فى ظل الظروف التى عشناها من قلق وخوف من الهاربين من السجون واللصوص وخوف على مستقبل مصر، وكانت ومازالت قلوبنا تشتعل، ولكن صراحة عندما أرغب فى الترفيه عن نفسى أنا وإخوتى نتجه فورا لمشاهدة قنوات التليفزيون المصرى (الحكومى)، فكنا نضحك كثيرا مما يقدمه لنا من أخبار تشير جميعها أن (الأمن مستتب يا باشا.. والاستقرار يعم أرجاء البلاد)، فكل محافظ يتحدث للتليفزيون المصرى بمجرد ما ينطق المذيع بأن على الهاتف المحافظ الفلان لأى محافظة من المحافظات نسبقه فورا بالضحك وقول (الأمن مستتب)، وهو فعلا ما نسمعه من المحافظين بعدها فورا..
فى الوقت الذى كان فيه ميدان التحرير به عشرون ألف متظاهر الساعة الواحدة والنصف صباح يوم الثلاثاء كان التليفزيون المصرى يركز الصورة على 30 أو 40 بالكثير أمام مبنى ماسبيرو يهتفون باسم الرئيس مبارك..!!!
وفى الوقت الذى تعرض فيه جميع الشاشات العربية المتظاهرين وهم يفتشون قبل دخولهم الميدان يوم الثلاثاء (يوم المسيرة المليونية )، وكان البنات والنساء والأطفال والرجال الكبار فى السن يؤكدون أنه تم تفتيشهم قبل دخولهم للميدان من قبل اللجان الشعبية كان مراسل التليفزيون المصرى - وقد سمعته بنفسى ولم أصدق ما قاله - حيث قال إنه دخل الميدان وخرج منه عدة مرات، ولم يفتش، كما أنه لا يوجد أى عامل من عوامل الأمن فى الميدان!!!!!!
إذا كانوا لا يستطيعون أن يعرضوا الحقيقة وفقا للسياسة التى تحكمهم فعلى الأقل لا يزوروها ويكذبون على الشعب.
فما حدث من ثورة ومظاهرات واحتجاجات كان من أهم محركاتها استهزاء واستهتار المسئولين بالشعب.. ولم يتعلم الإعلام المصرى مما يحدث فما زال يستهزأ بعقول الشعب.. أأنا ساذجة لدرجة عندما أشاهد التليفزيون المصرى وهو يقول إن الاستقرار يعم إرجاء البلاد سأصدق!!!!.. هم من دفعونا للبحث عن الحقيقة على قناة الجزيرة والعربية والحرة وغيرها.. وما زالوا يعاملون الشعب كالطفل يمنعون عنه مشاهدة ما لا يرغبون فى عرضه ويتيحوا له مشاهدة ما يستهون. أما آن لهم أن يصدقوا أن الشعب المصرى لم يعد سلبيا وساذجا كما كانوا يعتقدون ؟؟!!!!
الإعلام المصرى فقد مصداقيته بعد نكسة 67 ومازال التاريخ يذكر ذلك ولم يستعد الإعلام المصرى الثقة إلا بعد نصر 73 وسيكتب التاريخ ما حدث لمصر وسيذكر مدى سلبية التليفزيون المصرى فى تناول جوانب وتداعيات الأزمة..
وقد ذكر التليفزيون المصرى أنه أرسل كاميرات إلى ميدان التحرير وتم منعهم من التصوير ومهاجمتهم.. فهذا أمر طبيعى جدا، حيث أصبحت هناك أزمة ثقة بين المواطن والإعلام المصرى (الحكومى).
وأدعو الله لمصر أن يحفظها وأن يعم الاستقرار أرجاء البلاد حقيقة وليس كما يقول التليفزيون المصرى.
آية كامل تكتب: عندما يسخر التليفزيون الحكومى من عقل الشعب
الجمعة، 04 فبراير 2011 02:03 ص
مبنى التلفزيون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة