لا يختلف اثنان من أبناء مصر على ضرورة الحوار الوطنى، بين جميع طوائف وقوى الشعب من أجل الوصول لصيغة تفاهم تضع ملامح المرحلة المقبلة، ويراعى من خلالها إرساء قواعد الديمقراطية، وتداول السلطة بشكل سلمى، وتضع نظامًا جديدًا لمنصب الرئيس من خلاله يتم تقيد سلطاته، ويطلق للشعب حرية اختيار ممثليه فى المجالس البرلمانية والمحلية، كما يتم من خلاله أيضا تعديل دستورى يضمن للجميع حياة سياسية نزيهة.
لكن لابد أن نعترف أن كل المصريين ليس لديهم أى ثقة فى رموز النظام الحالى، فلا ضمانات لكل الوعود التى أطلقها النظام، كما جاءت جريمة الاعتداء على شبابنا الشرفاء فى ميدان التحرير، لتزيدنا جميعًا توجسًا وخيفة من نوايا النظام نحو الإصلاح، وقد دفعت هذه الاعتداءات الإجرامية كثيرًا من الأحزاب والقوى السياسية للإحجام المؤقت عن هذا الحوار، خاصة أنها جاءت بعد خطاب للرئيس وصفه الجميع بأنه نجح فى كسب عطف كثير من المصريين.
وقد دفعت هذه الأوضاع إلى طرح سؤال هام على الجميع، حول أيهما يسبق الآخر، الدخول فى حوار مع النظام أم رحيل الرئيس أولا، وقد اتفق شبابنا فى ميدان التحرير على أن يكون رحيل الرئيس أولا، ثم يأتى الحوار بعد ذلك.
وأرى أن مظاهرات اليوم والتى عرفت بـ"جمعة الرحيل" ستكون اختبارًا حقيقيًا لنوايا النظام نحو الإصلاح، والتعامل الجاد مع هؤلاء الشباب الأشراف، فإذا مرت بسلام دون الاعتداء على شبابنا، وترك لهم حرية التظاهر، فسيكون هناك نوايا حقيقية نحو التغيير، خاصة بعد ما ترددت أنباء عن قيام جهات أمنية ذات طبيعة سيادية، التقت مجموعات من الشباب المتظاهرين فى ميدان التحرير ونقلت لهم أن هناك تعليمات من رئيس الوزراء لوزير الداخلية بعدم التعرض للتظاهر السلمى للشباب.
كما أتمنى من الله أن يستجيب الرئيس مبارك لدعوات أبنائه بالرحيل، حتى يفوت الفرصة على النافخين فى نار الفتنة من رجال الأعمال الذين دفعوا خلال اليومين بآلاف البلطجية المدججين بالأسلحة البيضاء والنارية، ترتب عليها اغتيال أرواح العشرات من شبابنا الأبرياء، نتمنى أن يكون اليوم يوم الرحمة بين المصريين ونخرج على قلب رجل واحد، لا يوم التناحر واغتيال شبابنا الحر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة