إن كنت تعتقد سيادة الرئيس أنك قدمت للوطن ما لم يقدمه أحد وحاربت من أجله حتى تحرر وكأنه لم يحارب مثلك أحد، فلو تعامل الشعب بهذا المنطق، منطق من أعطى ومن أخذ، فسيظهر أنك أخذت من هذا الوطن الكثير، فإن كنت حريصاً عليه كما تقول، فكفاك ما أريق من دماء، كفاك ما وصلنا إليه حتى صرنا فى الحضيض، واليوم لا نحتاج منك إلا كلمة تنطق بها وأنت من منطلق قوة العسكرى الشجاع، اعلنها وارح الجميع، قلها وجنب شباب بلدك ما ينتظرهم اليوم فى ميدان التحرير، الذى أتمنى أن يظل اسمه كما هو ولا يتغير ليصبح ميدان الشهداء اليوم.
تناشدك كل أم وكل أب إن كنت حريصاً على هذا الشعب وتحب تراب هذا الوطن اخرج اليوم بكرامتك واملى شروطك وسوف يقبلها الجميع، ولن يعترضك أحد وسوف نكفل لك حياة كريمة لك ولأسرتك فى مكان تختاره بشرف وكرامة، وإن كنت تريد أن ترقد بعد مماتك فى هذا التراب فسوف نعدك بجنازة عسكرية كأعظم الحكام.
لكن دعك من العناد وكفى ما حدث، فالشارع منهار والبيوت خوت من الطعام، والاقتصاد قد تهاوى، وأمام إصرارك يصر الشباب أكثر، لأنهم قد نضجوا ولن تفلح معهم محاولات يائسة، ولأن من حولك لم يتركوا لهم المتنفس كى يتنفسوا فى يوم من الأيام أبداً، ولم يكونوا أمناء، ولم يكونوا مخلصين لك ولا للشعب، وبقيت أنت اليوم وحيداً لم ينفعك من ضللوك ونافقوك وأوصلونا لما نحن فيه.
وثانية وأخيراً نحتاج منك أن تنهى الأزمة وتقضى على الفتنة وتعيد للشعب وحدته ودعنا نعيد البناء ونحيى الموات، وسوف تتركنا وقد ثبتت أركان حكومة جديدة وبلد يحيا بالمؤسسات وكل سوف يقوم بدوره بعد تلك الصحوة الشبابية التى سوف يذكرها لهم تاريخ الأمة الذى أتمنى أن يذكرك بموقف جليل اليوم لن ننساه لك ولن ينساه أبداً الشرفاء ولا التاريخ.
