حين شاهدت إلقاء الحجارة وإشعال النيران، فى ملعب التحرير (ميدان التحرير سابقا)، بين مؤيدى (الاستقرار) ومؤيدى (التغيير) تذكرت ما تقوم به جماعات الألتراس (كلمة لاتينية تعنى الشىء الزائد عن الحد) فى مباريات كرة القدم من استخدام الشماريخ والغلو فى تشجيع ناديها، لدرجة قد تصل إلى حد الاعتداء على مشجعى الفريق الآخر بالسباب والشتائم المختلفة، ولا مانع من تجاوز ذلك إلى الاعتداء بالضرب والحرق وتخريب المنشآت.
والأمران ـ فى التحرير وفى ملاعب الكرة ـ ليسا أكثر من اختلاف فى الآراء والميول، لكنهما تعبير واضح عن افتقاد الشعب المصرى لثقافة الاختلاف، ووسائل التعبير عنها، حيث تحولت تلك الوسائل ـ بفعل البرامج الحوارية ـ من الحوار الهادئ المثمر إلى الشجار الفوضوى الذى لا طائل من ورائه.
إن مشهد (إلقاء الحجارة وإشعال النيران) خير تعبير عما وصل إليه المصريون من غلو وتطرف فى الفكر والآراء، ذلك التطرف الذى حصرناه ـ طوال الفترة الماضية ـ فى التطرف الدينى وظللنا نعمل على تحجيمه ومحاصرته، ناسين أن التطرف بنية فكرية أعمق وأوسع من مجرد التطرف الدينى أو حتى الرياضى.
ها نحن الآن أمام تطرف سياسى، جعل الحوار السياسى أشبه بملاعب كرة القدم، والألتراس على الجانبين يتراشقون بالحجارة، يتجاوزون الحوار البناء إلى التطرف الجنونى الهدام، سابقين ذلك باتهامات العمالة والخيانة، متأثرين فى ذلك بالبرامج الحوارية التى يشارك فيها مثقفون ومفكرون وسياسيون ورياضيون وفنانون يدعون إلى حق الاختلاف واحترام الرأى الآخر !!!!!!
وإذا كنا نحاول ـ بالكاد ـ القضاء على الألتراس الرياضى فماذا نحن فاعلون مع الألتراس "السياسى" الذى أصبح لا يراعى حق الاختلاف؟؟؟
أيمن الكاشف يكتب: الألتراس "السياسى" وحق الاختلاف
الأحد، 06 فبراير 2011 11:13 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة