أما وقد وصل الحال إلى ما وصل إليه من فساد النظام وكذبه وفشله فى كل شىء، باستثناء النجاح بدرجة الامتياز فى التزوير الغبى للانتخابات، فقد آن لنا أن ننصرف عن هذا النظام المعادى لمصلحة الوطن، وأن ننظر إلى المستقبل بعيدا عنه.. لكن كيف؟؟
إن التغيير آت آت وسوف يتم شاء النظام أم أبى - سلما أوكرها - ولكى يؤتى هذا التغيير ثماره لابد من استئصال أركان النظام الفاسد الموجود من أماكنهم فى السلطة، وسوف يبقى هذا المطلب على رأس الأولويات، ويجب أن نتضافر جميعا على إنجازه حتى لا يتكرر ما حدث، ألا وهو استئصال شأفة الفاسدين المفسدين الذين مكنوا هذا النظام المكون من أسرة وبضعة أفراد من غرس أنيابه فى رقبة الشعب، وأباحوا له مال الشعب وعرضه ينهش فيهما كيف يشاء.
السؤال هو كيف يمكن لشعب مغلوب على أمره أن يستأصل الفئة الفاسدة التى تتمترس خلف الحكم والقوانين التفصيل وتحوله إلى نظام منفعة خاص لها؟
إن هذا العمل يجب أن يبدأ من الآن خطوة خطوة بما يتناسب مع الإمكانات المتاحة فى ظل الظروف القائمة، مطلوب منا نحن الشعب الذى استُلبت حريته وكرامته أن نوثِّق كتابة وصورة الفساد الموجود الذى أدى إلى ما نحن فيه، فساد النظام السياسى بكل أطيافه ومكوناته وفساد جميع المسئولين الذين كان تعيينهم فى وظائفهم العامة يتم على ثلاث ركائز هى فساد الذمم والنفاق وصلة القربى، وهؤلاء موجودون فى السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضاء وهم جميعاً يتم تغذيتهم من روافد الحزب الحاكم الذى لا يعرف الفصل بين السلطات، وقد شارك هؤلاء جميعا فى تدمير الوطن.
وكان أهم ما طاله هذا الفساد هو بوابة الدخول إلى ممارسة العمل السياسى، ألا وهى الانتخابات التى تضافر كل المستفيدين من الفساد على تزويرها يستوى فى ذلك النخبة الفاسدة فى السلطة التشريعية والوزراء والمحافظين والحكم المحلى والإعلام والنقابات وفساد القائمين على اللجان الانتخابية وفساد الشرطة.. والقائمة تطول وتطول.
لقد أدى تعاون هؤلاء المفسدين إلى أن يرسب فى الانتخابات أعلام العمل الوطنى الشريف أمثال النواب المحترمين مصطفى بكرى وعلاء عبد المنعم وجمال زهران وسعد عبود والدكتور محمد الكتاتنى وكثيرون غيرهم من شرفاء الوطن، أى مهزلة هذه التى يعيشها الوطن، وأى فجور هذا الذى يمارسه كل رموز النظام؟؟ المطلوب الآن هو أن يقوم كل منا فى موقعه، وعمله أيا كان موقعه وأيا كان عمله بتسجيل الجرائم التى عايشها ورآها صوت وصورة قدر الإمكان التى يرتكبها العاملون فى الحكومة والغوغاء والبلطجية والكتاب والصحفيين الذين يعتمد عليهم النظام فى استمرار وجوده وتجديد تحكمه فى شعب مصر كل خمس سنوات الذين يساندون النظام ويبيعون ضمائرهم وشرفهم وأى شىء يطلبه النظام، ويبيعون ولاءهم وأحزابهم وناخبيهم فى سبيل صفقة مع الحكومة أو مقعد فى الشورى.
ولعل الجميع يلاحظون معى كثرة عدد المشتركين فى الجريمة، ناهيك عن الثلاثة ملايين عضو التى يدعى الحزب العتيد انتماءهم إليه، أقول نظرا لكثرة عدد المشتركين فى جريمة اغتيال الوطن من الداخل من هنا كان طلبى أن يقوم جميع المواطنين الشرفاء كل فى مكانه بتوثيق أعمال ومخالفات الفئة التى أفسدت الحياة السياسية فى مصر بدقة، ويجب الاحتفاظ بالأدلة على هذه الجرائم فى مكان أمين حتى إذا جاء يوم الحساب لم يستطع أى منهم إنكار ما جنت يداه.
بديهى أننى لا أدعو إلى ثورة فرنسية فى مصر أو مقصلة تقطع الرقاب دون تمييز، فالظلم الذى عانيناه يخالف عقائدنا وموروثاتنا ولن نلجأ إلى ممارسته مع الآخرين، ولكنى أدعو إلى الاستعداد من الآن لمحاسبة كل من أجرم فى حق الوطن وداس بحذائه فوق رقبة الشعب وظن أنه فوق الحساب، وعزله عن ممارسة أى حقوق سياسية فى المستقبل.
وإن غدا لناظره قريب..
* لواء أركان حرب متقاعد – خبير إستراتيجى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة