محمود الحضرى

النظام سقط وانتهى

الأحد، 06 فبراير 2011 02:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يصر النظام المتهالك فى مصر على التمسك بالحكم، والتشبث بالكراسى، ويبدو أنه يصر على عدم التعلم من الدرس جيدا، وبعد كوارث "مؤمراة الانسحاب الأمنى" من مهامه، وترك البلاد لحالة من الفوضى، يخرج الرئيس الذى يعيش آخر لحظات حكمه، "بتنظيم" وليس تشكيل وزارى خال من المضمون الذى عبرت عنه أيام الغضب.

وبدا واضحا أن النظام حتى الآن لم يدرك حجم المأساة التى يعيشها، حتى لو استمر "مبارك" فى الحكم إلى نهاية دورة الرئاسة الحالية فى سبتمبر المقبل، ويصر على "اللعب فى ملعب آخر" بعيدا عن طموحات الشعب، ولم يتعلم بعد كتابة عبارات "ارحل" على دبابات الجيش المصرى فى قلب الميادين والشوارع فى مختلف المدن المصرية.

المؤكد أن مبارك أصبح فعلا فى موقع خارج الحكم، حتى لو طالت به الأيام إلى شهور، ويبدو أنه يتخيل أن أمامه أمل فى إصلاح ما فات، ونسى أنه ظل ثلاثين عاما فى الحكم، لم يحقق خلالها ما يطمح إليه الشعب، والمؤكد أنه مغيب، طيلة تلك السنوات، عن قضايا وهموم الشعب الحقيقية، وترك البلاد لمجموعة من "الصبيان" يحكمون أكبر بلد فى المنطقة.
أعتقد أنه لم يبق أمام النظام سوى أن يخرج، بعدما "ضيّع" فرصة ذهبية من أول أيام الغضب "25 يناير" واليوم الثالث لأيام الغضب، حيث كان أمامه فرصة لإحداث تغيير حقيقى فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية انطلاقا من شعار شباب الغضب "تغيير – حرية – عدالة اجتماعية"، وتخيل النظام وعلى رأسه "مبارك" أن الغضب مجرد لحظة تعبير.

ولا شك أن ما جرى منذ 25 يناير وحتى آخر لحظة هو الانطلاقة الفعلية نحو التحوّل إلى مرحلة جديدة فى حياة مصر، والمنطقة وفى اتجاه أنظمة جديدة كليا، ومصر منذ صباح 25 يناير دخلت تاريخا جديدا، وهو ما يصر النظام المصرى، ومؤيديه صم الأذان عنه، والتعامل بمنهج آخر بعيدا عن الواقع، وهو ما يكرس اتساع نطاق مؤيدى التغيير، حتى من داخل دائرة الحكم.

وبتتبع المظاهرات "الغضب" "السلمية" منذ 25 يناير حملت فى مضامينها العديد من الرسائل فى تأكيد على حدوث تغيير فى شجاعة الاحتجاجات من مختلف فئات الشعب باتجاه الدعوة إلى التغيير والإصلاح، والدفاع عن حقوقهم.

وأعتقد أن تعيين نائب رئيس للجمهورية، رسالة واضحة لانتهاء "حكم مبارك" وهو ما يقلل من تخوفات البعض من حدوث فراغ فى السلطة عند حدوث انسحاب مبارك من الحكم، وأعتقد أن النظام يريد الانسحاب ولكن بطريقة تبعد عن ضغوط الشارع المباشرة.
ولكن الأجدى وحقنا لمزيد من الدماء التى سالت طيلة الأيام الماضية، على النظام كله أن يرحل، وتدار البلاد كمرحلة انتقالية، وفقا لاتفاق "الإجماع الوطنى المصرى" أولا وأخيرا، لندخل مرحلة انتقال سلمى للسلطة، وإجراء إصلاح سياسى واقتصادى واجتماعى شامل.

المؤكد أن أى محاولة للتهوين والتقليل مما حدث وقياس الأمور بمنطق الحاكم وأمنه وزمرته، أمر مرفوض شكلا وموضوعا، فإن ما جرى، بداية مهمة نحو رؤى جديدة للتعبير السلمى الشعبى، وهو ما يضع التيارات السياسية فى مأزق، بأنها أضاعت سنوات طويلة بعيدة عن الجماهير، وانشغلت فى بناء تحالفات مع النظام من أجل مصالح انحصرت فى مقار الأحزاب، ولم تخرج عنها.

ولاشك أن مشاركة اتساع دائرة شباب أيام الغضب تؤكد أن المشاكل التى تواجه هؤلاء الشباب قد تراكمت، وقد ضاعت همومهم بين خلافات الأحزاب، وفساد الحكام، ولم يجدوا سوى الاصطفاف فى الشوارع "ببراءة" صاحب الحق بحثا عن مخرج، وحقا لقد رسموا الطريق، ونجحوا فينا فشلت فيه أجيال أخرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة