قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الثورة الشعبية المصرية أثبتت أنها أكبر دولة من حيث عدد السكان فى الشرق الأوسط لن تكون مثلما كانت أبدًا وأن رياح التغيير عصفت بها بالفعل، وأضافت رغم أن الشباب أطلق على أمس "جمعة الرحيل"، إلا أن المتظاهرين الذين أثبتوا قدرتهم على التغيير مازالوا متواجدين وكذلك الرئيس مبارك لم يبرح مكانه، لتبدأ بذلك حلقة صدام مطول بين حرس قديم يدرك مدى ترسخه فى المجتمع المصرى وبين مشاعر الاستياء المتنامية حيال مدى سرعة وكيفية التغيير.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك نوعًا من المنافسة فى التصور والسلطة والصورة بين الجانبين، وأوضحت أن التمرد الذى يستشعره هؤلاء الغاضبون حيال حكومة الرئيس مبارك، يقابله زخم حقيقى أساسه الجيش والجهاز الأمنى وزمرة ثرية رسختها علاقتها مع الحزب الحاكم.
ورأت "نيويورك تايمز" أن كلاً من الثورة ورد الفعل الذى استقطبته قدم رؤيته عن التغيير والفوضى، لاسيما مع تأجيج وزارة الإعلام لمشاعر السخط الشعبى حيال الثورة الشعبية التى دمرت الاقتصاد المصرى، وقالت الصحيفة على ما يبدو يختبر الطرفان مرونة بعضها البعض على مدار معركة استمرت 11 يومًا وشهدت تحولاً ملحوظًا كل يوم.
وأكدت أنه رغم أن الحكومة المصرية فقدت بعض من الدعم الذى تلقاه، إلا أنها لا تزال عازمة على ألا تتخلى عن مكانتها، التى يرمز لها شخص الرئيس مبارك، فضلاً عن أن الأخير ربما يحاول عرقلة إجراء انتخابات مفتوحة والتوصل إلى حكم مدنى حقيقى، حتى وإن غادر، خاصة أن الحكومة تحتكر العنف المسلح، وتتحكم فى ترسانة الأسلحة التى تمتلكها الدولة.. وفى المقابل، أثبتت الثورة قدرتها على حشد الآلاف وإنزالهم إلى الشارع فى عرض رائع لصمودهم الذى لم يترك للحكومة خيارًا آخر سوى الانخراط فيه.
"لا يزال هناك الكثير من أيام الجمعة"، هكذا نقلت الصحيفة عن تيسير إبراهيم، أحد متظاهرى ميدان التحرير مضيفة أنه رغم أن الثورة لم تحسم نتائجها بعد، إلا أن الدولة لن تكون مثلما كانت أبدًا، خاصة أن الحكومة بدأت تتصدع جدرانها وينقلب مسئولوها أحدهم على الآخر، ومع التحريض على الخوف من الأجانب، وحشد مثيرى الشغب وتضييق الخناق على المعارضة، يواجه النظام حماسة ثورية لم يشهدها من قبل مع مطالب تزداد مع مرور الوقت.
نيويورك تايمز: مظاهرات مصر كشفت عناد النظام وإصرار الشباب
السبت، 05 فبراير 2011 12:12 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة