديث جانبى، وتوجه كثيرون إلى البنوك التى فتحت أبوابها مؤخرا.
ونقلت الصحيفة عن محمد محمود، أحد الشباب فى منطقة الدقى "الناس بدأت تعود إلى ما كانت تفعله قبل حدوث كل هذا" مشيرا إلى أنهم اعتادوا على ما يبدو على وجود المتظاهرين فى ميدان التحرير مطالبين بتنحى الرئيس مبارك.
وأضاف قائلا "يذهب بعض الأشخاص إلى المظاهرات، وآخرون يذهبون إلى العمل، وهذا لا يعوق على الإطلاق أى شئ، ولكن فى نهاية المطاف، سيبقون هناك وحدهم، وسيكونون بمعزل عن باقية الدولة".
وأشارت "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن شوارع القاهرة عادت نسبيا إلى طبيعتها، ورغم أن معظم المدارس والجامعات لا تزال مغلقة، إلا أن مئات البنوك فتحت أبوابها وعاد أعداد كبيرة من الناس إلى عملهم، وذهبت إلى أن الكثير من المواطنين خارج الميدان، المتخوفين من العنف وعمليات السلب والنهب التى انتشرت الأسبوع الماضى، بدوا وأنهم على استعداد للسماح للرئيس مبارك بالبقاء فى السلطة حتى سبتمبر المقبل إذا كان هذا معناه عودة أمن واستقرار البلاد.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة