عبير حجازى تكتب: بلطجية النظام أم نظام البلطجة؟

الأحد، 06 فبراير 2011 06:48 م
عبير حجازى تكتب: بلطجية النظام أم نظام البلطجة؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانينا كثيرا من البلطجة التى أصبحت أسلوب حياة، البلطجة بكافة أشكالها وألوانها، البلطجة التى باتت تحكم قبضتها وسيطرتها على الكثير من مظاهر الحياة، البلطجة الاقتصادية التى تجسدت فى سياسات الاحتكار والاستحواذ على السوق، والسوق السوداء، واستيراد البضائع الفاسدة، وإغراق الأسواق بالبضائع الرديئة، أو تعطيش السوق لبضائع معينة قبل رفع سعرها وغيرها العديد من أشكال الابتزاز والنهب لجيوب الشعب لمصلحة حفنة من المنتفعين من أصحاب السلطة ورأس المال.

البلطجة الإدارية متمثلة فى الفساد الإدارى وسيطرة الرشوة والمحسوبية على الأعمال و توظيف الأقارب والمعارف عن طريق إخفاء الإعلان عن المسابقات وحجز الوظائف لأشخاص معينون وإجراء المسابقات الوهمية الشكلية فقط وتسهيل التمويل لجهات بعينها وفقا لمصالح شخصية وعدم إتقان العمل واستغلال المناصب فى قضاء المصالح إلى أخره من مظاهر البلطجة الإدارية البلطجة الإعلامية التى تتجلى فى توجيه الإعلام لخدمة المصالح الشخصية أو لخدمة نظام ما أو لتوطيد فكرة معينة والتركيز عليها وعدم طرح الحقائق كاملة، فضلا عن أسلوب التعتيم وحجب الحقائق وتكميم الأفواه الصادقة والضغط على الشرفاء إما بفرض سياسات وتوجهات معينة أو الإبعاد والحجب هذا ما ظهر لنا جليا فى وسائل مختلفة من الإعلام المرئى والمسموع والمكتوب إلا من رحم ربى وتمسك بكلمة الحق وهم العديد والعديد من الشرفاء، ولا يخفى علينا جميعا ما يتعرضون له من ضغوط ولذلك فإن النتيجة الحتمية لكل هذه الأفعال هو انصراف الناس عن كل وسائل الإعلام الموجهة والبحث عن الحقيقة من مصادر أخرى ربما تكون صادقة وربما يكون لها توجهات هى الأخرى، ولكن ماذا يفعل المواطن وقد فقد الثقة نهائيا فى وسائل الإعلام وباتت الفكرة الراسخة فى أذهان الجميع أن كل ما تنقله غير صحيح مما اضطر الكثيرين إلى الابتعاد عنها، كما عبر أحد شباب 25 يناير أنهم لا يصدقون منها إلا الآذان!!

البلطجة السياسية وفى هذا النوع من البلطجة حدث ولا حرج من أعمال تزوير واحتكار للسلطة والتلاعب بمصائر الشعوب البلطجة الاجتماعية وهى نوع من الوثوب والتسلق والنفاق الاجتماعى من أجل قضاء المصالح وتتجسد أيضا فى هؤلاء الوصوليين الذين يشترون المكانة الاجتماعية بأموالهم البلطجة الثقافية وهى فرض ثقافات معينة على المجتمعات وبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة ونشرها بين طبقات المجتمع وبين الشباب البلطجة الأمنية فى ما يقوم به البعض من استغلال للسلطة الأمنية وترويع الآمنين أو إرهابهم وما يقوم به البعض من استخدام للقوة وأساليب القمع وسلب الحريات وامتهان الكرامة والسؤال الأزلى الذى أعيتنا الإجابة عليه ما هو أشبه ب البيضة أم الفرخة؟

هل أفسد هؤلاء البلطجية النظام فى مصر أم أن النظام أساسا قائم على البلطجة؟ من تابع منكم أحداث يوم الأربعاء الأسود ربما يصل للجواب فهو يوم مورست فيه كافة أنواع البلطجة يوم سيتذكره التاريخ، وسيكون شاهدا على كل هذه البلطجة كيف نصدق أن يروع المسالمون ويضربون ويقتلون لا لذنب إلا لأنهم رفضوا الصمت والخضوع ورفعوا أصواتهم منادين بحقوق مشروعة لا غبار عليها صرخوا من البطالة وعدم إتاحة الفرص، صرخوا من تزوير إرادتهم، من انتشار الفساد فى كل مكان، من ظلم وقع عليهم سنوات طويلة، من استفزاز سافر من حكومات كان هدفها الوحيد هو خدمة طبقة لا تتعدى الـ5% من الشعب مغمضة العين عن الـ95% الباقين وكأنهم سراب من دفع بهؤلاء البلطجية ومن دفع لهم؟ الإجابة متروكة لحين العثور على شماعة جديدة، لأن شماعات الحكومة القديمة لم يعد من الممكن استخدامها الآن لأنها لم تعد تصلح للاستخدام فليس من المعقول أن يقال إنهم مختلون عقليا أو أنهم من جماعات إسلامية متطرفة أو أنهم مأجورون من من لديهم أجندات خارجية كما كان يحدث فى الماضى، ولكن كلنا أمل فى أن تطرح الحقيقة وأن تعمل الحكومة الجديدة على بناء جدار الثقة الذى انهار بين الشعب والحكومات، وأن يكون شعارها فى العمل الوضوح والشفافية، المصارحة وأن نسمع جملة إليكم الحقيقة الواضحة المعلنة المحددة ونعدكم بعدم البحث عن شماعات!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة