يرى مثقفون أردنيون أن ما يحدث من انتفاضة شعبية فى ميدان التحرير ومحيطه فى القاهرة، سيتعدى تأثيرها مصر بكاملها، لتنعكس على مجمل مساحة الوطن العربى، وربما أبعد من ذلك بكثير، مشيرين إلى أن التأثيرات لا يمكن اختزالها فى البعدين السياسى والاجتماعى فقط، وإنما بدأت الانتفاضة الشعبية تكرّس نوعا جديدا من الخطاب الثقافى العربى، الذى انطلق من وعى الأجيال الشابة ومنظومة أفكارهم المتحررة من كل عقد الماضى وتأثيراته السلبية.
كما يرى المثقفون الأردنيون أن شباب مصر، بخطابهم الثقافى الجديد، حطموا كثيرا من التابوهات التى كانت مغلقة بتأثير منظومة الأفكار السائدة، وهو أمر يتطلب حشد طاقات المثقفين العرب لمواكبة الخطاب الثقافى الجديد الذى يتردد صداه اليوم فى شوارع مصر كلها منطلقا من ميدان التحرير.
وحسبما جاء بجريدة الدستور التى قامت باستطلاع آراء مجموعة من المثقفين الأردنيين حيث يرى سلطان القيسى أن أقطار العالم الثالث، وفى ظل القمع الممارس عليها ضد الحريّات بأشكالها ، فلا يجد المثقف سوى أن يلجأ للمجاز المكثّف حين يتحدث فى أمور السياسة مراهنا على أن الرقيب لن يتمكن من فهمه حتى ينجو من سطوة الجلاد، لكن يفوت المثقف أن المواطن البسيط أيضا لن يفهم مدلولات مجازاته المكثفة فلن يكترث سلبا ولا إيجابا، مشيرا إلى أن ذلك ينتفى دور المثقف العربى فى إعادة بناء المجتمع كما يجب.
وأكد أن الثورة المصرية وثورة الياسمين من قبل فى تونس فتحتا الأبواب والنوافذ أمام المثقف العربى لكسر سوط الرقيب ووجهتا الخطاب فى اتجاه البناء، مشيرا إلى أنه حين يرى الشاعر العامل يهتف فى الشارع مطالبا بإسقاط الرئيس، لا يجد من المناسب إلا أن يهتف مثله فى القصيدة داعيا للتحرر والديمقراطية كل هذا من شأنه أن يرفع سقف الخطاب إلى أعلى درجات الحرية ما يعزز مساحة الحريات، ولعلها تكون فرصة للمثقف ليمسك الدور الحقيقى من يده ويسير معه متصالحا فى طريق الحرية والإنجاز المنشود.
بينما قال عماد ملحس إن انتفاضة الشعب العربى فى مصر ليست مجرد حركة احتجاجية مطلبية، بل إنها حركة تغيير عميقة فى النهج والسياسات، ستنعكس آثارها على الوطن العربى بأسره، فمصر كانت دوما مركز الثقل فى حركة النهوض العربى والإسلامى، وستبقى كذلك.
مطالبا من المثقفين العرب أن يقفوا إلى جانب الانتفاضات المباركة لجماهير الأمة العربية فى تونس ومصر ، وفى كل بقاع الوطن العربى المرشحة للانتفاض، وأن يمدوا انتفاضة شعب مصر بكل ما يمكن أن يجعلها تستمر فى الصمود وفى طرح القضايا الجذرية ، ورفض المناورات التى تستخدم من أجل تفريغ الانتفاضة من مضمونها.
وقال ربحى حلوم إن الثلاثة عقود من القهر والفقر والحرمان التى عانى منها الشعب المصرى ومازالت تعانى منها بقية شعوب أمتنا، جاءت بهذه الانتفاضة المليونية التى رسمت فى الفضاء الرحب لميادين مصر تماثيل للحرية ستمتد شعلتها لتنشر الضوء على امتداد الوطن العربى بمجمله، مطالبا المثقفين العرب أن يرتقوا إلى مستوى شعوبهم وأن ينسلخ بعضهم عن التزلف لهذه الأنظمة ويبادرون إلى الوقوف مع شعوبهم التى هى المحرك الرئيس للثورة، من أجل أن يكونوا فى مقدمة الامتدادات المنتظرة والمؤكدة التى تنتظرها أمتنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة