القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطى لم ترهب المتظاهرين

المسيحيون خطبوا فى المساجد.. والمجتمع نظّم نفسه فى الإسكندرية

الجمعة، 04 فبراير 2011 09:38 م
المسيحيون خطبوا فى المساجد.. والمجتمع نظّم نفسه فى الإسكندرية جانب من المظاهرات
الإسكندرية - جاكلين منير وهناء أبوالعز:

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر من 20 قتيلا هم ضحايا الثورة فى محافظة الإسكندرية، بعد أن خرج آلاف المواطنين بالإسكندرية للتظاهر عقب صلاة الجمعة مباشرة يوم 25 يناير، وخرجت الشرارة الأولى من مسجد القائد إبراهيم، أكثر المساجد مكانة فى نفوس الشعب السكندرى، وأكبرها مساحة من حيث استيعاب أعداد كبيرة من المصلين، والذى ظل مركز التجمع خاصة بعد قطع خدمات الاتصالات، وعدم معرفة أماكن خروج المظاهرات، إلا أنه بداية من يوم الجمعة بدأ المواطنون يخرجون إلى الشارع من تلقاء أنفسهم، بعد أن بدا لهم أن تحقيق التغيير ممكن.

ولم ترهبهم القنابل المسيلة للدموع أو الرصاص المطاطى، وظلت التظاهرات مستمرة بالمحافظة يومين، تخرج بعد صلاة الظهر فى إصرار شديد على تنفيذ مطالب التغيير وسط غياب وانفلات أمنى تام، حيث أنه بداية من يوم السبت، بدأ الشعب يعى ما يمر به من ظرف صعب، وظهر معدن الشعب الأصيل فى التكاتف عند المحن، خاصة أن عدد سيارات الجيش التى اتجهت لحماية الأماكن الحساسة بالإسكندرية لم يكن كافيا لحماية كل المناطق الشعبية منها والراقى أو الشوارع الجانبية خاصة مناطق سموحة، والحضرة طريق المحمودية، وغيط العنب، وغربال، والعصافرة، وسيدى بشر، والطرق السريعة التى شهدت وجود عصابات مسلحة للنهب والسرقة تجوب الشوارع وتجبر الأهالى على إلقاء الأموال والمشغولات الذهبية من شرفات المنازل واستيقاف المارة، فبدأت القوى الوطنية والسياسية بالمحافظة فى تقسيم نفسها ما بين التظاهر وما بين تشكيل لجان الدفاع والحماية الشعبية، وفى منطقة المنشية قامت جمعية الاتحاد والعمل برئاسة هانى السمونى بتكوين لجنة الدفاع الشعبى لحماية منطقة المنشية التجارية التى تعرضت للسلب والنهب، خاصة محلات الذهب المنتشرة فى شارع فرنسا.

وشهدت محافظة الإسكندرية خسائر فادحة بعد اقتحام مبنى المحافظة وسرقة محتوياته وحرقه بالكامل، وكذلك مبنى المجلس المحلى الذى تمت سرقة أكثر من ربع مليون جنيه من ثلاث خزائن به، تم كسرها كان بها اشتراكات الأعضاء، وكذلك سرقة «الحضانة» مكان احتجاز السيارات فى النظام الذى ابتدعه اللواء عادل لبيب فقط، والذى كان يحوى آلاف سيارات الأجرة والتوك توك، وكذلك سرقة السيارات بنقطة مرور محرم بك، وسرقة بعض المدارس، فى ظل غياب مثير للتساؤل للواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية الذى لم يكن يتمتع بشعبية كبيرة بين أهالى الإسكندرية، مما جعل حرق مبنى المحافظة أكثر أهمية لهم كرمز للنظام من حرق مبنى الحزب الوطنى الجديد على الطريق السريع بمنطقة سموحة، حيث ترددت أقاويل حول وجود لبيب حالياً فى مزرعته الخاصة التى يمتلكها بمنطقة كفر الدوار بمحافظة البحيرة.

فى حين ضرب الشعب السكندرى أروع الأمثال فى السلوك الحضارى وتنظيم نفسه، حيث خرج المواطنون لتنظيم المرور بالشوارع خاصة بالمناطق الحيوية، وتم تنظيم لجان شعبية للحماية الليلية فى التكتل أمام الممتلكات وحماية المنازل والأفراد، ودخل المسيحيون لإلقاء الخطب فى المساجد التى تم استخدامها واستخدام ميكروفوناتها فى تجميع الشباب وتنظيمهم، داعين الشعب كله للتكاتف فى الظرف الصعب، وأصبحت المساجد هى مركز اللجنة فى مساعدة كل من يحتاج حماية، أو دواء، أى إعانة فى تلك الظروف الصعبة.

من جهة أخرى بدأت المحافظة تواجه مشكلة جديدة فى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والازدحام على كل شىء، نظراً لتوقف كل الأعمال، حتى أعمال الصيد، وأصبحت أسعار الأسماك مرتفعة جداً، وأصبحت الطوابير السمة الأساسية لشراء أى شىء وليس رغيف الخبز فقط وذلك نظراً لضيق الوقت الذى تم تحديده فى حظر التجوال من الرابعة عصراً وحتى الثامنة صباحاً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة