عندما انتفض الشعب، وثار، وخرج عن بكرة أبيه ليقول كلمته بعد ليل طال وصمت كأنه الموات وحدث ما حدث من انسحاب غريب ومريب للأمن فخرج من خرج من السجن بسهولةه ويسر.. وحمل من حمل السلاح ليروع به الآمنين، واحترقت أبنية ومنشآت ونهبت بنوك ومحال وأصبحت الساحة خالية لكل عابث ومسجل شرير ليقول هو الآخر كلمته فى غياب من كان يحرس، وفى وجود ثوار لم يتخيلوا أن تكون انتفاضتهم الشريفة هى بوابة يعبر منها أردأ فئة من فئات شعب صابر جميل.. أقول إن كانت الأمور سارت كذلك، وتم تلافيها باللجان الشعبية وتعزيز قوات الجيش ونزول قوات الشرطة شيئا بعد شىء.. فهذا موضوع أمنى بحت له ظروفه وسيتم إيضاحه تماما بعد حين حتى يكون عبرة لكل مسئول فيعلم أن المسئولية ليست كرسيا وثير وحرس بل هناك عقاب مؤلما فى انتظاره لو توانى لحظة عن مسئوليته.. أما الحزب الذى يضم قرابة الثلاثة ملايين ونصف وبه قاده شامخون كمقولة الأمين العام اكتشفنا أنه كان حزبا تليفزيونيا ليس له واقع فعلى فى الحدث كله.. كان أكذوبة نمت وترعرت بفضل أكاذيب كبرى ومغالطات فجة وممارسات بهلوانية مؤسفة على يديه وبفضل لجنة السياسات فيه تحول الوطن كله إلى أملاك مجزئة للكبراء فيه بأساليب لا يفعلها العدو! ثم أين هى الوزارات والمؤسسات التى صدعوا بها رؤوسنا عن وجودها وكبرها وتمركزها وانتشارها ولم نر منها شيئا.. الصحة فاشلة بامتياز فلقد كانت المستشفيات غير مستعدة بما يكفى لأى حدث حتى لو كان الحدث هو مشاجرة عادية بين أربعه أفراد!.. فلا إمكانيات ولا أدوية ولا حتى مشرفين بحجم الذى جرى.. وزارة الإعلام التى ترنحت بين أن تقول أو لا تقول.. مع الشعب الثائر أم فى انتظار الملقن الذى يلقنهم كالعادة! فاعتبرناها، كشعب، لا وجود لها ولا شأن ولا معرفة بالأعلام الحرفى الذى كنا نلهث وراء أخباره الكثيرة وتواجده الفاعل بمشاهده الحية الكثيرة على نطاق الجمهورية كلها بمراسليه غير العاديين ثقافة وإنجازا وتحركا وحراكا وتحاورا واعيا مع الخبراء والمثقفين والمحللين والقانونيين والناشطين الذين تمت استضافتهم وسط كل هذا الذى جرى وبأسرع ما يمكن من قلب الحدث كالجزيرة والعربية والـbbc وقبل أن يقول أحد عن أنهم كان يروجون الشائعات أرد، فأقول وما هو دور الأعلام الرائد، كما زعموا سنوات طوالا، عندنا كى يتركوا لتلك القنوات ترويج الشائعات ألاّ يملكوا الكاميرات والأفراد والمحليين والإعلاميين الكبار؟! الغريب أن الإعلام عندنا له وزير!..أما الشىء اللافت هو أن الكثير من السياسيين والمثقفين والإعلاميين والفنانين قد قفزوا من المركب وغيروا وبدلوا مواقفهم تماما مع أن الضرورة تقول إنهم ضمير للشعوب وإن لم توجد ثورة! علهم يتعلمون.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة