اليوم فقط أستطيع أن أعلنها بشكل صريح وبفخر، إننى أنتمى إلى عضوية الحزب الوطنى الديقراطى، اليوم فقط بعد أن فقد الحزب الكثير من مميزاته التى كان يتمتع بها فى الماضى، فالوطنى اليوم لم يعد هو الوطنى أمس، لا بقياداته ولا سياساته.. فاليوم تحول فعلا إلى حزب سياسى حقيقى سيسعى إلى إثبات وجوده وسط القوى السياسية الجديدة، التى شهدت تغيرا جذريا فى مفهومها ومنظومتها فى أعقاب ثورة شباب 25 يناير.
ثورة الشباب لم تعد قاصرة على المعارضة، وإنما امتدت إلى شرايين الحزب الوطنى، وهذا ليس ذما ولا قدحا فى قياداته المستقيلة، ولا مدحا فى قياداته الجديدة، لكنى على يقين بأن الحزب مقبل على مرحلة التنافسية السياسية الشريفة التى يستطيع من خلالها إثبات أنه حزب قوى، أو ينضوي خلف أشباح الماضى.. تلك هى الانطلاقة التى كنت أتمناها منذ فترة لهذا الحزب الذى انضممت له دون أن أقطف أيا من مزاياها التى تحدث الكثيرون عنها.
اليوم وليس غدًا يجب أن تكون الانطلاقة الحقيقية للحزب، التى تعتمد على فكر جديد فعلا وليس شعارا، فكر يقوده إلى ثورة تجمع شتاته الذى بدا يتفرق، وأظن أنه سيستمر فى التفرق، فمن استفادوا من هذا الحزب وسط قوته أظنهم سيلهثون هربا منه الآن، بحثا عن حضن سياسى آخر يضمهم لكى يستكملوا ما جنوه من مكاسب، وإن كنت أظن أن هؤلاء قد فضحت تحركاتهم التى لن تنطلى على أحد من شعب مصر الذى فاق مؤخرا، واختار التغيير شعارا له، تغيير لا يقتصر على النظام فقط، وإنما يمتد لكل مؤسسات الدولة سواء الحاكمة أو المعارضة، فالمعادلة السياسية الآن تغيرت، وأصبح الشباب هم المحرك الرئيسى لأى ثورة تغيير.
شباب التغيير إنهم الرسالة التى يجب أن يعيها قيادات الحزب الجدد، فهم مقبلون على مرحلة من أشد المراحل خطورة بالنسبة لهم، مرحلة قد تدفع الحزب من سدة الحكم إلى قلب المعارضة، وهو ما يستدعى إعادة بناء الحزب داخليا، من خلال السياسات والأشخاص، وأن يكون الحوار هو الوسيلة المثلى لإدارة النقاش داخله، وأن يعمل الحزب على استيعاب كل الآراء بداخله، خاصة آراء الشباب ممن سيكون لهم الكلمة مستقبلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة