استعرضت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية رأى عدد من أبرز الخبراء الأمريكيين المعنيين بالأوضاع فى مصر والمتوقع بعد رحيل الرئيس مبارك.
وقالت ميشيل دون، الباحثة فى معهد كارنيجى للسلام الدولى، والمحررة فى نشرة الإصلاح العربى، إنه بعد تسليم الرئيس مبارك للسلطة المخولة إليه، ينبغى على الحكومة الانتقالية الإشراف على عملية إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة فى من غضون ستة إلى تسعة أشهر، كما يتعين عليها إشراك الرموز البارزة فى حكومة مبارك، من قضاة وأعضاء فى أحزاب المعارضة.
ومضت الباحثة تقول، إنه ينبغى حل البرلمان الذى أنتخب أغلب أعضائه بالتزوير، على أن يكون هذا آخر القرارات التى يصدرها مبارك كرئيس للبلاد، وإن يحظر استخدام قانون الطوارئ الذى وضع عام 1981، وإن تشكل جمعية دستورية مؤلفة من قضاة ورموز المجتمع المدنى تعمل على وضع مشروع لتعديلات دستورية هامة من شأنها تخفيف شروط الأهلية للترشح للرئاسة ولتشكيل الأحزاب السياسية، ووضع حدود لفترة الحكم، ولتشكيل لجنة مستقلة ذات مصداقية لإدارة الانتخابات.
وأضافت، أن هذا السيناريو مثالى، وأن التطورات الفعلية ليس من المرجح أن تتكشف بهذه السهولة، ولكن يبقى أهم شىء أن تتحرك مصر نحو نظام سياسى ديمقراطى بدلاً من النظام العسكرى المطبق.
ويرى جون بولتون، السفير الأمريكى إلى الأمم المتحدة من أغسطس عام 2005 إلى ديسمبر عام 2006، والباحث فى معهد "إنتربرايز" الأمريكى، أن المطالب الشعبية بمغادرة الرئيس مبارك الفورية ستستمر وتنتشر أكثر من ذلك، رغم أنه حافظ على السلام مع إسرائيل وعلى تحالفه مع الولايات المتحدة طيلة 30 عاماً.
غير أن الجميع سيتذكر كيف تعاملنا مع الرئيس المستبد كورقة تم استغلالها على حسابنا وعلى حساب إسرائيل والأنظمة العربية الصديقة و"حلفائنا" عالمياً.
من الناحية النظرية، بالطبع تؤيد واشنطن الديمقراطية، ولكن الدعوة لها لا ترقى إلى مستوى تحقيقها، فالإرهابيون والشموليون يتنكرون فى صورة أحزاب سياسية ولكنهم ليسوا ديمقراطيين، الديمقراطية هى طريقة حياة، وليس مجرد عملية فرز أصوات من شأنها أن تؤدى مرة أخرى إلى حكم مستبد، كما هو الحال الآن فى روسيا ولبنان.
وأضاف الكاتب، قائلاً إن النظام الحقيقى فى مصر هو المؤسسة العسكرية التى ينبغى عليها إعادة الاستقرار، محلياً وفى الشرق الأوسط، لتسمح بذلك بالتقدم نحو ثقافة ديمقراطية حقيقية، وفكرة أن الانتخابات الفورية ستكون الأفضل لمصر، مضللة، فالأفضل أن تستأنفها عندما يكون الديمقراطيون الحقيقيون، وليس فقط الإخوان المسلمين مستعدون.
وأكد بولتون، أن المبادئ الأخلاقية والفلسفية فى السياسات الدولية يمكن أن تتصادم مثل أى شىء آخر فى حياتنا اليومية، الأمر الذى يستلزم فى بعض الأحيان اتخاذ خيارات مؤلمة، وملاحقة قيمة أو مبدأ واحد على أمل أن توضع جميع المبادئ فى نصابها الصحيح فى نهاية المطاف، تفكيراً غير واقعى.
ويقول نيوت جينجرتش، رئيس مجلس النواب منذ 1995 وحتى 1999، أن هدف الولايات المتحدة الرئيسى ينبغى أن يتقلص فى تجنب نقاط الضعف والارتباك وخداع الذات والخجل التى دفعت إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق، جيمى كارتر لإضعاف معنويات الجيش الإيرانى وتحويل حليف للولايات المتحدة إلى عدو، وقال إن خطأ الضعف هذا عرض الولايات المتحدة للخطر على مدار الـ32 عاماً المنصرمة.
وأشار جينجرتش إلى أن حكومة تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين سيكون كارثة من الدرجة الأولى، فشارة الإخوان سيفين تحت القرآن الكريم، وشعارهم هو "الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا".
واشنطن بوست: وصول الإخوان للحكم فى مصر كارثة بالنسبة لأمريكا
الأحد، 06 فبراير 2011 03:32 م
مرشد الإخوان محمد بديع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة