مئات الأقلام وعشرات الحناجر خرجت علينا بعد يوم 25 يناير تؤازر الشباب على استحياء، ومع بداية شهر فبراير زال حياؤها، فقد كانت تقيس اتجاه الريح ولما وجدت أن الغالبية تؤيد التغيير والتعديلات الجديدة خاصة بعد خطاب رئيس الجمهورية الأخير، رأت أن تتحول وتركب الموجة حتى لا تفقد مواقعها.
إن الذين ساهموا فى ترسيخ أسس النفاق والمداهنة لسنوات طويلة لن يستطيعون العمل فى هذا المناخ الجديد بأية حال من الأحوال وسوف يلفظهم المجتمع بأكمله فى أقرب فرصة، فمن كان لا يعرف سوى جمع القمامة طوال حياته لن يقنعك الآن أنه يستطيع تنسيق الزهور!
ومن يعرفون رئيس الحكومة الجديد عن قرب يدركون أنه رجل حاسم وحازم يحب أن يعمل فقط وفى صمت ويكره الصخب والضجيج الإعلامى ولا ينتظر من هؤلاء أو من غيرهم مدحاً أو شكراً وإذا كان وجوده فى موقعه الحالى قد تأخر بعض الوقت، فالمنطق يقول أن نلتف حوله لا بالقول وإنما بالفعل ولا شىء غيره فما لا يدرك كله لا يترك كله.
إن من كتب فى الماضى أن مصر ولدت يوم مولد رئيسها ومن تشدق بالقول إن كلام قيادات الحزب دستور نسير عليه يجب أن يتوقفوا فوراً عن الكتابة لا احتراماً لعقولنا فقد أسقطناهم من حساباتنا منذ فترة طويلة، وإنما احتراماً لأنفسهم إذا كان مازال لديهم من هذا الاحترام شىء يذكر.