قال المفكر الأمريكى البارز نعوم تشومسكى، إن الولايات المتحدة لا تخشى الإسلام السياسى، وإنما تخشى من استقلال الدول العربية. وأوضح المفكر الشهير فى مقاله بصحيفة الجارديان إن طبيعة الأنظمة السياسية التى تدعمها أمريكا فى العالم العربى تظل ثانوية حتى تتغير الأوضاع فى هذه الدول وتسعى شعوبها إلى تحطيم القيد الذى يطوقها.
ويرى تشومسكى أن الانتفاضة الدراماتيكية التى شهدتها تونس أدت إلى خلق حاكمها المستبد المدعوم من الغرب، وفى مصر تمكن المتظاهرون من التغلب على وحشية شرطة رئيسهم الديكتاتور. ويرفض المقارنة بين ما يحدث فى العالم العربى، وبين الإطاحة بالاتحاد السوفيتى فى عام 1989، ويقول إن هناك اختلافات مهمة، ففى الدول العربية لم يكن هناك نظير لميخائيل جورباتشوف الذى دعمه الغرب فى روسيا، بل إن واشنطن وحلفاءها تمسكوا بمبدأ أن الديمقراطية مقبولة بقدر ما تتفق مع الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية. فهى مقبولة فى بلد العدو، إلى نقطة معينة، ولكن غير مقبولة فى ساحتها الخلفية ما لم يتم ترويضها.
ورأى الكاتب أن أمريكا تعاملت مع الرئيس حسنى مبارك بنفس الطريقة التى تعاملت معها مع ماركوس فى الفلبين وسوهارتو فى أندونيسيا وغيره. ويوضح المفكر المنتقد للسياسة الخارجية الأمريكية أن هناك مفهوما شائعا بين المثقفين يقوم على أساس أن الخوف من الإسلام السياسى يتطلب معارضة الديمقراطية، لكن استقلال الدول وليس الإسلام السياسى ظل دائماً خطراً يهدد الغرب، والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة دعمت الإسلاميين المتطرفين لمواجهة خطر القومية العلمانية فى بعض الأحيان، وبرهن تشومسكى على ذلك بالسعودية التى يصفها بأنها "المركز الأيدولوجى للإسلام المتطرف والإرهاب الإسلامى".
نعوم تشومسكى: الاستقلال وليس الإسلام السياسى هو ما يخشاه الغرب
الأحد، 06 فبراير 2011 05:40 م
المفكر الأمريكى البارز نعوم تشومسكى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة