دقوا عليك الباب فى عنف.. تصاعدت معه دقات قلبك...
قامت المدينة بأكملها فى غضب هادر..على رجل واحد..هو أنت...
بطلهم الأول.. صانع الأقفال...
لا تعرف كيف تحولت فجأة من بطل.. إلى مُطارد..
ولا تعرف كيف تحول من حملوك فخراً على الأعناق بالأمس إلى هدف واحد.. هو قطع عنقك...
كل ما تعرفه أنك على بعد خطوة من الموت على أيديهم.. بلا رحمة...
كأنك أنت.. بأقفالك وأصفادك...
كأنك أنت من صلبت المسيح...
وكأنك أنت من أضل اليهود.. وأغرق قوم نوح...
وكأنك أنت من أشعل كل الحروب.. وأهدر الدماء...
وكانك أنت من ارتكب كل خطايا الأرض...
رغم أنك لم تفعل شيئاً.. سوى صناعة الأقفال...
يتصاعد غضبهم.. يحطمون الأبواب.. يجذبونك بقسوة للخارج.. تغلق عينيك.. وتتنتظر الموت...
يصلبونك.. بأقفالك... ويقذفونك بأقفالك.. ومن بين دمائك التى سالت.. تسمع هتافاتهم...
" اقتلوه.. صانع الأقفال اللعين..."
" نشر الخوف وسرق حريتنا.. أقفاله كانت قيوداً لنا..."
تستمع وتستمع.. تبتسم شفتاك فى سخرية وألم...
تتناثر آخر قطرات دمائك.. ويستكين الجسد...
يصيح الناس حولك.. وتعلوا ضحكات الانتصار...
يجمعون كل أقفالك حولك.. ويحرقونك معها.. تلتهمك النيران.. كما تلتهم مصنعك بجوارك..
يبقى الرماد.. وتصعد أنت.. فى طريقك للعودة...
دامت لذة الانتصار أياماً قلائل.. افتقد أحدهم بعدها أقفاله.. وفقد آخر كنوزه.
غرقت المدينة فى النهب والأسر والسبى...
يمضون فى ذعر.. يبحثون عن صانع جديد للأقفال...
يخرج إليهم.. يهللون.. يهتفون باسمه.. ويحملونه على الأعناق..
يلقبونه بالمنقذ.. ويشيدون مصنعاً ضخما يليق بالبطل.. صانع الأقفال الجديد..
سريعاً ما ينتهى الاحتفال.. يغلق باب المصنع عليه..
يحمل الفأس.. ويبدأ فى حفر سرداب للهروب..
فى يوم آخر...
