مشاهد كثيرة وتطورات أكثر ولكن الأغرب هو اللعب والعبث بمشاعر المصريين!! فتارة نجد أنفسنا متعاطفين مع الرئيس وتارة أخرى نلعن اليوم الذى تعاطفنا فيه معه.
منذ بدايات هذه الانتفاضة الشعبية السلمية ونحن جميعا مؤمنين بها ونؤيدها لما فيها من مطالب تمسنا جميعا مثل العدالة الاجتماعية، البطالة، الطعون المقدمة لحل مجلس الشعب، رغيف العيش وغيرها من المطالب الشرعية البسيطة التى كان يجب على النظام توفيرها منذ أن آن لها الشارع المصرى.
تساءلنا جميعا أين هو سيادة الرئيس أو حتى أى مسئول من هذا النظام؟ وأين هى ببياناتهم حتى يطمئنوا الشعب؟ وكنا نأمل أن نستمع لسيل من التصريحات التى تعد الشعب بكل ما هو لصالحهم لكن كان البيان متأخرا جدا وليس هذا فقط بل محبط لأقصى درجة.
ولهذا تعاطفنا أكثر مع شباب 25 يناير وارتقى سقف الطموحات لإزالة النظام الفاسد وبالرغم من كل هذا انتظرنا طويلا تشكيل الوزارة الجديدة وبالرغم من تأخرها ألا أنها لم تأت بجديد حيث إنه يوجد بها قرابة من 15 وزيرًا من نفس الوزارة القديمة وليس هذا فحسب بل ممن أثاروا غضب المصريين من قبل مثل على مصيلحى، هانى هلال، عائشة عبد الهادى وغيرهم.
ازدادت الصيحات وتعالت لدرجة أن سقف الطموحات أصبح أعلى بكثير حيث إن هذه المرة نطالب برحيل الرئيس مبارك شخصيا.
وبالرغم من كل ما سبق وجدنا فرصة الحوار التى طرحها السيد عمر سليمان فرصة ذهبية لحل هذه الأزمة وسعدنا بها لما فيها من أمل استرجاع الحياة بشكلها الطبيعى الذى نكاد ننساه لما يلم بنا من اضطربات وتطورات مرعبة.
تحاملنا فى هذة اللحظة على شباب ميدان التحرير وعلى الأحزاب المعارضة لرفضها الحوار وقبولها به فقط فى حالة ترك مبارك للسلطة، ثم زاد تعاطفنا مع الرئيس ووزارته بعد مشاهدتنا للمقابلة التلفزيونية مع رئيس الوزراء أحمد شفيق فى برنامج الحياة اليوم على قناة الحياة وازداد هذا التعاطف أكثر بعد بيان سيادة الرئيس وما فيه من وعد صريح بعدم الترشح لولاية أخرى وأنه ينوى إصلاح ما فسد فى هذه الأشهر القليلة المتبقية وأنه يريد أن يموت فى تراب هذا البلد كأى مصرى له الحق فى ذلك.
تعاطفنا جميعا معه لدرجة أن العيون دمعت لما فى البيان من رجاء والتماس رجل الحرب والسلام، وشعرنا بالتزمت والتعنت الذى بات واضحا لشباب 25 يناير، ولكن ما حدث اليوم من انقسام وتشتت وفرقة وحالة الرعب التى استقرت مرة أخرى لما شاهدناه بين مؤيدى ورافضى مبارك وتراشقهم بالحجارة إلى حد الموت بعد أن كانوا مثالا للوحدة والفخر العالم كله يشهد له.
هل هذا ما تريدونه؟؟! هل تريدونها حربا أهلية؟ هل بعد ما نجحنا فى أجبار العالم كله على احترامنا وتأييدنا لما تتمتع به انتفاضتنا من سلم واحترام وفخر، أن يضحك علينا العالم لما أصابنا من فرقة وتراشق بالحجارة حتى نقتل بعضنا البعض؟
كلنا يملؤنا الفخر والعزة بالرغم من ما أصابنا من رعب وخوف وعدم أحساس بأى نوع من الأمان وانه نحن ولا سوانا من نحمى أنفسنا ووافقنا على كل هذا وكان مبررنا أن ما يحدث هو ضريبة التغيير وندفعها بملء إرادتنا حتى نضمن لأنفسنا وأولادنا من بعدنا حياة أدمية وكريمة، وأن لكل ثورة ضحاياها وخسارتها ولكت انتصاراتها ونتائجها الإيجابية تكون أعظم بكثير.
ورب ضارة نافعة، فالمصرى أصيل لا يجور عليه الزمن، فهذه الثورة كانت بمثابة شعلة أيقظت كل العادات والتقاليد المصرية التى كدنا أن ننساها من شهامة ومروءة وحفاظ على عرض هذا البلد. ولكن ما نراه اليوم لم يعد يندرج تحت ما يسمى بضريبة التغيير !! فهذا أصبح من شأنه تدمير وحرق مصر وحرق قلوبنا عليها.
نحن الشباب الواعى الباسل الذى بدأ هذه الانتفاضة ونجح فى تغيير مستقبل مصر فى ثلاثة أيام فقط فى حين فشل السياسيين المحنكين من تحريك ساكنا فى أعوام!! كما بدأنا هذا التغيير دعونا ننهى هذا المشهد المأساوى الذى يندى له الجبين.
دعونا نوافق على الحوار مع النظام ونستعرض سويا الإصلاحات المقترحة وضمانتها وأن لم يعجبنا الأمر، فميدان التحرير لا يزال موجودا والكل يعرف طريقه، دعونا نعطيهم الفرصة حتى نكون استوفينا كل الفرص لإنقاذ مصر من ما أصابها وسيصيبها، وهذا لا يسمى تنازلا بل كرم أخلاق وقبول للحوار وهذا من سمات التحضر. دعونا نضع مصر نصب أعيننا فهى فى أمس الحاجة ألينا ولتماسكنا وترابطنا مسلمين وأقباط!!
دعونا لا ندع أى من الإخوان المسلمين ولا البرادعى ولا غيرهم من المرتزقة المتملقين من ركوب انتفاضتنا واستغلالها للوصول للسلطة فنحن من صنعنا هذه الانتفاضة ونحن من سننهى هذا المشهد المروع دون تنازل ودون قبول للنظام ولا لمبارك بل بقبول الحوار حتى نرى ما فى جعبة السلطة.
دعونا نتذكر دوما أن الأشخاص زائلون ولكن مصر باقية فوق الجميع ، أقامها الله دوما عالية!!
مارينا اسكندر تكتب: وحدة أم فرقة.. ماذا تريدون؟!
السبت، 05 فبراير 2011 01:29 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة