كاتب ينفى دفاع " ألبير كامى" عن الاستعمار الفرنسى للجزائر

الأحد، 06 فبراير 2011 09:38 ص
كاتب ينفى دفاع " ألبير كامى" عن الاستعمار الفرنسى للجزائر غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن دار آفاق للنشر بالتعاون مع المركز القومى للترجمة العربية كتاب عن الفيلسوف والأديب الفرنسى "ألبير كامي" والصادر ضمن سلسلة (بلاك ويل – مفكرون عظماء) ومن تأليف ديفيد شيرمان، ومن ترجمة عزة مازن، ويقع الكتاب فى 285 صفحة من الحجم المتوسط، متضمنًا تسعة فصول.

ويتناول المؤلف خلال هذه الفصول التسعة حسب ترتيبها (حياة كامي، العبث، الحياة، الازدراء، التضامن، التمرد، الواقعية السحرية، المنفى والعبث، والخاتمة).

ويوضح "ديفيد شيرمان" أنه يقدم فى دراسته هذه قراءة جديدة متعمقة لأعمال "كامي" تكشف عن قوة موقفه الفلسفى ووحدته، فما تفصح عنه كتاباته من تأييد للنزعة الأخلاقية السياسية يشى بنزاهة تضعه ضمن أعظم الأصوات الإنسانية فى عصرنا التى عبرت عن مأزق إنسان العصر الحديث، كما تبزر الدراسة أهمية ما أضافه "كامي" للفلسفة الوجودية، بأعماله الروائية منها وغير الروائية؛ لينفى بذلك ما حكم التاريخ به عليه – كامى - بأنه فيلسوف متواضع القيمة ويسارى منقسمٌ على نفسه، بل والأدهى من ذلك أنه مدافع عن الاستعمار الفرنسى فى الجزائر.

ويشير شيرمان إلى أن الشكل الأدبى وحده هو الذى يمكنه الإحاطة كلية باهتمامات "كامي" الفلسفية، وهو فى ذلك يختلف عن نيتشه وفلاسفة ما بعد البنيوية، ممن ظلت تجاربهم فى الشكل محصورةً إلى حدٍ ما داخل حدود الفلسفة، وهو أقرب إلى الروائى الفيلسوف فيودر دوستوفيسكي، الذى كتب أيضًا عددًا من المقالات الفلسفية بالغة الأهمية.

وفى دراسته لأعمال "كامي" يركز المؤلف ديفيد شيرمان على تلك الأعمال الأدبية والتى تعكس الإغواءات الوجودية لوعى حديث مثقل، والأعمال الفلسفية السياسية والتى تعكس بدورها جهود الوعى الملتزم أخلاقيًا للتعامل مع عالم حديث يبدو عاجزًا عن إشباع البواعث الأخلاقية.

ويقول "شيرمان" إن الأعمال الأدبية لـــ"كامي" تضم مجموعة كبيرة من الشخصيات التى تمثل استجابات خاصة "لمعضلة الحياة الحديثة" والتى هى فى أصلها تجربة العبث، وما يقوم بع "كامي" بمهارة هو أن يجعل تلك الشخصيات تعمل من خلال المنطق الكامن لهذه الاستجابات الوجودية، أو ما يمكن أن نسميه على حد قول هيجل "أشكال الوعي".

ويضيف "شيرمان" وسواء كنا نتناول "ميرسولت" بطل روايته الغريب الذى يسعى لأن يقتحم الحياة فى براءةٍ وينتهى به الأمر لأن يلى المصائب والمحن فى حياته، أو "كلامنس" بطل روايته السقوط الذى قصد فى استخفاف لأن يعتلى عرض القضاء المنزه، وانتهى أمره لأن يصبح لاعبًا قهريًا بلا حياة، يتكشف لنا منطق اثنين من الإغواءات الحديثة فى أشد حالهما تطرفًا، ومن ثم فإن هذه الأعمال تعكس لنا بصدق الإغواءات الوجودية للحياة اليومية، وهى تكشف لنا أن أعمال "كامي" الفلسفية السياسية تعكس سعيه لأن يستخلص من العبث.
و"ألبير كامي" الحاصل على جائزة نوبل عام 1957 اشتهر بمعاركه الفكرية مع الفيلسوف والأديب الفرنسى جان بول سارتر، كما حققت روايته "الغريب" رواجًا كبيرًا، والتى ناقش فيها غربة إنسان القرن العشرين، كما جاء كتابه "أسطورة سيزيف" انعكاساً أمينًا لفلسفته الوجودية.

و"ديفيد شيرمان" أستاذ فلسفة بجامعة مونتانا – ميسولا، وهو مؤلف كتاب "سارتر وأدورنو..جدل الذاتية" 2007، وشارك فى تحرير كتاب "مرشد بلاك ويل للفلسفة الأوروبية" 2003.

و"عزة مازن" كاتبة وصحفية ونائبة رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، وحاصلة على دكتوراه فى الأدب الإنجليزى من قسم اللغة الإنجليزية، بكلية الآداب جامعة عين شمس 2001، وشاركت فى ترجمة المجلد التاسع من "موسوعة كمبريدج فى النقد الأدبي" عن المركز القومى للترجمة والمجلس الأعلى للثقافة عام 2005، وترجمت كتاب "مفاوضات مع الموتى..تأملات كاتب حول الكتابة" لمؤلفته "مارجريت أتوود"، وأيضًا كتاب "القاتل الأعمى" لنفس المؤلفة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة