أدعو المتظاهرين الذين خرجوا لتأييد بقاء الرئيس مبارك فى الحكم حتى نهاية فترة ولايته التأمل للحظة واحدة فى الأسباب التى تجعهلم يطالبون ببقائه فالبعض منهم يقول إن هذا الرجل جلعنا نعيش فى أمان وسلام طوال فترة حكمه التى امتدت ل30 عام مضت، وشهدت ولايته كثيرا من الإنجازات لا ينكرها أى فرد يحكم على الأمور بموضوعية، ولكن فى نفس الوقت فهذا واجبه ومهامه التى قبلها عند توليه الرئاسة وهو يدركها جيدا، وإذا تهاون فيها فلابد من محاسبته عن هذا التهاون، فهذا الأمان والاستقرار ليس مَنًّا منه علينا.
وفى نفس الوقت لابد أن ندرك أن الفوضى التى يخشاها البعض بعد خروج الرئيس سواء بانتشار البلطجية فى الشوارع فلينظر من يردد ذلك إلى الموقف البطولى الذى قام به شباب مصر بجانب القوات المسلحة فى التصدى بيد من حديد لهؤلاء البلطجية من خلال تشكيل لجان شعبية تقوم بنفسها بتفتيش المواطنين والاطلاع على أوراقهم الشخصية وكل ذلك فى ظل ترحيب من المواطنين لأنهم يعرفون أن ذلك لمصلحتهم ومصلحة الوطن، فهذا أقرب مثلا للحفاظ على أمن الوطن واستقرار الوطن الذى باعه رجال الداخلية خلال ساعات قليلة وانسحابهم من الشوارع.
وأما إذا كان الخوف من النزاع الذى سيكون على السلطة بين الأحزاب السياسية، فأنا أؤكد لهؤلاء أن الأحزاب السياسية فى بلدنا أضعف من ذلك،كما أن هذا الشعب الذى استطاع أن يسقط النظام فى أقل من خمسة أيام قادرا على أن يحاسب هذه الأحزاب التى حبسها النظام فى مقراتها إذا انحدرت عن الاتجاه لتحقيق مصالح شخصية،كما أن هذه الأحزاب التى أذلها النظام المصرى خلال 30 عاما ولم يسمع لها إلا صوت خافت وعلى استحياء، حفظا لماء الوجه، أدركت عن حق أن الشعب المصرى أصبح قادرا على محاسبة وإسقاط أى شخص أو مجموعة أيا كانت ولا أرى فيهم ما يمكن أن يكون بجبروت حاشية نظام مبارك.
لذلك أدعو الجميع للثقة فى أنفسهم ونأخذ من الوقوف معا جنبا إلى جنب والتصدى للبلطجية ومحاسبة الظلم والفساد تأكيدا لقدرتنا على فعل أى شىء والحفاظ على أمن واستقرار بلدنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة